اندلعت امس اشتباكات في الشوارع بين الثوار الليبيين والمقاتلين الموالين للرئيس الليبي الهارب معمر القذافي بوسط مسقط رأسه في مدينة سرت وسط عمليات نزوح جماعي لسكان المدينة. اكد محمد الرماش، عضو اللجنة الاعلامية لثوار مدينة سرت أن أعدادا كبيرة من السكان يغادرون الجزء الشرقي من سرت هربا من القتال. وأضاف أن مقاتلين موالين للقذافي بملابس مدنية يروعون المدنيين. وأشار المجلس الوطني الانتقالي إلي أن نحو 5 آلاف مقاتل من الموالين للقذافي لا يزالون موجودين في تلك المدنية. وأمهل المجلس الانتقالي الليبي سكان «سرت» 48 ساعة لمغادرة المدينة التي يحتمي بها المئات من مقاتلي العقيد الليبي الهارب. وقال حسين التير، قائد ميداني من المجلس الانتقالي، إن القادة العسكريين وافقوا علي إمهال سكان المدينة الساحلية المزيد الوقت لمغادرتها قبل شن هجوم عسكري كاسح.وأضاف: «سننفذ الهجوم الرئيسي عند التأكد من مغادرة معظم الأسر للمدينة وهذا قد يستغرق علي الأرجح عدة أيام.» وكان الآلاف من السكان قد لاذوا بالفرار هرباً من المواجهات المسلحة، التي تصاعدت حدتها في الآونة الأخيرة، ويواجه المقاتلون الموالون لقادة ليبيا الجدد مقاومة ضارية من قبل أنصار القذافي لإخضاع «سرت»، بجانب «سبها» و»بني وليد» لسيطرة المجلس الوطني الانتقالي. وأكد حسن الصغير العضو في المجلس الانتقالي في ليبيا أن المجلس أحكم سيطرته علي شحنة من القذائف المعبئة بمواد كيماوية بمنطقة سبها خلال الأسابيع القليلة الماضية كان القذافي قد جلبها من دولة آسيوية. وقال الصغير إن الشحنة والتي يقدر وزنها بتسعة أطنان من القذائف المدفعية «معبئة بغاز الخردل» وكانت مخزنة في منطقة الشاطئ بمدينة سبها جنوب ليبيا في مخزن مساحته 50 متراً مربعاً في منطقة خالية من السكان». وأشار المسئول الليبي إلي أنه أبلغ بعض الأطراف الدولية والمنظمات ذات العلاقة من أجل نقل الشحنة والتخلص منها بالطريقة المثلي ووفق المعايير الدولية. وشدد الصغير علي أنه لا يوجد آثار في المخزن لأي محاولة لنقل الشحنة أو جزء منها وهو ما يرسل إشارة اطمئنان إلي عدم وصولها إلي مسلحين. وأشار إلي أن المجلس الانتقالي أحكم قبضته علي شحنة أخري، واعرب عن شكوكه في أن تكون الشحنة الأخيرة. وكانت حكومات غربية قد أبدت مخاوفها من انتشار الأسلحة التقليدية وغير التقليدية في ليبيا من بينها واشنطن التي أكدت أنها أرسلت فريقاً إلي ليبيا للعمل علي تحديد مواقع هذه الأسلحة ومساعدة المجلس الانتقالي علي التخلص منها. وأعلن ممثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن وضع السكان في مدينة سرت صعب للغاية ومزر.وقال هشام خضراوي إن السكان المحاصرين في هذه المدينة يموتون بسبب عدم توفر الخدمات الطبية الأساسية، مشيرا إلي أنه زار سرت علي رأس وفد من اللجنة الدولية للصليب الأحمر وقدم للفريق الطبي في المدينة 300 وحدة إسعافات لمعالجة جرحي الحرب إضافة إلي 150 كيسا للجثث.وأضاف أن مستشفي ابن سينا، المستشفي الرئيسي في المدينة قصف بالصواريخ أثناء زيارته إياه مع وفد اللجنة الدولية للصليب الأحمر. وقال : «لقد سقطت عدة صواريخ داخل المستشفي أثناء وجودنا داخله»، منددا بالقصف العشوائي الجاري علي نطاق واسع سواء أكان قصفا بالصواريخ أو بالقذائف المضادة للدروع أو بالمدافع الرشاشة. وأكد خضراوي أن المستشفي يفتقر إلي المياه لأن خزان الماء فيه تضرر جراء المعارك، مشيرا إلي أن طاقم المستشفي أبلغ الوفد أن الناس يموتون بسبب النقص في الاكسيجين وفي الوقود اللازم لتشغيل مولد الكهرباء. ورحبت حكومة النيجر باستجواب حكام ليبيا الجدد للساعدي القذافي والذي لجأ الي النيجر.وقال مارو امادو وزير العدل والمتحدث باسم حكومة النيجر إنه يمكن استجواب الساعدي بموجب اتفاقية قائمة للتعاون بين طرابلس ونيامي. وأضاف : «إذا كان الأمر يتعلق باستجواب الساعدي فيمكن للمجلس الوطني الانتقالي الذي نعترف به أن يأتي بحرية إلي النيجر بموجب الاتفاقية الحالية ولكن أؤكد أنه في هذه المرحلة.. لا يوجد احتمال لتسليم الساعدي لأنه في نهاية الأمر ما يتعين تطبيقه هو المواثيق الدولية». وأصدرت الشرطة الدولية (الإنتربول) إخطارا دعت فيه إلي إلقاء القبض علي الساعدي مما يمثل ضغطا علي النيجر لاعتقال الساعدي الذي فر إلي هناك قبل نحو 3 أسابيع.