اعتبر محللون ومسؤولون بوزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون أن مهمة الغارة على المنشآت النووية الإيرانية ستكون كبيرة بالنسبة للطائرات الصهيونية التي ستواجه جملة من العقبات. وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن الطيارين الصهاينة سيضطرون للتحليق ما يزيد على ألف ميل فوق أجواء غير صديقة، ولإعادة تزويد طائراتهم بالوقود في الجو. ومن المفترض أن يتصدى الطيارون للدفاعات الإيرانية، وفي الوقت ذاته سيطلب منهم استهداف مواقع متعددة تحت الأرض، فضلا عن استخدام أكثر من مائة طائرة. وأشارت الصحيفة إلى أن هذا التقييم جاء من مسؤولين عسكريين أمريكيين ومحللين مقربين من البنتاجون قالوا إن الهجوم الصهيوني الذي يهدف إلى تقويض البرنامج النووي الإيراني سيكون عملية كبيرة ومعقدة. وأضاف المحللون أن ذلك يختلف عن الضربات الموصوفة بالجراحية التي شنها الكيان الصهيوني على ما قيل إنه موقع المفاعل النووي السوري عام 2007، ومفاعل تموز (أوزيراك) في العراق عام 1981. وفي مؤشر على القلق الأمريكي من قيام تل أبيب بشن هجوم على إيران، التقى مستشار الأمن القومي الأمريكي توم دونيلون يوم الأحد رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو، بعد يوم من تحذير رئيس الأركان المشتركة مارتن ديمبسي من أن الضربة في الوقت الراهن ستكون "مزعزعة للاستقرار". وفي هذا الإطار قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج "ليس من الحكمة في شيء أن تقوم إسرائيل الآن بهجوم على إيران". وأشارت نيويورك تايمز إلى أن الخطوط العريضة المحتملة لهجمة صهيونية باتت مصدر جدل في واشنطن، حيث أخذ بعض المحللين يتساءلون عما إن كانت تل أبيب تملك القدرة العسكرية اللازمة لتنفيذ المهمة. ويخشى المحللون من أن تضطر الولاياتالمتحدة إلى المشاركة لإنهاء العملية، وهو ما يتطلب منها أسابيع للقيام بذلك رغم ما تملكه من ترسانة عسكرية أكبر، كما يخشون من أن تقوم إيران برد انتقامي. وكان مدير وكالة المخابرات المركزية في الفترة ما بين 2006 و2009 مايكل هايدن، قال الشهر الفائت إن الهجمات الجوية التي تستطيع أن تقوض البرنامج النووي الإيراني "بعيدة عن قدرات إسرائيل"، عازيا ذلك إلى المسافة التي ستقطعها الطائرات لتنفيذ المهمة. وبما أن تل أبيب ستسعى إلى استهداف المواقع النووية الرئيسة الأربعة في إيران، فإن المشكلة -حسب محللين عسكريين- تكمن في كيفية الوصول إليها. فهناك ثلاث مسارات محتملة: إلى الشمال من تركيا، وإلى الجنوب من السعودية، أو المسار الذي يمر عبر الأردن والعراق. ويقول محللون إن الممر عبر العراق هو المرجح لأن ذلك البلد لا يملك الآن قوات دفاعية جوية، وأن الولاياتالمتحدة لم تعد ملتزمة بعد ديسمبر 2011 بتوفير الحماية الجوية. أما المشكلة الثانية -بعد سماح الأردن بالمرور- فهي المسافة، فإسرائيل ستضطر لاستخدام طائرات خاصة للتزويد بالوقود، ولكن تل أبيب لا تملك ما يكفي من هذه الطائرات التي تحتاج هي أيضا إلى حماية، الأمر الذي يتطلب طائرات مقاتلة أخرى. والمشكلة الأخرى هي أن الصواريخ الإيرانية قد تدفع الطائرات الحربية الصهيونية للمناورة وهو ما يضطرها لاستخدام ذخيرتها قبل أن تصل إلى أهدافها.