\r\n ويجب ألا نخدع أنفسنا بالاعتقاد بأننا منخرطون في أي شيء آخر، غير هذا السباق مع الزمن في منطقة معروفة بتوجسها من آثار الأقدام الأجنبية. إن الولاياتالمتحدة لم تدخل أفغانستان كي تجعل منها الولاية الحادية والخمسين وإنما كي تتأكد من أنها لن تتحول إلى دولة حاضنة لتنظيم \"القاعدة\"، ورأس جسر للإرهابيين القادرين على زعزعة استقرار دولة باكستان المجاورة. \r\n \r\n لقد كان الرئيس أوباما على حق عندما تعهد بالالتزام بجعل أفغانستان مركزاً لحملتنا العالمية ضد الإرهاب، من خلال نشر 30 ألف جندي إضافي كخطوة أولى... لكن يجب علينا أن نعرف أن زيادة عدد القوات وحده، لن يمكننا من تحقيق النصر في هذا البلد، وأن هذه الزيادة يجب أن تكون مصحوبة بأهداف واقعية أهمها صياغة استراتيجية شاملة، تعترف بتاريخ أفغانستان في الحكم اللامركزي، وبقدرات \"الناتو\" وحلفائنا الأفغان. \r\n \r\n هزيمة \"طالبان\" لا تتحقق إلا باستراتيجية شاملة، وموارد كافية، وعزم حزبي ثنائي... فهذا ما سيحقق النجاح أخيراً في أفغانستان. \r\n \r\n \r\n كان العام الماضي هو العام الأكثر دموية منذ دخولنا إلى أفغانستان عام 2001، وقد حذر أحد القادة العسكريين الأميركيين الكبار مؤخراً من أن \"احتمالات تفاقم الوضع تفوق احتمالات تحسنه\". إننا لن ننجح في أفغانستان، إلا من خلال المحافظة على دعم الحزبين والمساندة الشعبية في الداخل، وكسب الشعب الأفغاني مرة أخرى، من خلال الالتزام المستمر بإرسال أفراد مدنيين إضافيين، وتخصيص اعتمادات البناء، وتحقيق مزيد من الانغماس السياسي. والشيء الذي يماثل ذلك في الأهمية هو أننا أيضاً بحاجة إلى تنفيذ التزاماتنا مع مراعاة ألا يؤدي ذلك إلى رفع مستوى الخطر أو تحويل أفغانستان مرة أخرى إلى دولة جاذبة للمجاهدين من كافة أنحاء العالم. \r\n \r\n ويجب على حلفائنا في \"الناتو\" تحمل أعباء أكبر، كما يجب علينا السعي من أجل الحصول على مزيد من القوات المقاتلة، مع تقليص حجم القيود المفروضة عليها. إن الجدال المستمر مع الحلفاء المتمنعين لابد أن يكون له حدود، ويجب علينا العمل على إقناع الدول غير الراغبة في الاضطلاع بمزيد من المهام القتالية، بتقديم مزيد من الإسهامات في جوانب أخرى في المهمة بما في ذلك التنمية، وتدريب قوات الأمن. \r\n \r\n إن أفغانستان تختلف عن العراق، ويجب علينا، لذلك السبب، ألا نتوقع أن تحقق زيادة عدد القوات الأميركية في هذا البلد نفس النتائج التي حققتها في العراق. ففي العراق لعبت يقظة القبائل السنية الواسعة النطاق دوراً حاسماً في تحقيق النجاح. أما في أفغانستان، فإن بنية القبائل الأفغانية تعرضت للإضعاف بعد عقود من الحروب المتواصلة. علاوة على أن \"طالبان\"، وعلى النقيض من عناصر تنظيم \"القاعدة في بلاد الرافدين\"، لها جذور عميقة في المجتمع البشتوني. \r\n \r\n مع ذلك، فإن زيادة عدد القوات، يمكن أن تخلق الظروف اللازمة لتعزيز جهود الإعمار، وزيادة قدرتنا الرافعة المطلوبة من أجل تحقيق الحل السياسي الذي يسعى إليه الجنرال \"ديفيد بيترايوس\". وبمرور الزمن سوف تصبح زيادة عدد القوات الأفغانية أمراً حيوياً للمحافظة على الأمن. \r\n \r\n مع ذلك، يبقى الفساد عقبةً كأداء أمام التقدم. ورغم أن الرئيس كرزاي يعد بأنه سيتعامل بصرامة مع هذه المشكلة المزمنة، فإننا بحاجة إلى التأكيد على أهمية رؤية نتائج على الأرض. فعندما ننفق المزيد من الأموال، ونضحي بالمزيد من الدماء، فمن الطبيعي أن نتوقع تحقيق مزيد مقابل ذلك. إن أفغانستان تفتقر إلى المحامين، والقضاة، وإلى قوات شرطة فعالة وأمينة. وإذا ما ظلت الحكومة معزولة في \"كابول\" فإن ذلك سوف يحكم على جهودنا بالفشل، ويدفع الناس إلى براثن \"طالبان\". يجب علينا أن نزيد نطاق جهودنا إلى ماوراء \"كابول\"، وأن نعمل على تمكين النساء، والعمل على نحو أكثر قرباً مع الزعماء المحليين الموثوق بهم، كي نضمن وصول الأموال المخصصة إلى مستحقيها من أبناء الشعب الأفغاني. \r\n \r\n إن التقدم الحقيقي يجب أن يبدأ على المستوى المحلي. ولعل من النماذج الواعدة في هذا المجال ما يعرف ب\"برنامج التضامن الوطني\" الذي يقوم بتشغيل الأفغان في مشروعات إعادة الإعمار. \r\n \r\n ومن بين تحدياتنا الكبرى في أفغانستان ذلك المتعلق باستئصال زراعة المخدرات التي تمثل مصدراً من المصادر الرئيسية التي تعتمد عليها \"طالبان\". يجب علينا تقديم مزيد من الإعانات، والمساعدات الفنية للمزارعين الذين يهجرون زراعة أشجار الخشخاش، تماماً مثلما فعلنا في ولاية \"نانجهار\"، كما يجب علينا أيضاً أن نضيق الخناق على لوردات المخدرات، وأن نعمل على تخفيض المنتج من هذه المادة، من خلال تكليف مستمر للقوات إذا ما لزم الأمر، خصوصاً في إقليم \"هلمند\" معقل حركة \"طالبان\". \r\n \r\n يجب على استراتيجيتنا أن تعكس حقيقة الترابط الداخلي الوثيق القائم بين أجزاء المنطقة، وهو ما يتطلب منا مجهوداً مضاعفاً من أجل تعزيز حكومة باكستان المدنية، ودعم جهودها ضد المسلحين خصوصاً في المناطق الحدودية الخارجة على القانون، وضد الجماعات التي يمكن أن تخرب علاقاتها مع الهند. \r\n \r\n لقد ذهبنا إلى أفغانستان، من أجل حرمان \"القاعدة\" من الملاذ الذي كانت قد أوجدته هناك، ولكي نستبدل حكام \"طالبان\" الذين آووها، بحكومة شرعية قوية بما يكفي لتجنب زعزعة استقرار منطقة حيوية ومتقلبة. وهدفنا هذا لم يتغير، لكن تحقيقه يتطلب تكليفاً أكبر لقوات التحالف، ومزيداً من مساعدات إعادة البناء. والوقت لم يتأخر لتحويل اتجاه التيار، بيد أنه يجب علينا الاعتراف بأن ذلك لا يمكن أن يتم إلا من خلال استراتيجية شاملة، وموارد كافية، وعزم حزبي ثنائي... فهذه الأشياء تحديداً هي التي ستقودنا إلى تحقيق النجاح في أفغانستان في نهاية المطاف. \r\n \r\n \r\n \r\n \r\n ينشر بترتيب خاص مع خدمة \"لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست\" \r\n \r\n \r\n \r\n