للمرة الثالثة منذ توليه حكم البلاد في 2014م، الرئيس عبد الفتاح السيسي يجرى مداخلة هاتفية مع برامج "التوك شو"على الهواء مباشرة، حيث أجرى الرئيس مكالمتين مع الإعلامى أسامة كمال في برنامج القاهرة 360، بينما أجريت المكالمة الثالثة أمس في برنامج "القاهرة اليوم" مع الإعلامى عمرو أديب. واعتبر أساتذة الإعلام إن تجاوب السيسي ومداخلاته الهاتفية للتعليق على بعض القضايا التى تطرحها شاشات التلفزيون، يمثل اتجاه إيجابي ودليل على اهتمام الرئيس بالاعلام، وحرصه على توضيح الصورة والرد على كل ما يمكن أن يثار. المكالمة الأولى أجرى الرئيس عبد الفتاح السيسى أول مكالمة هاتفية له مع قناة تلفزيونية في 4-12-2014، في برنامج القاهرة 360 مع الإعلامى أسامة كمال على قناة على قناة القاهرة والناس، وكانت الفقرة تتحدث عن المعاقين وذي القدرات الخاصة فى مصر وأحوالهم. وفى بداية مكالمته وجه الرئيس السيسى التحية إلى جميع الحاضرين وإلى "منعم" أحد المعاقين ضيف البرنامج، وقال الرئيس السيسى انه سينفذ الدستور فى مسألة حقوق المعاقين، وأن الدولة ستعمل جاهدة على مساعدتهم، وانه لن يسترسل فى الحديث وسيكون الاهم هو الفعل في الواقع تجاههم. ووجه الرئيس السيسى رسالة من خلال قناة القاهرة والناس إلى الشعب أنه يوجد العديد من القضايا الهامة فى مصر، منها الأطفال والمواطنين ذو القدرات الخاصة، قائلًا إننا لو نظرنا اليهم سيكون هذا سبب للعمل والتقدم ومواجهة التحديات. المكالمة الثانية وتأكيدًا لما ذكره الرئيس خلال مكالمته الأولى عن ضرورة الإهتمام بالأطفال، جاءت مكالمته الثانية في 22 يناير 2016على نفس القناة القاهرة والناس مع أسامة كمال، ليعلن عن دعمه لمجلة "نور"، التى تصدر عن مؤسسة الأزهر الشريف وتخاطب الطفل لأنها تشكيل ثقافة حقيقة، من أموال دعم مصر، مشددا على أنه سيتم طباعة المجلة بأعداد كبيرة، والترجمة الفورية لها. ودعا السيسي القائمين على مجلة "نور" إلى مقابلتهم بمكتبه لتقديم كل العون والدعم لهم، وإزالة كل العراقيل التي تواجههم، مع وضع تصور كامل متكامل لتطوير المجلة بهدف بناء شخصية معتدلة، مؤكدًا خلال مكالمته على أن الأطفال يحتاجون لثقافة وليس الأكل والشراب فقط. المكالمة الثالثة وبعد أقل من شهر أجرى الرئيس المداخلة الهاتفية الثالثة له، ولكنه أختار قبلة آخرى يوجه من خلالها رسالته غير القاهرة والناس، حيث فاجأ الرئيس عبدالفتاح السيسي، الإعلامي عمرو أديب، بمداخلة هاتفية خلال برنامجه «القاهرة اليوم»، تحدث خلالها عن التحديات التي تواجه مصر خلال الفترة الراهنة. وقال الرئيس عبدالفتاح السيسي، إننا "نعيش في بقايا دولة.. هي أشلاء دولة"، وأضاف السيسي، أن الحالة التي وصلت لها مصر ليست من تراكم 30 عامًا، ولكن منذ 50 عامًا منذ عام 1967، وتابع ""أنا قولت قبل كده، أنا بحاول في خلال أول أربع سنوات تثبيت الدولة ومنع انهيارها". وعلق الرئيس على واقعة القبض على إسلام جاويش، رسام الكاريكاتير، مقسمًا أنه لم يغضب من رسومات "جاويش" أو غيره، وأضاف "والله ما بزعل من حد وربنا خلقنا كلنا مختلفين وعمرنا ما هنتفق على حاجة واحدة، ومفيش بشر على قلب رجل واحد، والله ما زعلان من جاويش ولا من غيره.. أنا عندي أولاد ، وصدري لا يضيق على أولاد مصر". وقال السيسي، أنه سيجلس مع 10 من شباب الألتراس، للاطلاع على ما تم في تحقيقات مذبحة بورسعيد، وسأطلبهم بتزويدنا بما لديهم من معلومات"، وطرح السيسي على الأولتراس مبادرة لتشكيل لجان منهم لكشف ملابسات المذبحة، بتحقيقات مدعومة من مؤسسة الرئاسة، وتابع أنه حريص على دم كل مصري وأن "ضفر" أي مصري غالي على أي مسؤول بيحب بلده، وأن المسؤولية على عاتق الجميع. وعلق صفوت العالم، أستاذ الرآى العام بإعلام القاهرة، على مداخلة الرئيس الهاتفية أمس، أنها تعكس اهتمام الرئيس بالإعلام، وحرصه على توضيح الصورة للرآى العام، والرد على كل ما يمكن ان يثار من قضايا وتساؤلات لدى الشعب. وأوضح أن ما قام به الرئيس بالأمس كان من الممكن أن يكلف به أحد مساعديه أو المكتب الإعلامى، إلا أن حرص على توضيح الأمور بنفسه، وهو ما يشير لإدراكه بضرورة مخاطبة الإعلام، حتى يوافق رآى النظام مع إتجاهات الرآى العام. وأشار إلى أن مداخلة الرئيس شملت تفاصيل دقيقة، حيث أن إدراكه لاسم "إسلام جاويش"، رسام الكاريكاتير الذي تم القبض عليه أول أمس، يحمل دلالة معينة، وهى أنه يدرك ويتابع الشأن العام للدولة، انبثاقًا من إدراكه لدور القيادة ومسئوليتها. ورآى العالم، إن فكرة إختيار الرئيس لبرنامج "القاهرة اليوم" مع عمرو أديب لإجراء مداخلة هاتفية معه هذه المرة، لا يحمل دلالة معينة، ولكنه جاء من باب التنوع والتعدد، مشيرًا أنه إذا كانت المكالمة الثالة للسيسي في مع أسامة كمال كما حدث في المرة الأولى والثانية، لكان التساؤل أيضًا لماذا برنامج القاهرة 360 . واعتبرت ليلي عبد المجيد، عميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة سابقًا، فكرة خطاب الرئيس للجمهور من خلال مداخلة هاتفية بأحد البرامج، يعكس اهتمامه بما يتم مناقشته وإثارته من قبل وسائل الاعلام، ويؤكد أنه على تواصل مع الرآى العام، ليس فقط من خلال التقارير التى تأتى إليه، ولكن من خلال ما تبثه القنوات عن نبض الشارع. وأكدت على أن تكرار مداخلات الرئيس الهاتفية بالبرامج التلفزيونية اتجاه ايجابي، مشيرة إلى أنها لا تعرف بالتحديد مبررات إختيار الرئيس لبرنامج بعينه دون آخر، مرجحة أن يكون السبب هو أنه ةعندما يرى موضوع جدير بأن يعلق عليه في برنامج ما يقوم بمداخلة هاتفية خلاله. وأوضحت أن الموضوعات التى يقوم الرئيس بإجراء مداخلات هاتفية للتعليق عليها مهمة للغاية، حيث جاءت الأولى لدعمه للمعاقين، هذه الفئة التى تعانى التهمييش والاضطهاد، وأيضًا دعمه لمجلة نور، وهو ما يرتبط بحديثه الخطاب الدينى والذي تكون التربية والتنشئة جزء منه، والأخيرة للرد على ما تردد حول القبض على اسلام جاويش بسبب نقده للنظام والسيسي.
