حشد الجيش الليبي قواته جنوبي العاصمة طرابلس وتحديدًا في محيط بلدتي ترهونة وبني وليد استعدادا على ما يبدو لمعركة كبرى قادمة مع أنصار العقيد الليبي الراحل معمر القذافي في وقت تجمع فيه الآلاف من سكان طرابلس للمطالبة بإخلاء المدينة من السلاح. وذكرت مصادر مسئولة أن العملية تهدف لتطهير المدينتين من فلول القذافي، وبسط هيبة الدولة، ومنع تحرك السلاح وتكديسه بين البلدتين، بالإضافة إلى إخضاع بعض الكتائب المارقة للانضمام إلى وزارتي الدفاع والداخلية بالحكومة الانتقالية أو الجيش. ووضع المجلس المحلي لمدينة بني وليد قائمة تضم 99 فردًا من أبناء قبيلة ورفلة القاطنة في بلدة بني وليد، مطلوب القبض عليهم «لارتكابهم جرائم ضد المدنيين من خلال مساندة كتائب القذافي في محاولة إخماد الثورة». وقال مصدر مسئول: «إن رتل قوات درع ليبيا تحرك من مقر تمركزه في مدينة مصراتة باتجاه بني وليد عبر طريق ترهونة ليلة الأربعاء و فجر الخميس بأمر من رئيس أركان الجيش الوطني الليبي اللواء ركن يوسف المنقوش ووزير الدفاع بالحكومة الانتقالية الليبية أسامة الجويلي بمباركة المجلس الوطني الانتقالي والحكومة. وتضم قوات درع ليبيا التي تتكون من لواء المنطقة الوسطى الثوار السابقين في مصراتة والخمس وزليتن ومسلاتة، بالإضافة إلى سرت وبني وليد وترهونة أكثر البؤر توترًا في ليبيا. وكان الآلاف من سكان مدينة طرابلس الليبية قد تجمعوا في ميدان الشهداء بوسط المدينة للمطالبة بإخلاء المدينة من المظاهر المسلحة، وتفعيل الجيش الوطني، وضم الثوار إلى أجهزة الدولة. وقد صاحب التظاهرة استعراض لوحدات رمزية من الجيش والأمن الوطني، فيما حلقت طائرات سلاح الجو الليبي في سماء المدينة. وشارك في التظاهرة الناطق الرسمي باسم المجلس الوطني الانتقالي، ونائب رئيس المجلس المحلي لمدينة طرابلس، وعدد من أعضاء المجلس الانتقالي بالمدينة، ومن ائتلاف 17 فيفري، وعدد من مؤسسات المجتمع المدني. وطالب بيان لمنظمات المجتمع المدني بتفعيل القضاء والجيش الوطني، وجمع الأسلحة، من أجل تحقيق الاستقرار الأمني، وإجراء انتخابات حرة ونزيهة، لاختيار أعضاء المؤتمر الوطني في الوقت المحدد. وأكد البيان على ضرورة دعم الجيش الوطني وإخلاء المعسكرات من مظاهر السلاح، وخروج التشكيلات غير التابعة لأجهزة الدولة من طرابلس، منددًا باستباحة المباني والمقار التابعة لأجهزة الدولة والأماكن العامة بالمدينة، مطالبين بضرورة إخلائها وتسليمها إلى الجهات المختصة. وكانت قبيلة ورفلة الليبية قد حذرت من تحركات بعض الميليشيات باتجاه مدينة بني وليد لحصارها واقتحامها، مؤكدة أن الاعتداء على المدينة اعتداء على القبيلة بكاملها، وأنها سترد على أي هجوم. وأصدر أبناء القبيلة التي تعتبر من أكبر القبائل الليبية بيانًا قالوا فيه: «إن هناك تحركات من بعض الميليشيات متوجهة لحصار أو اقتحام مدينة بني وليد»، وأكدوا أن أي اعتداء على المدينة وسكانها يعتبر اعتداء على كل أبناء ورفلة في كل الأنحاء. وقال البيان: «إن ما تتعرض له مدينة بني وليد من حصار وتجويع وتهديدات مستمرة ما هو إلا نية مبيتة للتضييق على أهالي المدينة لسلب إرادتهم مما يتنافى مع الأعراف والقوانين الدولية»، مؤكدين أنهم سيردون وبكل بقوة في حالة حدوث اعتداءات.