أثار انسحاب المدير العام السابق لهيئة الطاقة الذرية ورئيس الجمعية الوطنية للتغيير، دكتور محمد البرادعي ، من سباق انتخابات الرئاسة المصرية، صدمة كبيرة لدى أنصاره قبل خصومه، ربما تفوق صدمتهم في تورطه بمستنقع " الإفتراء النووي" ودعم الأمريكان في احتلال العراق، ثم صدمتهم بنشر صور لأبنته التى تعيش في لندن، وهي بملابس وأوضاع غاية في الليبرالية. وعقد البرادعى اجتماعا مغلقا صباح اليوم السبت مع عدد من المسئولين عن حملته بالإضافة لعدد من الشخصيات المقربة له ومنهم ابراهيم المعلم رئيس مجلس إدارة دار الشروق للنشر وكذلك الصحفى إبراهيم عيسى، استمرت لأكثر من ساعتين انتهى ببيان الانسحاب . واعتبر المصريون مبادئ البرادعي تتعارض مع مشاعرهم، وتتناقض مع القيم الأخلاقية للمجتمع المتدين بفطرته، وتضمنت صور حفل زفاف قيل إنه خاص بكريمة البرادعي ليلى والبريطاني "نيل بيزي"، صوراً لها بملابس البحر "البكيني"، وصوراً للعائلة وأمامهم كؤوس من الخمر. أسوأ من مبارك: وشنت جريدة الفتح الاسبوعية الموالية لحزب النور السلفي قد ترصدت وقائع للبرادعي وفتحت عليه النيران فى تحقيق بعنوان "نهاية البرادعى"، جاء فيه أن البرادعى خدم امريكا فى تجريد المسلمين من أسلحتهم بالاضافة إلى عمله فى مجموعة إدارت الأزمات بالولايات المتحدة. واقتسبت الجريدة تصريحات اللبرادعى صرح فيها بان الدين ليس عامل اساسي لبناء الدولة كما انه أكد بان نيويورك هي وطنه. بينما قام الدكتور محمد عباس الكاتب والمفكر الإسلامى الشهير ومفجر ثورة الغضب ضد الرواية الشهيرة "وليمة لإعشاب البحر" ، بالهجوم علي البرادعى من خلال مقالاته في ذات الجريدة ، مؤكداً ان البرادعى أسوأ من مبارك. وكانت جمعية التغيير قد حاولت استكمال مليون توقيع بخصوص ترشيح البرادعي لرئاسة الجمهورية، إلا ان محاولاتها بائت بالفشل بعدما اتنشرت صور عائلة البرادعي ، ظهرت فيها إبنته ليلى بالبكيني، بعدها وجد البرادعي نفسه في موقف لا يحسد عليه اضطره ان يمتدح القيم التى تربت عليها كريمته. انسحاب قبل الفضيحة: بينما ظهرت شماته عبدالله كمال الكاتب الصحفي وعضو الحزب الوطني المنحل وقال من خلال صفحته على " تويتر " يعلن د.محمد البرادعى انسحابه من السباق الانتخابي للرئاسة وستكون هذه الخطوة خسارة عظيمه لأنه ينبغى ان يخرج بعد النتيجة بفضيحة أصواته . وفسر بعض المراقبين قرار البرادعى بأنه محاولة لجس نبض الجماهير لقياس حجم مؤيديه فى الشارع خاصة بعد نتائج الانتخابات البرلمانية والتى تفوق فيها الإخوان بشكل غير متوقع وهو ما دعا مقربين من البرادعى إلى قياس حجم الجماهيرية الفعلية له فى الشارع بهذا البيان قبل اتخاذ القرار النهائى بخوض المعركة الفعلية على مقعد الرئاسة بعيدا عن الأسباب التى ذكرها مدير هيئة الطاقة الذرية فى بيانه بالانسحاب . وجاءت تعليقات نشطاء على الفيس بوك تشكك في التوقيت الذى إختاره د.البرادعي للإنسحاب الذي ربما ليس صدفة ان يكون قريباً جداً من الاحتفال بذكري الثورة، ومن بين التعليقات " لا معلش بقى حد يفهمنى يعنى ايه البرادعى يتراجع وليه دلوقتى قبل 25 ؟؟" . وظهرت مظاهر شماته من البعض وقال احدهم ""هل من الممكن ان يتنحى عبد الناصر اقصد البرادعي ويعود الى صفوف الجماهير الامريكية طبعا فيتعاطف معه الجمهور المصري وينادون بعودته؟؟" " . وعلق آخر بسخرية "يا ربى يعنى فى نفس اليوم اللى القضاء الإداري .يمنع برنامج عوكشه بتاع البط .يطلع البرادعى ويقول مش لاعب ..إيه مفيش تنسيق بين البط؟؟" . وقال اخر خلال صفحته على الفيس بوك "البرادعى لو كان تنازل لابو الفتوح يبقى حط صابعة فى عين اى واحد بيقول انه عميل و مش همه مصلحة البلد " . رفاق النضال: كما أثار إنسحاب الدكتور البرادعي غضبا شديدا بين رفاق النضال الليبراليين ضد الإسلاميين، خاصة قبل ساعات من المؤتمر الصحفي الذي أعلن عنه عبد الرحمن يوسف منسق حملته السابق، وقال السياسي المستبعد قضائياً من الترشح للبرلمان والرئاسة الدكتور أيمن نور في حسابه على تويتر أن قرار البرادعى بالانسحاب "صدمه للضمير الوطني و صفعة للمجلس العسكري وسياساته .. وقبله حياه للثورة" ، على حد وصفه. وقال الدكتور مصطفى النجار عضو مجلس الشعب عن حزب المصريين الأحرار الذى يرعاه ساويرس أن " انسحاب د البرادعى من سباق الرئاسة أمر مؤلم وإذا كان قراره نهائي لابد أن يكون لصالح مرشح ثقة يتكاتف الجميع معه لا أتخيل أن النهاية هكذا أبدا" . بينما علق المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية حمدين صباحي، على القرار قائلا: "قد نكون خسرنا البرادعى مرشحا للرئاسة لكننا سنكسبه فى خدمة مصر ومستقبلها". كواليس: وكان الدكتور محمد البرادعي قد هاجم المجلس العسكري مؤخراً، ووصف إجراء "فحص العذرية" على ناشطات مصريات تم اعتقالهن في ميدان التحرير بأنه "فعل مخل بالحياء" وليس جريمة جناية "هتك عرض" ويعتبر إهانة لمفهوم العدالة وامتهان لكرامة كل مصري. وخلال لقاء مساء أمس الجمعة بالرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر ، خرج بعدها بتصريح قال فيه أنه يجب على الإدارة الأمريكية أن تتوقع تغييرا في السياسة الخارجية المصرية مستقبلا. من جهته قال الناشط السياسي وائل غنيم إن قرار الدكتور محمد البرادعي بالانسحاب من سباق الرئاسة، يرجع لتقديره الشخصي ، وأنه كان رافضاً بشدة طرح فكرة انتخاب الرئيس قبل كتابة الدستور، وغالبا هذا هو السيناريو المتوقع، موضحا أنه لذلك فضل عدم الاستمرار.