جبران باسيل هو وزير الطاقة والمياه اللبناني، وهو عضو في التيار الوطني الحر الذي يرأسه العماد ميشال عون. إنه مسيحي. لست من المؤمنين بالطائفية، لكنني أُشير هنا إلى أنه مسيحي علّ وعسى أن يتعظ بعمله أولئك المسلمون الذين يغرقون بالخيانة الوطنية والدينية، ويُزاحمونه على دخول الجنة، بل يحرمونه منها في فتاواهم ويحتكرونها لأنفسهم..! قبل توجهه إلى قبرص للمشاركة في مؤتمر حول النفط، نبه السيد جبران باسيل إلى أنه لن يحضر المؤتمر إذا حضرته (إسرائيل). وعند توجهه إلى المؤتمر بتاريخ 26 يونية/حزيران 2012، أخذ إشارة بأن السفير الإسرائيلي في قبرص يحضر المؤتمر، فقرر عدم المشاركة. حاولت قبرص ثنيه عن موقفه لكنه رفض على اعتبار أن (إسرائيل) دولة معادية للبنان. واضطرت قبرص أمام هذا الموقف أن تطلب من السفير الإسرائيلي مغادرة قاعة المؤتمر. يُمثل الوزير جبران باسيل الموقف العربي الشجاع والأصيل والوطني والقومي. هكذا يتصرف الرجال، وهكذا تتصرف الماجدات عندما يواجهون المواقف التي تتطلب الرجولة والمجد. هذا هو المنطق التاريخي السليم. إذ كيف يجلس الأبيُّ الشجاع مع قاتل أبناء العرب ومغتصب أرضهم ومدمر بيوتهم ومهلك زرعهم ونسلهم؟! لقد أعادنا باسيل إلى الموقف الصحيح والسليم من العدو الصهيوني الذي يجب أن نستعيده ليكون الموقف العربي عموماً. وفي موقفه هذا يُصر باسيل على بقاء لبنان في طليعة الأمة العربية، والمجسد الحقيقي لإرادتها الصلبة وهامتها المرفوعة. ربما يقول أحد إن موقف باسيل وطني شجاع لكنه لا يجوز تخوين الآخرين الذين يُصالحون (إسرائيل) ويُصافحونها ويُطبعون معها، .. إلخ. لا، نحن لا نخجل مِن— ولا نتردد في— تخوين من يضع يده بيد (إسرائيل) أو يُجالسها أو يُساومها على الحقوق الثابتة للأمة العربية وللشعب الفلسطيني... هؤلاء الذين يمدون أيديهم (لإسرائيل) هم الذين يتآمرون على باسيل وأمثال باسيل، ويعملون على إحباطه وإفشاله وإلحاق الهزيمة به وبمن هم على ذات الخط والهدف. هؤلاء هم الذين تآمروا مع (إسرائيل) في حرب 2006، وفي حرب غزة 2008/2009، وهم الذين يُحيكون مع (إسرائيل) وأمريكا الدسائس من أجل إهلاك الأمة العربية! ليس هذا شكرا لباسيل، لأن المطلوب منا الاقتداء بما فعل باسيل، وليس شكره على واجب وطني وقومي قام به. باسيل قام بواجبه واحترم دماء شهداء لبنان والأمة العربية، وانحنى أمام آلام اليتامى والثكالى الذين أعملت (إسرائيل) الرصاص في صدور آبائهم وإخوانهم، وأدى الوفاء والعهد لكل الذين ضحوا من أجل لبنان وفلسطين والوطن العربي عموماً. إنه رجل قدّر ما يؤمن فأتبعه بالعمل.