تأثر الشعراء بقدوم العيد تأثرا واضحا مع اختلاف حال كل منهم لحظة دخول العيد والاحتفال به نقدم بعضا من هذه القصائد ومدى تفاعلهم مع المناسبات. 3- تهاني الشعراء للملوك بالعيد: البحتري التي يهنىء بها الخليفة العباسي (المتوكل) بالبر صمت وأنت أفضل صائم *** وبسنة الله الرضية تفطر فانعم بعيد الفطر عيداً إنه *** يوم أغر من الزمان مشهر وقال المتنبي مهنئًا سيف الدولة عند انسلاخ شهر رمضان: الصَّوْمُ والفِطْرُ والأعيادُ والعُصُر *** منيرةٌ بكَ حتى الشمسُ والقمرُ وفي قصيدة أخرى مطلعها: لكلِّ امرىءٍ من دهره ما تعوّدا *** وعادةُ سيفِ الدولةِ الطَّعْنُ في العِدا ويهنئ سيف الدولة بالعيد فيقول: هنيئاً لك العيد الذي أنت عيده *** وعيد لكل من ضحى وعيدا ولازالت الأعياد لبسك بعده *** تسلم مخروقاً وتعطي مجددا فذا اليوم في الأيام مثلك في الورى *** كما كنت فيهم أوحداً كان أوحدا هو الجد حتى تفضل العين أختها *** وحتى يكون اليوم لليوم سيدا 4- الشكوى وندب الحال: المتنبي في وصف حاله بمصر والتي يقول في مطلعها: عيدٌ بأيّةِ حالٍ جِئْتَ يا عيدُ *** بما مضى أم بأمْرٍ فيكَ تجديدُ أمّا الأحِبة فالبيداءُ دونَهم *** فليت دونك بيداً دونهم بيدُ شكوى المعتمدُ بن عباد بعد زوال ملكه، وحبسه حين قال وهو يرى بناته جائعات عاريات حافيات في يوم العيد : فيما مضى كنت بالأعياد مسرورا *** وكان عيدك باللّذات معمورا وكنت تحسب أن العيد مسعدةٌ *** فساءك العيد في أغمات مأسورا ترى بناتك في الأطمار جائعةً *** في لبسهنّ رأيت الفقر مسطورا معاشهنّ بعيد العزّ ممتهنٌ *** يغزلن للناس لا يملكن قطميرا أفطرت في العيد لا عادت إساءتُه *** ولست يا عيدُ مني اليوم معذورا وكنت تحسب أن الفطر مُبتَهَجٌ *** فعاد فطرك للأكباد تفطيرا الشاعر العراقي السيد مصطفى جمال الدين شكوى أيام صباه الأولي : العيدُ أقبلَ تُسْعِدُ الأطفالَ ما حملتْ يداه لُعَباً وأثواباً وأنغاماً تَضِجُّ بها الشِّفاه وفتاكَ يبحثُ بينَ أسرابِ الطفولةِ عن (نِداه) فيعودُ في أهدابه دَمْعٌ ، وفي شفتيه (آه) ويقول في قصيدة أخرى: هذا هو العيدُ ، أينَ الأهلُ والفرحُ ضاقتْ بهِ النَّفْسُ ، أم أوْدَتْ به القُرَحُ؟! وأينَ أحبابُنا ضاعتْ ملامحُهم مَنْ في البلاد بقي منهم ، ومن نزحوا؟! وفي قصيدة ثالثة يقول: يا عيدُ عرِّجْ فقد طالَ الظّما وجَفَتْ *** تِلكَ السنونُ التي كم أيْنَعَتْ عِنَبا يا عيدُ عُدنْا أعِدْنا للذي فرِحَتْ *** به الصغيراتُ من أحلامنا فخبا مَنْ غيّبَ الضحكةَ البيضاءَ من غَدِنا *** مَنْ فَرَّ بالفرحِ السهرانِ مَنْ هَربَا لم يبقَ من عيدنا إلا الذي تَرَكَتْ *** لنا يداهُ وما أعطى وما وَهَبا من ذكرياتٍ أقَمنا العُمرَ نَعصِرُها *** فما شربنا ولا داعي المُنى شَرِبا يا عيدُ هَلاّ تَذَكرتَ الذي أخَذَتْ *** منّا الليالي وما من كأسِنا انسَكَبا وهل تَذَكَّرتَ أطفالاً مباهِجُهُم *** يا عيدُ في صُبْحِكَ الآتي إذا اقتربا هَلاّ تَذَكَّرتَ ليلَ الأَمسِ تملؤُهُ *** بِشْراً إذا جِئْتَ أينَ البِشْرُ؟..قد ذَهَبا