كشف مسؤول في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن الحركة انضمت الى التنظيم العالمي ل «الإخوان المسلمين» قبل شهرين، مشيراً الى انها اصبحت مستقلة تماماً وغير تابعة لأي تنظيم فرعي. وأوضح المسؤول: تمت إضافة عبارة فرع من جماعة الإخوان المسلمين "فلسطين" إلى جانب اسم الحركة المعلن وهو حركة المقاومة الإسلامية حماس، مضيفاً أن هذا الإجراء تم فعلاً قبل شهرين. ونفى أن يكون هذا التعديل استجابة لمطالب أو دعوات البعض أو أن يكون مرتبطاً بالتغييرات الأخيرة في المنطقة، وقال: تم تدارس هذا الأمر طيلة أكثر من عام ونصف العام، ورأينا بعد بحث ونقاش ضرورة القيام بهذا الإجراء لأن حماس أصبحت تنظيماً كبيراً، وأصبحت هناك حاجة لاستقلالها عوضاً عن تبعيتها لتنظيم إخوان بلاد الشام المرتبط بالأردن. وأضاف المسئول "للحياة " أن هذا التعديل ليس جديداً، اذ أن حماس الآن لم تعد تابعة لأي تنظيم فرعي، بل أصبحت مستقلة تماما. وهي الآن جزء من التنظيم العالمي للإخوان المسلمين، وأصبحت ممثلة في مكتب الإرشاد العالمي، وبات مسؤول الحركة ممثلاً لحماس في التنظيم العالمي للإخوان. وعما تردد من أن مساعي «حماس» لنيل عضوية مستقلة في تنظيم «الإخوان» هو من أجل الحصول على اعتراف دولي، أجاب: نعي تماماً أننا سنظل مختلفين حتى بعد أن أصبح لنا تمثيل رسمي في التنظيم العالمي للإخوان نظراً الى وجود احتلال إسرائيلي في فلسطين، البلد الذي نمثله، فالإشكالية ستظل موجودة طالما هناك قوات احتلال. ولفت إلى أن ميثاق الحركة ولائحتها الداخلية كانا يتضمنان أن «حماس» هي الذراع الجهادي لحركة «الإخوان في فلسطين». وزاد: باختصار تتلخص الإشكالية هنا بالمقاومة وتبني حماس برنامج المقاومة الذي هو حق مشروع طالما هناك الاحتلال. وتابع: لذلك نحن كحركة لنا خصوصيتنا، وسنظل مختلفين طالما الأمر يتعلق بالمقاومة وبإسرائيل، وعضويتنا في التنظيم الدولي للإخوان لن تحل هذه المعضلة. وقالت مصادر مقربة من حركة حماس ل " التغيير " : نستطيع القول أن قيادة الإخوان المصريين قد قررت في منتصف السبعينات إلغاء جماعة الإخوان المسلمين الفلسطينيين، التي تضم إخوان غزة واللاجئين فيها ومن خرج منهم للعمل بالبلاد العربية وقرروا ضمهم تحت قيادة إخوان الأردن تحت اسم "إخوان بلاد الشام" وهذا القرار أخر دخول الإخوان الفلسطينيين ساحة النضال الفلسطيني إلى أواخر الثمانينات عقب اندلاع الانتفاضة الأولى، حيث دخلوها بعنوان حركة المقاومة الإسلامية حماس كما كانوا مدفوعين في ذلك ايضا بقيام حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية التي شكلت منافسا حقيقيا للإخوان بسبب تبنيها للنضال الفلسطيني وإحجام الإخوان في غزة والضفة (بتأثير تبعيتهم للأردن) عن التعاطي مع القضية الفلسطينية قضية العرب والمسلمين المركزية. ويأتي هذا الأمر في سياق الانفتاح الجديد للنظام الأردني على قيادة حماس ورغبته بالتعاون معها ضد المشروع الليكودي بإقامة دولة فلسطين في الأردن (الوطن البديل) واشتراط النظام الأردني الفصل التام بين حماس والحركة الإسلامية الأردنية منعا لأي تداخل في الولاء بين الأردن وفلسطين وقد رغبت قيادة حماس أيضا بذلك، لأن ذلك يحسن علاقتها بالعرش الهاشمي ويزيل التوتر معه، ويخرجها من تبعية تنظيم إخوان الأردن، وكان هناك سجال طويل استغرق سنوات حول الموضوع حتى تم حسمه منذ عام تقريبا. وفى سياق أخر قالت مصادر مطلعة ل "التغيير" إن القيادة القطرية رحبت بزعماء حماس سواء من جهة الزيارة أو الإقامة دون ترتيبات خاصة كما كان متبعًا في السابق. ورجحت المصادر أن تكون العاصمة الأردنية خيارًا إضافيًا لإقامة بعض زعماء حماس في ضوء الانفتاح الجديد للحكومة الأردنية على مواطنيها السابقين الذين سُحبت منهم جنسياتهم وأرغمتهم على الخروج منها بعد رحيل الملك السابق الحسين بن طلال. يأتي ذلك وسط ترقب وصول خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إلى الأردن في سياق إعادة العرش الهاشمي تقييم علاقته مع الكيان الصهيوني، وخشيته من عودة إحياء حكومة الليكود لخيار "الأردن وطن فلسطيني بديل".