د.مازن النجار \n\n توصل فريق بحث طبي من جامعة واشنطن بسانت لويس الأميركية إلى اكتشاف مستويات ضارة في مسحوق الشاي (المثلج) من مادة الفلورايد التي تسبب تسمم العظام، وهو من الأمراض النادرة.\n \nوبدأ الباحثون دراستهم كجزء من عملية تشخيص لسيدة في منتصف العمر تعاني من آلام العمود الفقري التي تعزى إلى زيادة كثافة العظام.\n \nوعند فحص مسببات الأعراض، تبين أن لدى المريضة مستويات مرتفعة من مادة الفلورايد في البول. وقد أخبرت المريضة الأطباء بأنها تستهلك من الشاي المثلج شديد التركيز كميات كبيرة تتراوح من غالون واحد إلى اثنين يوميا.\n \nوقاد البحث إلى فحص مستويات محتوى الفلورايد الموجود في عدد من ماركات مسحوق الشاي المثلج المتوافرة على أرفف المحلات والبقالات، كما تم فحص عينات ذات تركيز معتاد من مسحوق شاي مثلج ومذاب في ماء لا يحتوي على الفلورايد.\n \nووجد الباحثون الذين نشروا دراستهم في عدد هذا الشهر من \"مجلة الطب الأميركية\" المتخصصة أن العينات التي فحصت تحتوي على كميات من الفلورايد تتراوح من جزء واحد إلى 6.5 أجزاء (لكل مليون جزء). \n \nمستويات الفلورايد\nويدرك الأطباء أن تناول مستويات عالية من الفلورايد يتسبب في قيام الخلايا المكونة للعظام بإنتاج أنسجة هيكلية إضافية، مما يزيد من كثافة العظام ومن قابليتها للكسر (الهشاشة) أيضا. ويعرف المرض الناجم عن ذلك ب\"التسمم الهيكلي بالفلورايد\".\n \nويتمثل بآلام في العظام، وتكلّس الأربطة، ونتوءات عظمية، والتحام الفقرات، وصعوبة تحريك المفاصل.\n \nويذكر الباحثون أنه بمجرد وصول الفلورايد إلى العظام، فإنه يبقى سنوات، وليس هناك من علاج معروف ومجرّب لمرض التسمم الهيكلي بالفلورايد، ولا يعلم أحد ما إن كان ممكنا الشفاء منه بالكامل.\n \nومن المعلوم أنه في كثير من البلاد، تضاف مادة الفلورايد إلى مياه الشرب ومعجون الأسنان ومستحضرات العناية بصحة الأسنان بهدف وقايتها من التسوس.\n \nكذلك، يوجد الفلورايد في مبيدات الحشرات، وأوعية الطبخ المغلفة بالتيفال، وتبغ المضغ، وبعض الخمور، والمياه المعدنية الفوّارة.\n \nوكانت وكالة حماية البيئة الأميركية حددت نسبة الفلورايد المسموح بها في مياه الشرب بما لا يزيد على 4 أجزاء لكل مليون جزء، وحددت إدارة الغذاء والدواء نسبة الفلورايد في المياه والمشروبات المعبئة ب2.4 جزء لكل مليون جزء.