رحبت عدة دول والأممالمتحدة بالاتفاق المبدئي بين الولاياتالمتحدة وكوريا الشمالية بشأن تعليق الأخيرة نشاطاتها النووية مقابل الحصول على مساعدة غذائية أميركية، مما قد يمهد الطريق نحو محادثات جديدة حول نزع الأسلحة النووية. في حين يتوجه كبير المفاوضيين النوويين في بيونغ يانغ إلى واشنطن لحضور مؤتمر في نيويورك. ورحبت الصين -التي تستضيف محادثات نزع السلاح السداسية الأطراف التي طال تأجيلها- اليوم الخميس بالاتفاق, وأعربت عن استعدادها للسعي مع جميع الأطراف المعنية الأخرى لمواصلة دفع تلك المحادثات. وانهارت المحادثات السداسية التي تضم الكوريتين وواشنطنوبكين وطوكيو وموسكو عام 2008، وطرد مفتشو الأممالمتحدة النوويون من كوريا الشمالية عام 2009. ورغم ترحيبها بالاتفاق واعتباره خطوة بالاتجاه الصحيح، أكدت طوكيو أنه من السابق لأوانه استئناف المفاوضات السداسية بشأن البرنامج النووي لكوريا الشمالية. وقال وزير الخارجية الياباني كواشيرو غيمبا إن المناخ المحيط بالمفاوضات السداسية يتحسن رويدا رويدا "ولكن إذا سألتموني ما إذا كان بإمكاننا أن نستأنف المفاوضات فورا أقول إننا لم نصل بعد إلى هذا الأمر". ورحبت أيضا كوريا الجنوبية بالاتفاق، وقالت الخارجية إنه يمكن أن يشكل أساسا لاتفاق أوسع بشأن نووي كوريا الشمالية. أما الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون فقد أمل بأن تتحرك كوريا الشمالية نحو "نزع يمكن التحقق منه" للسلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية، مؤكدا في بيان الحاجة الملحة إلى تلبية الحاجات الإنسانية "للمعوزين" بكوريا الشمالية. ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن مصدرين مطلعين (رفضا الكشف عن هويتهما) التعليق على المفاوضات بين بيونغ يانغ وواشنطن بأن المفاوض ري يونغ هو سيحضر مؤتمرا للأمن في جامعة بنيويورك، نتيجة على ما يبدو للاتفاق الذي تم بين البلدين. وتجعل الانفراجة المفاجئة التي أعلنتها الخارجية الأميركية بالتزامن مع وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية استئناف المفاوضات النووية السداسية مع بيونغ يانغ أمرا ممكنا، وجاء ذلك عقب محادثات بين دبلوماسيين أميركيين وكوريين شماليين في بكين الأسبوع الماضي. وقال جاي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض إن هذه إجراءات ملموسة تعتبرها بلاده خطوة أولى إيجابية نحو "نزع شامل ويمكن التحقق منه" للسلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية بطريقة سلمية. وفي حين حذر محللون من أن بيونج يانج تراجعت مرارا عن اتفاقات سابقة، فإن تحركها يمثل تغيرا كبيرا في نهج قيادة الدولة على الأقل نحو الخارج بعد وفاة الزعيم المخضرم كيم جونغ إيل في ديسمبر. وانتشرت تقارير في ديسمبرالماضي تفيد بأن الجانبين يقتربان من التوصل إلى اتفاق، إلا أن الوفاة المفاجئة لإيل وإجراءات تولي ابنه كيم جونغ أون للسلطة أعاقت الوصول إلى اتفاق.