الليبراليون والخطاب الديني المتشدد بقلم :علاء عريبى منذ 1 ساعة 27 دقيقة هل الليبراليون هم الذين سيضعون البلاد في يد الجماعات المتأسلمة؟، هل خطاب بعض الليبراليين هو الذي يدفع المواطن البسيط للجوء إلى أصحاب الخطاب الديني المتشدد؟، هل تصرفات وكتابات وتصريحات بعض الليبراليين هي التي تشجع السلفيين وأصحاب الخطاب الديني المتشدد على تكفيرهم؟، هل هناك بعض النخب يستفزون الجماعات الدينية بحثا عن شهرة؟. في ظني أن الإجابة نعم، هناك بعض النخب الذين يتبنون الفكر الناصري والاشتراكي والليبرالي يستفزون بالفعل أصحاب الخطاب الديني (المتشدد والمعتدل) ، وأن هؤلاء يختلقون مواجهات وهمية لكى يحصلوا على صك تكفير يلقى الضوء عليهم أو يجعلهم تحت الضوء، وهؤلاء ليسوا أبناء اليوم بل أبناء النظام والمصلحة الشخصية، منذ الثمانينيات ووسائل الإعلام لا تخلو من بعض هذه الشخصيات النفعية والانتهازية، والذي يرجع إلى الصحف خلال السنوات العشر الماضية سيتعثر بالعديد ممن ينتسبون لأحزاب وأفكار يسارية، اختلقوا العديد من الوقائع التي استفزت المواطن البسيط قبل أن تستفز أصحاب الخطاب الديني، وأن بعضهم يتجاوز الحد عند تعرضه لمسائل فقهية تحت زعم حرية العقيدة أو حرية الإبداع، صحيح أن في الصف المواجه بعض شخصيات منسوبة لتيارات دينية برمجت على التشدد ولغة التكفير، لكن هذا لا يعنى أن نترك الساحة لبعض الانتهازيين يختلقون الوقائع والمواجهات بغرض الشهرة أو تحقيق مصلحة بعينها. هذه القضية الشائكة ذكرني بها القارئ أيمن فرغل، حيث تلقيت منه رسالة يعقب فيها على مقالي الذي تناولت فيه لغة التكفير في منابر المساجد لليبراليين والديمقراطيين والعلمانيين و وتأكيد بعض المتشددين في الجماعات الدينية أن الدولة المدنية لا يقام فيها شرع الله، وسكانها ينحون الله جانبا ولا يؤمنون به، حكى فرغلى تعرضه لنفس الموقف بأحد المساجد، حيث قام الخطيب بتكفير الليبراليين، لكنه ذكر في رسالته واقعة منسوبة إلى الناشط السياسي عمرو حمزاوى في إطار حديثه عن قيام الليبراليين بدفع المواطنين إلى حضن الإسلاميين، قال: «سيدي الفاضل ألا تلاحظ معي أن الليبراليين والعلمانيين هم من سيدفع المجتمع إلي أحضان المتأسلمين، مثلا رأيت مقابلة تلفزيونية مع المدعو عمرو حمزاوي يقول بالحرف الواحد: انه يؤيد الزواج المدني مثل أن تتزوج المسلمة بمسيحي، هل تعلم سيدي ما رد الفعل علي هذا التصريح سواء كنا معه أم ضده؟، أليس من بديهيات التغيير ألا تصدم الناس التي تريد تغييريها مرة واحدة؟، وخاصة فيما يتعلق بمعتقداتهم المتأصلة فيهم من آلاف السنين، سيدي الفاضل قد يطول الشرح والتعليق وقد نختلف فيه، لكن الليبراليين هم من يقف وراء دفع الشعب إلي أحضان الاتجاه الإسلامي. أستاذ علاء.. أنا ليبرالي أؤمن بحرية العقل والعقيدة والعمل وكافة أنواع الحريات بضوابطها وعدم التجاوز والتجرؤ علي الله ورسوله والدين الإسلامي ورموزه والدين المسيحي ومعتقداته ورموزه .. أطيب تحياتي .. أيمن فرغل، 0197399542». الحقيقة اتفق مع ما جاء على لسان القارئ الكريم، لكن للأسف لم أتابع البرنامج الذي صرح فيه الناشط عمرو حمزاوى برأيه في قضية الزواج المدني، ولا أعرف إن كان تصريحه هذا يعنى به السماح بزواج المسلمة بالمسيحي مدنيا، وأظن أنه إن صح تحدثه فى هذه القضية فهو لم يقصد زواج الفتاة المسلمة بشاب مسيحي، لأنه يعلم أن هذا حرام شرعا، وأن هذا التحريم جاء بنص قرءاني، كما أنني لا أظن انه يعتقد أن الدولة المدنية تتضمن هذه التجاوزات التي تحرمها الشريعة، أو غيرها مما يخالف الديانة المسيحية، أو أن الدولة المدنية لا تعرف قوانينها مبادئ الشرائع السماوية. على أية حال البلاد ليست في حاجة إلى الانتهازيين من متبنى الفكر الايديولوجى، ولا إلى المتشددين من متبنى الخطاب الديني، وعلينا ألا ننجر خلف وقائعهم المختلقة، لأن كلا من الفريقين يمثل عقبة أمام استقرار هذا الوطن.