أثار تفاقم الوضع بين إيران والسعودية قلق بلدان العالم، حيث تؤثر العلاقات الثنائية بين البلدين على العديد من الملفات العالمية، من أبرزها الملف السوري ومكافحة تنظيم "داعش" الإرهابي. قالت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، إن أحدث مجاولة لبدء محادثات سلام سورية باتت الآن في خطر، بعدما أعلنت المملكة العربية السعودية قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران، مشيرة إلى أن حرب التصريحات المشتعلة بين الغريمين تهدد عرقلة المسعى الدولي لوقف الصراع في سوريا. وأوضحت أن "قطيعة" الرياضوطهران جاءت في لحظة حرجة للغاية، في مسيرة الجهود الدبلوماسية الوليدة التي تسعى لإطلاق محادثات السلام بين الرئيس السوري، بشار الأسد، وممثلي المعارضة، في وقت لاحق من هذا الشهر. وأشارت إلى أن المبعوث الأممي الخاص بالسلام في سوريا، ستيفان دي ميستورا، كان من المقرر أن يعقد محادثات في الرياض، الاثنين، لتمهيد الطريق لمفاوضات جنيف، إلا أن الدبلوماسيين الغربيين أعربوا عن قلقهم إزاء "الصدع" الذي أصاب العلاقات السعودية الإيرانية، حيث يمكنه أن يسمم الأجواء ويدمر المناقشات حتى قبل أن تبدأ. وأردفت أنه في ظل هذه التوترات، فإن ممثلي المعارضة – التي تدعم الرياض معظمهم - من المرجح أن يتخذوا موقفًا أكثر حسمًا تجاه رعاة نظام الأسد؛ إيرانوروسيا، مشيرة إلى أنه من المتوقع أن تكون أقل استعدادًا لتقديم تنازلات بشأن تشكيل وفد المعارضة في المحادثات المقررة. وقالت إن الأمر بات مرة أخرى في يد روسيا والولايات المتحدة، إذا أرادوا إنقاذ هذا الملف، مضيفة أن مستورا يكافح من أجل التوصل إلى أرضية مشتركة بين القوى الكبرى، حيث إنه يسعى لموافقة موسكو على مشاركة عدد من الجماعات، التي وصفتهم بالإرهابيين، وساوت بينهم وبين تنظيم "داعش" الإرهابي. ويذكر أن السعودية نفذت حكم الإعدام بحق 47 شخصًا، من بينهم الشيخ الشيعي، نمر النمر، الأمر الذي أدى إلى ردود فعل غاضبة من الدول الشيعية، خاصة إيران، مما أسفر عن نشوب حرب تصريحات أدت إلى قطع العلاقات الثنائية بين طهرانوالرياض.