د.مازن النجار \n\nوجدت دراسة طبية أميركية أن شرايين العنق لدى الأطفال والمراهقين البدن تبدو كمثيلاتها لدى الراشدين البالغين 45 عاماً أو أكثر، بالنسبة لترسبات صفيحات الدهون بتلك الشرايين.\n\nولخصت الدكتورة غيثا راغوفير -أستاذة طب الأطفال بكلية طب جامعة ميسوري في كانسس سيتي- الموقف بالمثل الطبي القائل \"سنك الفعلي هو سن شرايينك\"، أي أن حالة شرايين أي شخص أهم من سنه الحقيقي، بخصوص مخاطر إصابته بأمراض القلب والسكتات.\n\nوقالت الدكتورة راغوفير إن حالة شرايين هؤلاء الأطفال والمراهقين البدن من حيث ترسب صفيحات الدهون المؤدية لانسداد الشرايين أقرب إلى حالة أشخاص بمنتصف الأربعينيات منها إلى أترابهم.\n\nسمك جدران الشرايين\nواستخدم الباحثون الموجات فوق الصوتية لقياس سمك الجدران الداخلية لشريان الرقبة (السباتي)، الذي يزود المخ بإمدادات الدم، باعتبار أن سمك هذا الشريان يشير لتراكم الصفيحات الدهنية داخل الشرايين التي تغذي عضلة القلب والدماغ، مما قد يؤدي لأزمة قلبية أو سكتة دماغية. \n\nقام الباحثون بقياس سمك هذه الشرايين لدى 34 فتى و36 فتاة \"معرضين للخطر\"، ومتوسط أعمارهم 13 عاماً، و89% منهم من العرق القوقازي (الأبيض).\n\nوجد العلماء أن لهؤلاء الأطفال مستويات غير طبيعية لواحد أو أكثر من أنواع الكوليسترول: مستويات مرتفعة من البروتين الشحمي منخفض الكثافة أي الكوليسترول الضار(LDL)، وانخفاض مستويات البروتين الشحمي عالي الكثافة أي الكوليسترول النافع (HDL)، إضافة لارتفاع مستويات الدهون الثلاثية.\n\nوفاق مؤشر كتلة الجسم (BMI)، وهو مقياس البدانة والمخاطر الصحية معاً، لدى 57% من الأطفال المشاركين مثيله لدى 95% من السكان، وكان متوسط سمك الشريان السباتي لديهم 0.45 من المليمتر، ويصل حده الأقصى إلى 0.75 من المليمتر.\n\nالعمر الشرياني\nوجد العلماء أن العمر الشرياني، وهو العمر الذي تتناسب فيه مستويات سمك معينة للشريان السباتي مع نوع وعرق الشخص، لهؤلاء الأطفال أكبر في المتوسط من أعمارهم الحقيقية بنحو ثلاثين عاماً.\n\nويعتبر الباحثون هؤلاء الأطفال عرضة لارتفاع مخاطر إصابتهم مستقبلاً بمرض القلب بسبب بدانتهم، ومستويات الكوليسترول غير الطبيعية، علاوة على العوامل الوراثية (تاريخ الأسرة).\n\nفي المتوسط، كانت مستويات الكوليسترول الإجمالية عند 223.4 مليغراما لكل ديسيلتر، بينما يُعتبر مستوى 170 مقبولاً بحسب معايير جمعية القلب الأميركية.\n\nجاء متوسط مستويات الكوليسترول منخفض الكثافة حوالي 150 مليمغراما لكل ديسيلتر، بينما يقل المستوى المقبول طبياً عن 110 مليغرامات. وكان متوسط الدهون الثلاثية نحو 152 مليغراما لكل ديسيلتر بينما المقبول طبياً دون 150 مليغراماً.\n\nنذير الخطر\nووجد الباحثون أن ارتفاع مؤشر كتلة الجسم وارتفاع ضغط الدم الانقباضي لهما الأثر الأبلغ على سمك شرايين الرقبة. وبين مختلف عوامل الخطر، من المرجّح أن يصاب الأطفال الذين يزيد مستوى الدهون الثلاثية لديهم عن مائة مليغرام/ديسيلتر بأمراض الشرايين مبكراً.\n\nفهناك 38 طفلاً وطفلة (في العينة الدراسية) مستويات دهونهم الثلاثية تفوق مثيلاتها لدى 25% من الراشدين فوق 45 عاماً، بينما جاءت هذه المستويات أقل لدى خمسة أطفال فقط.\n\nكان الأطفال ذوو المستويات المنخفضة نسبياً للدهون الثلاثية موزعين بالتساوي: نصفهم لديه مستويات دهون ثلاثية أقل من 13% ونصفهم الآخر أعلى من 14% بالنسبة لمستوياتها لدى الربع الأدنى من الأشخاص في سن 45 عاماً.\n\nكان العمر الشرياني الأكبر لدى أطفال بدن ولديهم أيضاً دهون ثلاثية مرتفعة، فالجمع بين البدانة والدهون الثلاثية المرتفعة هو نذير خطر للأطباء بأن الطفل إزاء مخاطر مرض قلب عالية.