حذرت طهران من وصفتهم ب "المتآمرين مع أمريكا ضد الجمهورية الإسلامية" وذكرت أن "دولاً في المنطقة" متورطة في التآمر مع واشنطن ضد المصالح الإيرانية . وشدد مسئولون إيرانيون على أن بلادهم "لن تغفر لتك الدول مجدداً" فيما برزت ملامح أزمة ديبلوماسية بين طهران وباكو، إذ سلّمت الخارجية الإيرانية السفير الأذري، احتجاجاً على نشاط الاستخبارات الصهيونية (الموساد) في أراضي أذربيجان، ضد إيران. وأوردت وسائل إعلام إيرانية أن علي باقري، نائب سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني وما جاوشو، مساعد وزير الخارجية الصيني، ناقشا في طهران «المفاوضات المقبلة بين إيران والدول الست» المعنية بملفها النووي. وأضافت ان الجانبين بحثا أيضاً في «سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، والتطورات الإقليمية والدولية». تزامن ذلك مع إعلان وزير الخارجية الايراني علي أكبر صالحي أن نظيره الصيني يانغ جيشي سيزور طهران خلال شهرين، مشيراً الى أن الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد سيزور بكين أيضاً. واعتبر رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني أن "بعض دول المنطقة وقفت إلى جانب صدام حسين في حربه ضد ايران، وتتآمر الآن مع أمريكا ضد الشعب الايراني، وننصحها بتغيير سياستها، لأن الشعب الايراني لن يغفر لها مجدداً. وحذر بعض دول المنطقة من تبعيتها المطلقة لأميركا، إزاء ايران، وحضها على الامتناع عن انتهاج سياسة الأرض المحروقة، لأن أي مؤامرة تُنفّذ ضد شعبنا، ستجتاح المنطقة بأسرها. في غضون ذلك، استدعت الخارجية الايرانية السفير الأذري في طهران جوانشير آخوندوف، وسلمته مذكرة احتجاج رسمية على تقديم بلاده تسهيلات لإرهابيين اغتالوا علماء نوويين ايرانيين، للتوجّه إلى تل أبيب، وتعاونها مع شبكات التجسس الصهيونية. جاء ذلك بعد تقرير أوردته صحيفة ذي تايمز البريطانية، أفاد بأن عشرات عملاء موساد يعملون في أذربيجان، ونقلت عن أحدهم قوله: وجودنا هنا هادئ، لكنه مهم. عزّزنا وجودنا العام الماضي، ما يقرّبنا كثيراً من ايران. وأشارت الصحيفة الى أن أذربيجان التي تقع بين ايرانوروسيا، شكّلت منذ مدة مركز تنصت، لافتة الى أن التوتر بين طهران والغرب في شأن ملفها النووي، دفع الدولة السوفياتية السابقة الى واجهة الأحداث، وحوّلها مركزاً محورياً لحروب التجسس بين ايران والغرب. ونقلت «ذي تايمز» عن أراستون أوروجلو، وهو مسؤول أذري سابق في جهاز مكافحة التجسس ويدير مركز بحوث في باكو، ان العاصمة الأذرية تحوّلت «مركز تجسس»، كما كانت النروج خلال الحرب العالمية الأولى. وقال ان الآلاف من أعضاء الحرس الثوري ينشطون في أذربيجان، في مقابل عدد أقل من عملاء الموساد، لكنهم يعملون في شكل أكثر فاعلية ودقة من الايرانيين الذي يتصرّفون في شكل واضح، ويريدون أن يعرف الجميع إنهم هنا. وأشارت الصحيفة الى قاعدة جابالا للرادار شمال أذربيجان، على الحدود مع روسيا، والتي تستخدمها الأخيرة والولاياتالمتحدة وأوروبا في مراقبة ايران. ونقلت عن مسؤولين في باكو ان الولاياتالمتحدة بنت أيضاً منشأتين مهمتين في أذربيجان، إحداهما جنوباً لمراقبة ايران، والأخرى شمالاً لمراقبة روسيا. ويشار إلى أن نحو 16% من الايرانيين، من أصل أذري، لكن العلاقات بين طهران وباكو متوترة، بسبب اتهامات بإساءة معاملة الأذريين في ايران، اضافة الى مساندة الأخيرة أرمينيا التي تخوض نزاعاً مع أذربيجان حول ناغورنو قره باخ. واستفاد الكيان الصهيوني من ذلك، معززة علاقاتها الاقتصادية والعسكرية مع أذربيجان، كما تشتري من الأخيرة، 30 في المئة من حاجاتها النفطية.