حذر الكاتب البريطانى روبرت فيسك من عدم التزام كيان الاحتلال الصهيوني بصفقة تبادل الأسرى مع حركة المقاومة الإسلامية حماس، مذكرًا بصفقات مشابهة لم يلتزم بها الاحتلال الصهيوني. جاء ذلك في تعليق فيسك فى مقاله بصحيفة "ذي إندبندنت" الصادرة صباح اليوم إلى صفقة تبادل الأسرى بين الكيان الصهيوني وحركة المقاومة الإسلامية حماس والتى تضمنت إطلاق سراح الجندى جلعاد شاليط مقابل أكثر من ألف أسير فلسطينى .وحذر الكاتب البريطاني حركة حماس من الانخراط فى الفرح والتهليل بالصفقة، مُذكراً بعملية التبادل المماثلة التى أِشرفت عليها الأممالمتحدة – قبل 10 سنوات – بين لبنان والكيان الصهيوني الذي قام بتسليم الدفعة الأولى من الأسرى، ورفض تسليم النصف الآخر، وهو ما يتشابه مع ترتيبات هذه "الصفقة" التى تقضى بتسليم شاليط مقابل 500 فلسطينى فى المرحلة الأولى، ثم 527 فى المرحلة الثانية. وفى السياق ذاته نقل فيسك عن مفاوض الأممالمتحدة الذى قال له شخصياً : ألا تعتقد أن إسرائيل قد تتنكر للصفقة وتحنث في وعدها للفلسطينيين، فرد المفاوض قائلاً: لا تقلق، إن حماس ستكون على قدم المساواة وبلا رحمة إذا حدث ذلك. وفي مقدمة المقال لفت فيسك إلى المبدأ الصهيوني القائل: الحكومات الديمقراطية لا تعقد صفقات مع "إرهابيين"، وقال إنه لا توجد أية دولة بالعالم تكرر ما وصفه بالهراء أكثر من الكيان الصهيوني. وقال فيسك: "إنه لا توجد دولة تكرر هذا الهراء أكثر من إسرائيل، خاصةً حكومة نتنياهو، وبالطبع الولاياتالمتحدة التى لا "تفسح الطريق" أبداً "للإرهابيين"، مضيفاً "أن فرنسا لو اضطرت للإفراج عن ألف سجين فى مقابل مواطن فرنسى واحد "رهينة" – لا سمح الله – لغضب أوباما وكلينتون وكاميرون، واتهموا الحكومة الفرنسية بالجبن الشديد". وتساءل فيسك: "ماذا طرأ على هذه المعتقدات وجعل لندن وواشنطن تقومان بصفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس التى يفترض أنهم "إرهابيون"؟!. واستطرد الكاتب البريطاني قائلاً: إن إسرائيل أطلقت سراح 7.000 أسير فى مقابل 19 سجينا إسرائيليًا، وجثث أربعة من الجنود الإسرائيليين، ومن المفارقات أن تكون "الصفقة" الأخيرة التى تقضى بتبادل 1.300 فلسطينى مقابل حياة إسرائيلى واحد، هو نفس عدد الفلسطنيين الذين قتلوا عندما قامت إسرائيل بغزو قطاع غزة عام 2008-2009 فى حين قتل 13 إسرائيلياً فقط. واستغرب فيسك لماذا لم يكتشف الجنود الصهاينة مكان الجندى شاليط فى غزة؟ معتبراً ذلك عجزا فى العسكرية الصهيونية إلا إذا تم تهريب الجندى شاليط عبر الأنفاق إلى مصر، مضيفاً: ربما يحكى لنا هذه التفاصيل عندما يتم الإفراج عنه.