كشف صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين أن السلطة الفلسطينية تطالب بتحقيق دولي في اغتيال الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات على غرار التحقيق بمقتل رفيق الحريري في لبنان. وأعلنت اللجنة المركزية لحركة فتح أن القيادة الفلسطينية مستعدة للتعاون للكشف عن تفاصيل وفاة عرفات. ومن جهتها طالبت سهى عرفات أرملة عرفات باستخراج رفاته وفحصه للتثبت من تسميمه إشعاعيا، وقالت إنها طالبت السلطة الفلسطينية بالتعاون باستخراج رفات عرفات المدفون في رام الله بالضفة الغربية للتثبت من تسميمه إشعاعيا. وكان تحقيق لقناة الجزيرة استمر تسعة أشهر قد كشف العثور على مستويات عالية من مادة البولونيوم المشع والسام في مقتنيات شخصية للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، استعملها قبل فترة وجيزة من وفاته، وذلك بعد فحوص أجراها مختبر سويسري مرموق. وأضافت -في تعليقها على تحقيق الجزيرة- "توصلنا إلى تلك النتيجة المؤلمة للغاية، وهذا على الأقل خفف جزءا من العبء الجاثم فوق صدري. على الأقل قمت بشيء ما كي نقول للشعب الفلسطيني -وللعرب والمسلمين في كافة أنحاء العالم- إن رحيل عرفات لم يكن وفاة طبيعية، كان جريمة". وأشارت سهى إلى أنها تتوقع دعما من السلطة الفلسطينية، ومن الرئيس أبو مازن، ومن مؤسسة ياسر عرفات، لكشف باقي الحقيقة بعد أن توصلت الجزيرة إلى هذا الكشف الهام. وطالبت النائب العام الفلسطيني بإعطاء الأمر للجهات المختصة باستخراج رفات عرفات، كما طالبت علماء الدين الإسلامي بالفتوى بشأن جواز ذلك من عدمه. كما طلبت أرملة عرفات من جامعة الدول العربية والأمم المتحدة التعاون للكشف عن أبعاد ما أسمتها جريمة اغتيال عرفات. وأضافت سهى أن ابنة الزعيم الفلسطيني زهوة تعاونت مع الفريق العلمي الذي أخذ منها عينة من الحمض النووي (دي أن أي) لمقارنتها بالحمض النووي لعرفات. مؤكدة أن هذه مسؤوليتها أمام جيل فلسطيني بأكمله. وأشارت إلى أن قناة الجزيرة ذهبت إلى أبعد مدى، واستعانت بأهم العلماء حول العالم في علم السموم الإشعاعية النووية، للتوصل إلى الحقيقة في هذه القضية. وعن تعرضها لضغوط خلال الفترة الماضية، أشارت أرملة عرفات إلى أنها لم تتعرض لضغوط مباشرة، لكن بعض الجهات كانت تقول لها إن هذه القضية تتعلق بدول كبرى. وتمنت سهى توفير الحماية اللازمة لها ولابنتها في الفترة المقبلة. وكان تحقيق الجزيرة كشف أن آخر الأغراض الشخصية لعرفات (ملابسه، فرشاة أسنانه، وحتى قبعته) فيها كميات غير طبيعية من البولونيوم، وهو مادة نادرة وعالية الإشعاع. وكانت تلك الأغراض -التي خضعت للتحليل في معهد الفيزياء الإشعاعية بمدينة لوزان بسويسرا- تحمل بقعا من دم عرفات وعرقه وبوله. وتشير التحاليل التي أجريت على تلك العينات إلى أن جسمه كانت به نسبة عالية من البولونيوم قبل وفاته. وعندما حلل الأطباء الأغراض الشخصية لعرفات -التي سلمتها سهى عرفات لفريق الجزيرة- لم يُعثر على أثر لسموم المعادن الثقيلة أو التقليدية، ولهذا تحول اهتمامهم إلى مواد أكثر غموضا من بينها البولونيوم، وهو مادة عالية الإشعاع لا يمكن إنتاجها إلا في مفاعل نووي، ولها عدة استعمالات بينها توفير الطاقة للمركبات الفضائية.