كدت الدكتورة هبة قطب استشارى الطب الجنسى والعلاقات الزوجية أن الضعف الجنسى وعدم الانتظام فى ممارسة العلاقة الحميمية، يتسبب بشكل غير مباشر فى اضطراب اتخاذ القرارات، وعدم اتزان الحالة المزاجية بسبب اضطراب وظائف الأعضاء، وذلك طبقا لما هو ثابت فى علم وظائف الأعضاء. وأوضحت قطب أنه بالنسبة "للشخص غير المنتظم فى علاقته الجنسية تكون لديه الدورة الهرمونية والدموية مضطربة، أما الشخص المنتظم فى علاقته فيتمتع بسكينة داخلية ويكون أكثر حلما وأقدر على الحكم على الأمور وحل المشكلات بطريقة أفضل بسبب إفراز الوسائط الهرمونية التى تتسبب فى الهدوء النفسى، كما يحدث عند ممارسة الرياضة"، جاء ذلك خلال مؤتمر صحفى لإعلان نتائج دراسة.. شو ..SHOW... عن تأثير الرضاء الجنسى بين الزوجين على الحياة بحضور عدد من الأطباء المتخصصين ورئيس جمعية الطب الجنسى بالمملكة المتحدة. وأوضحت أنه من المعلومات الشائعة "الخاطئة" عن العلاقة الحميمة بين الأزواج أنها تخضع للحالة المزاجية العامة لكليهما، كما يُعتقد أنها مشروطة بصفاء الذهن ووجود رغبة ملحَة. وهكذا كان الحال الكائن لصورة العلاقة الحميمية بين الغالبية العظمى من الأزواج والزوجات أنها قد تؤجل أو تتوقف فى ظل التوترات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، كما فى الأوضاع الحالية. ويرجع ذلك لعدم فهم حقيقى لفلسفة العلاقة الحميمة، والتى هى فى الحقيقة "اسفنجة ماصة لجميع الانفعالات الإنسانية والتى يمكن أن تنقذ الإنسان من الوقوع فى براثن الأمراض النفسية مثل الاكتئاب بأنواعه أو الأمراض العضوية مثل ارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة السكر فى الدم وزيادة الدهون الضارة والتى قد تتسبب فى تصلب الشرايين" وما يستتبع ذلك من أن الممارسة الجنسية السليمة تؤدى إلى ارتفاع مستوى الأداء الحيوى بشكل عام والذهنى بشكل خاص، وينعكس ذلك فى القدرة على تحمل المسئوليات ومواجهة الصعاب وحل المشكلات، وهذا لا يتوفر إلا فيمن هو منتظم فى العلاقة الحميمة ومستمتع بها ولا يواجه مشاكل عضوية تمنع من حدوثها بصورة مرضية. وكما هو الحال مع من هو منتظم فى أداء التمارين الرياضية، حيث إنه يجمعهما انتظام الدورة الدموية واتساع الأوعية الدموية الطرفية وإفراز الهرمونات وانتظام إفراز الوسائط الكيميائية فى الجهاز العصبى التى تضفى حالة من السكون والرضا النفسيين، وتتفوق فى هذه النقطة الأخيرة العلاقة الحميمة على ممارسة الرياضة مما يؤَمِّن الهدوء الذهنى والاستقرار النفسى لكلا الزوجين. وقالت قطب: "إذا علمنا أن مرض الاكتئاب ينتج عن ارتباك عمل تلك الوسائط لعرفنا الفارق النفسى الذى يصنعه انتظام العلاقة الحميمية بين الرجل وزوجته، وأن المراحل المختلفة للدورة الجنسية تستهلك حوالى 400 سعر حرارى فى الممارسة الواحدة، وأنها تتسبب فى تنشيط كبير للدورة الدموية الطرفية، لأدركنا سبب مساهمة العلاقة الحميمة فى الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية ومرض السكر". وأضافت أن تشجيع المتزوجين فى الانتظام فى علاقتهم الزوجية الحميمة وتسهيل سبل الاستمتاع بها، سواء بالمستحضرات الطبية المتنوعة أو عن طريق التوعية بالإعلام المتخصص، فإننا نبتغى من وراء ذلك السلامة الصحية والنفسية وارتفاع الروح المعنوية والتى تساعد فى اجتياز الصعوبات الحياتية اليومية المختلفة.