قدم رجل الدين الشيعي المناهض للولايات المتحدة مقتدى الصدر نفسه على أنه رجل دولة يستطيع توحيد العراق جاذبا عشرات الآلاف من أنصاره للاحتفال برحيل القوات الامريكية واستعراض عضلاته السياسية. وبعد يومين من عودة وزراء كتلة العراقية المدعومة من السنة لعملهم في حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي مخففين بذلك حدة الازمة السياسية معه دعا الصدر الفصائل العراقية المنقسمة الى وحدة الصف. وقال الصدر في كلمة مسجلة بثت على أنصاره المحتشدين إنه إذا كانت المرحلة الأخيرة خاصة بالمقاومة العسكرية والسياسية فان المرحلة القادمة ستكون للبناء والسلام. ولوح الحشد الذي ملأ ساحة رئيسية في حي مدينة الصدر ببغداد بأعلام العراق وحملوا نعوشا تمثل ضحايا قوات الاحتلال الأمريكية بين بداية الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة عام 2003 وانسحاب قواتها في منتصف ديسمبر 2011. وعلى الرغم من أن التجمع الحاشد كان يعد رسميا احتفالا بانسحاب الاحتلال الأمريكي بعد زهاء تسع سنوات فانه يمثل أيضا تذكيرا بقوة الصدر على تعبئة الحشود مع ابتعاد حكومة المالكي عن شفا الأزمة. وبعد فترة وجيزة من انسحاب القوات الامريكية اتخذ المالكي خطوات مناهضة لاثنين من كبار الاعضاء السنة في الحكومة مما أدى الى انسحاب نواب ووزراء ينتمون لكتلة العراقية المدعومة من السنة من حكومته. وأنهى هؤلاء مقاطعتهم لكن التوترات لا تزال قائمة.