تطورت أزمة الطائرة السورية التي أخضعتها أنقرة للتفتيش بشكل لافت إلى حرب كلامية بين روسيا وتركيا، لا سيما بعد أن أعلن المسؤولون في أنقرة عن ضبط ومصادرة أنظمة رادار وإنذار مبكر روسية الصنع على متن الطائرة المدنية. وتدخل رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان شخصيا ليؤكد أن الشحنة التي صودرت من طائرة الإيرباص التي كانت تقوم برحلة بين موسكوودمشق تتضمن "معدات وذخائر موجهة لوزارة الدفاع السورية". وحتى ذلك الحين، كانت السلطات التركية تكتفي بتبرير اعتراض الطائرة التابعة للخطوط الجوية السورية عبر الحديث عن "شحنة غير مشروعة" أو "مشبوهة". وفي لهجة يعلوها التحدي، أوضح رئيس الوزراء التركي طبيعة هذه "المعدات" الروسية الصنع، معربا عن استعداده لعرض تلك المعدات علنا إذا لزم الأمر بهدف إسكات الجهات التي تنفي ذلك في كل من دمشقوموسكو. الحدود السورية التركية في غضون ذلك، عزَّزت تركيا وجود قواتها على الحدود مع سوريا، فنقلت 15 مقاتلة إلى ديار بكر، وزادت الدبابات بمقدار 60 دبابة ليصل عددها إلى 250 . واعترضت إحدى المقاتلات مروحية سورية حلَّقت فوق الحدود، فيما تواصل السجال حول قضية الطائرة، واعترفت موسكو رسمياً بأن الطائرة نقلت راداراً للإنذار المبكر، بما لا يعد خرقاً لتوريد السلاح. وأعلن مسؤول تركي أن مقاتلة تركية أقلعت من ديار بكر أبعدت مروحية سورية اقتربت من الحدود، وقال إن هذه المقاتلة أقلعت بعدما أرسل الجيش السوري مروحية مكلفة قصف بلدة عزمارين السورية واعتبر كبير مستشاري الرئيس التركي أرشد هورموزلو أن من حق بلاده تفتيش الطائرة السورية، إنطلاقا من أن من حق أي دولة وفقاً للقانون الدولي تفتيش أي طائرة في حال الاشتباه في حمولتها، مشيرا إلى أن العراق يقول إنه يفتش الطائرات الإيرانية التي تمر عبر أجوائه إلى سوريا. وأوضح هورموزلو أن السلطات التركية خيّرت طاقم الطائرة وهي في الجو بين العودة من حيث أتوا أو الهبوط في تركيا، مشيرا إلى أن قائد الطائرة لم يصرح بحمولة الطائرة وهو ما يعد مخالفة للقوانين الدولية، موضحا أن ركابا روسا كانوا على متنها دون أن يتم إخطار تركيا بذلك. صواريخ "ستينجر" إلى الحدود السورية وفي نفس السياق، ذكرت صحيفة (صباح) التركية أن فريق صواريخ "ستينجر" الأمريكية انتقل إلى الحدود السورية للتصدي ومواجهة التهديدات الجوية السورية المحتملة. وأشارت الصحيفة إلى أن صواريخ "ستينجر" تستخدم ضد الطائرات المروحية والحربية التي تحلق بارتفاع منخفض، مؤكدة أن الاستعدادات العسكرية التركية على الحدود مع سوريا تحولت إلى درجة اللون الأصفر "الأوسط من ثلاث درجات هي الأخضر والأصفر والأحمر"، بعد أن وصلت 25 طائرة حربية طراز "أف 16" من قواعد جوية مختلفة غرب تركيا إلى قاعدة "ديار بكر" إضافة إلى وصول 60 دبابة ليصل مجموع عدد الدبابات المنتشرة على الحدود التركية السورية إلى 250 دبابة. الرد الروسي من جانبه، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن الشحنة التي كانت تحملها طائرة الركاب السورية التي احتجزت بأنقرة لم تكن أسلحة، بل شحنة قانونية عبارة عن معدات خاصة بمحطة رادار. وقال لافروف في تصريحات نقلها التلفزيون الروسي الرسمي "ليس لدينا أسرار بالطبع.. لم تكن هناك أسلحة على الطائرة (..) كانت هناك شحنة أرسلها مورد قانوني روسي بشكل قانوني إلى عميل قانوني"، زاعما أنها "معدات تقنية كهربائية لمحطات رادار وليست محظورة بموجب أي اتفاقيات دولية". حياد أمريكي وفي تعليق على اعتراض تركيا للطائرة المدنية السورية، اعتبرت الولاياتالمتحدة أن الدعم الروسي لنظام الأسد "يفتقد إلى الأخلاقية"، وأقرت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند بأن روسيا لم تنتهك أي حظر على نظام الأسد، إلا أنها اعتبرت أن "السياسة الروسية في الملف السوري تفتقد إلى الأخلاقية".