قام نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن بزيارة إلى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في منزله باسطنبول، بعد العملية الجراحية التي أجراها الأخير في جهازه الهضمي، وعلى مدى ساعتين ناقش المسئولان كيفية ملاحقة عناصر "حزب العمال الكردستاني"، وانسحاب القوات الأمريكية من العراق، والعلاقات التركية- الصهيونية. ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن مصدر مسؤول لم تسمه -بالخارجية الأمريكية- أن بايدن أكد على التزام بلاده بمساعدة تركيا في حربها ضد حزب العمال الكردستاني، ولهذا الهدف خصصت الولاياتالمتحدة لتركيا أربع طائرات بدون طيار، كما وافقت على بيع ثلاث طائرات هليكوبتر للمساعدة في ملاحقة العناصر المسلحة من الحزب بالمنطقة الحدودية مع العراق. وخلال الزيارة طلب أردوغان من بايدن توضيح الموقف الأمريكي حيال العراق عقب الانسحاب المرتقب أواخر الشهر الجاري، والذي بدأ فعليًا على نطاق محدود. وعلى صعيد آخر قال المسؤول الأمريكي إن بايدن أعرب عن أمله في عودة العلاقات الطبيعية بين تركيا والكيان الصهيوني والتي تدهورت بشكل حاد. وتلمس بايدن من أردوغان إعادة فتح المعهد الاهوتي لرعاية البطاركة الأرثوذكس اليونانيين بجزيرة هالكي قرب اسطنبول والذي أغلق عام 1971 بموجب القانون الذي فرض سيطرة الدولة على الأنشطة الدينية والعسكرية. وعلى صعيد ذي صلة التقى بايدن في وقت لاحق مع البطريرك بارثولوميو الأول ، الزعيم الروحي للطائفة الأرثوذكسية في مقره باسطنبول. وشدد بايدن على أهمية وجود "مناخ سياسي حر لطرح الأفكار والابتكارات التي يمكن أن تساهم في التقدم" ، مضيفا أنه يتعين على الحكومات ألا تحاول إغلاق مواقع الإنترنت وعرقلة حرية التعبير "وهذه الدول سوف تجد أن هذه الطريقة هي حيلة العاجز." وأشاد بايدن بالتجربة الإسلامية في تركيا، مشيرا إلى أن النمو الاقتصادي تضاعف ثلاث مرات عن العقد الماضي. وكان الأتراك قد شيعوا جثامين 24 من عناصر الجيش الذين لقوا حتفهم إثر تفجير دبره مسلحون من حزب العمال الكردستاني في أكتوبر الماضي في واحدة من أشد الهجمات دموية منذ سنوات، في حين يواجه رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ضغوطا شعبية لاتخاذ إجراء صارم ضد الحزب الكردي. ويقاتل حزب العمال الكردستاني حكومة أنقرة منذ أكثر من 26 عاما للمطالبة بحقوق نحو 15 مليون كردي في تركيا، وتشير إحصاءات الجيش التركي إلى أن النزاع بين الجانبين أسفر عن مقتل نحو 40 ألف شخص من الجانبين، وتضع تركيا والولاياتالمتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي حزب العمال الكردستاني ضمن قائمة المنظمات الإرهابية.