د.مازن النجار \n\n خلصت لجنة استشارية أميركية لتقديم المشورة وإرشاد النساء لمخاطر الولادة القيصرية إلى عدم إمكانية القيام بذلك، نظرا لقلة الأدلة الحاسمة على المخاطر أو الفوائد، رغم عزوف بعض إخصائيي طب التوليد عن هذه الجراحة بغير ضرورة.\n \nوتقدر نسبة الأطفال المولودين بالولادة القيصرية -أو القطع القيصري- في الولاياتالمتحدة حاليا بنحو 30%، مقارنة ب20% فقط قبل عقد من السنين.\n \nوهناك بلاد أخرى تشهد زيادات مماثلة, ويسود انطباع بأن أعدادا متزايدة من النساء يطلبن الولادة بالعمليات القيصرية اختياريا، لتحديد موعد الولادة بما يتناسب مع جدول حياتهن المزدحم، ولتفادي آلام \"طلق\" الولادة.\n \nوأثارت هذه الظاهرة جدلا واسعا، نظرا لأنه ليس واضحا ما إذا كانت الزيادة في الولادات القيصرية ناجمة فعلا عن اختيار النساء أو بسبب تغير المشورة التي يقدمها الأطباء. بل ليس جليا ما إذا كانت الأمهات اللاتي ولدن بعمليات قيصرية -بدون مبرر طبي واضح- عرضة لمخاطر صحية أكبر. \n \nهل من مخاطر؟\nوقد قام \"المعهد الوطني للصحة\" بتكليف لجنة من الخبراء ببحث مخاطر الولادة القيصرية للتأكد من ذلك.\n \nوفي لقاء عقد الأسبوع الماضي، واستغرق ثلاثة أيام، نظر الخبراء المشاركون في مراجعة شاملة -كلف بها باحثون- للأدبيات الطبية حول الموضوع، واستمعوا إلى مداخلات الأخصائيين قبل إصدار تقرير بنتائج مداولاتهم. \n\n ولم يقدم تقرير لجنة الخبراء النهائي إلا القليل من الإرشاد والنصيحة بسبب ندرة الدراسات حول الموضوع، بحسب اللجنة التي أعربت عن عدم ميلها نحو تشجيع أو تثبيط توجه الأمهات اختياريا نحو الولادة القيصرية.\n \nكما لم تتمكن اللجنة من الوصول إلى نتيجة عن سلامة أو خطورة الولادة القيصرية بالنسبة لامرأة بصحة جيدة، مقارنة مع الولادة الطبيعية.\n \nندرة الدراسات\nوجاءت صعوبة مهام اللجنة من قلة الدراسات التي تابعت بشكل خاص نساء بصحة جيدة واخترن الولادة القيصرية. فمعظم الدراسات اهتمت بنساء يعانين مشكلات صحية تقتضي هذا الأسلوب.\n \nلذلك، يحتاج الباحثون في المستقبل إلى إجراء دراسات واسعة يتم اختيار أسلوب ولادة المشاركات فيها عشوائيا، رغم صعوبة الحصول على متطوعات للمشاركة.\n \nوكان أخصائيون قد ربطوا بين الجراحة القيصرية -بفتحة في جدار البطن- وبين مشكلات نشوء تجمعات دموية خطرة والتهابات، ومشكلات الجهاز التنفسي للأطفال المولودين قيصريا.\n \nلكن هناك أيضا ارتباط بين الولادة المهبلية وبين سلس (البول أو الغائط)، وإصابات الأجنة خلال الولادة، وغيرها.\n \nتوصيات\nبيد أن اللجنة خلصت إلى خطورة القطع القيصري بالنسبة للسيدات اللاتي ينوين إنجاب طفلين أو أكثر، لأن مخاطر مشكلات المشيمة في الولادات التالية تزداد بعد إجراء العملية القيصرية الأولى والعمليات التالية.\n \nوأووصت لجنة الخبراء بعدم إجراء العملية القيصرية قبل اكتمال الأسبوع ال39 للحمل، خشية أن لا تكون رئتا الجنين قد نمتا تماما. أما الحالات الأخرى، فيجب اتخاذ القرار بشأنها فرديا، أي كل على حدة، وبعد التشاور بين المريضة والطبيب.\n \nيذكر أن بعض الخبراء يعزون جزءا كبيرا من زيادة الولادات القيصرية إلى توصيات أطباء التوليد، رغم افتقاد المبررات, فالأطباء -بشكل متزايد- يستسهلون القطع القيصري خوفا من تعرضهم لدعاوى قضائية إذا ما حدث خطأ أثناء الولادة المهبلية.