رأت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية اليوم الثلاثاء أن عودة رئيس الوزراء الروسى الحالى فلاديمير بوتين الى منصب الرئاسة مرة أخرى قد تعيد لهجة أكثر حدة إلى المواقف تجاه الولاياتالمتحدة. وذكرت الصحيفة - فى سياق تعليق نشرته اليوم وبثته على موقعها على شبكة الانترنت - أن بوتين، الرئيس السابق لروسيا والمقبل ، لطالما اعتمد لهجة لاذعة فى خطابه تجاه الولاياتالمتحدة فتارة يصفها "بالهمجية" وتارة أخرى "بالكيان المتطفل "كما جاء فى وصفه الاخير لها. ونقلت الصحيفة عن فيونا هيل مديرة مركز شئون الولاياتالمتحدة وأوروبا فى معهد بروكينجز قولها :"إن عودة الرئيس بوتين مرة أخرى إلى الرئاسة قد تضفى على العلاقات الثنائية بين البلدين مزيدا من الفتور..فجميعنا نعلم أن بوتين أكثر إعراضا عن فكرة إقامة علاقات طبيعية مع الولاياتالمتحدة من الرئيس الحالى دميترى ميدفيديف." لكن أشارت الصحيفة فى الوقت ذاته الى انه ما يزال من غير الواضح ما إذا كان سيطرأ أى تغيير جذرى على العلاقات الروسية - الامريكية التى شهدت تحسنا نوعا ما بعد تولى ميدفيديف رئاسة البلاد. وتابعت الصحيفة إنه وفقا لما يراه معظم الدبلوماسيين - ومن بينهم دبلوماسيون امريكيون فى موسكو - لطالما بدا بوتين الطرف الاكثر هيمنة فى الصفقة السياسية التى عقدها مع الرئيس ميدفيديف ،فيما اعتبر مسئولون فى الادارة الامريكية أن إعادة صياغة العلاقات مع روسيا خلال ولاية الرئيس ميدفيديف تمخض عنها انجازات دبلوماسية عديدة من ضمنها إتاحة الفرصة لنقل القوات الامريكية والمعدات إلى أفغانستان من خلال قاعدة جوية روسية فضلا عن التأييد الذى أبدته روسيا لفرض مزيد من العقوبات الصارمة ضد إيران، بالإضافة إلى التوقيع على معاهدة الاسلحة النووية فى براج فى أبريل 2010. كذلك تمكن المفاوضون الروس والأمريكيون من إحراز تقدم بشأن اتفاقية درع الدفاع الصاروخى بحسب ما قالت هيل. ونقلت الصحيفة عن أحد كبار المسئولين فى البيت الابيض الذي رفض الكشف عن هويته قوله "إن على بوتين أن يعي أهمية تحقيق عملية تحديث اقتصادي لبلاده وما يعنيه ذلك من الحفاظ على المصالح المشتركة لكلا البلدين ..فقد يخسر بوتين كثيرا إذا تخلى عن النهج العملى والنفعي."