تحل هذه الأيام الذكرى الثالثة والأربعون على إحراق المسجد الأقصى المبارك، أولى القبلتين وثالث الحرمين، على يد متطرف صهيوني أسترالي الجنسية يدعى "دينيس مايكل روهان" جاء إلى فلسطين باسم السياحة. ومنذ ذلك الحين والاحتلال يسعى إلى تحقيق هدفه وطمعه الذي ما زال يراوده وهو بناء الهيكل المزعوم على حساب أو على أنقاض المسجد الأقصى المبارك ، لكنه ريثما يتحقق له ذلك فإنه يتدرج في مخططات التهويد وتكريس الواقع الاحتلالي في المسجد الأقصى المبارك. وكانت جريمة إحراق الأقصى المبارك فجرت في حينها ثورة غاضبة في أرجاء العالم الإسلامي، ففي اليوم التالي للحريق أدى آلاف المواطنين صلاة الجمعة في الساحة الخارجية للأقصى المبارك، وعمت المظاهرات القدس بعد ذلك احتجاجا على هذا الحريق المدبر، والذي كان من تداعياته عقد أول مؤتمر قمة إسلامي في الرباط بالمغرب. كما أثارت ردود فعل عالمية ودولية نددت به، ودعا مجلس الأمن الدولي إلى إصدار قراره رقم (271)، والذي أدان الاحتلال لتدنيسه المسجد، ودعا سلطات الاحتلال الصهيوني إلى إلغاء جميع التدابير التي من شأنها المساس بوضعية المدينة المقدسة. وعبر القرار عن "حزن المجلس للضرر الفادح الذي ألحقه الحريق بالمسجد في ظل الاحتلال الإسرائيلي، الذي دعاه إلى التقيد بنصوص اتفاقيات جنيف والقانون الدولي الذي ينظم الاحتلال العسكري، والامتناع عن إعاقة عمل المجلس الإسلامي في المدينة المعني بصيانة وإصلاح وترميم الأماكن المقدسة الإسلامية". وأتت نيران الحريق الضخم الذي شب في الجناح الشرقي للمسجد الأقصى، على كامل محتويات الجناح بما في ذلك منبره التاريخي المعروف بمنبر صلاح الدين، كما هدد الحريق قبة المسجد الأثرية المصنوعة من الفضة الخالصة اللامعة. وفي الذكرى ال 43 لإحراق المسجد الأقصى فإنها مناسبة لأن نتذكر المسجد الأسير والمخاطر التي يدبرها الاحتلال الغاشم ، ولعلّها المناسبة الأنسب لأن ندعو الأمة جمعاء أن تتحرك من أجل إنقاذ المسجد الأقصى المبارك من براثن الاحتلال البغيض ، قبل فوات الأوان . ومن التهديدات التي تحيق بالمسجد الأقصى الحفريات الصهيونية التي وصل عددها إلى أكثر من خمسين حفرية ، شبكة من الأنفاق حفرتها المؤسسة الصهيونية الاحتلاليه أسفل وفي محيط المسجد الأقصى المبارك ، تطويق المسجد الأقصى بنحو 100 كنيس ومركز يهودي ، اقتحامات واعتدءات للمسجد الأقصى المبارك من قبل قوات الاحتلال والجماعات واليهودية والمستوطنين ، إدخال السياح الأجانب وتجولهم في المسجد الأقصى شبه عراة بحراسة من شرطة الاحتلال ، تكثيف التواجد الاستيطاني حول الأقصى. من جانبها اكدت مؤسسة القدس الدولية إن الاعتداءات الصهيونية على المسجد الأقصى بكافة أشكالها لا تقل خطورة عن إحراق المسجد المبارك، الذي يحل ذكرى الاعتداء عليه هذه الأيام، معتبرة أن ما يجري حاليًا للأقصى "أشد خطورة"، لا سيما وأنه يتعرض لأشرس حملة تهويدية في ساحات المسجد ومحيطه ضمن مخططاتها للسيطرة على الأقصى تمهيدًا لهدمه وإقامة المعبد المزعوم مكانه".