حيث أعلن الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف أن روسيا ستبقي على فرقة صواريخ المهمات الإستراتيجية في منطقة كوزيلسك على أهبة الاستعداد القتالي كأحد الإجراءات التي تتخذها ردا على نشر عناصر من المنظومة الأميركية المضادة للصواريخ في أوروبا. وتتسلح هذه الفرقة بصواريخ بعيدة المدى من بينها صاروخ «ر س ؟ 18» الذي يستطيع حمل 6 رؤوس نووية، ويبلغ مداه 10 آلاف كلم. \r\n \r\n \r\n وقال ميدفيديف في رسالته التي وجهها إلى البرلمان الفيدرالي الروسي: «لقد خططنا في السابق لإخراج ثلاثة أفواج صواريخ من هذه الفرقة من حالة التأهب القتالي، وتسريح هذه الفرقة بحلول عام 2010. وأمرت بالتخلي عن هذه الخطط». وأعلن ميدفيديف أن روسيا ستنشر في حالة الضرورة منظومات صواريخ «اسكندر» في مقاطعة كالينينغراد (غرب روسيا) لتحييد عناصر المنظومة الأميركية المضادة للصواريخ في أوروبا. \r\n \r\n \r\n كما قال إن روسيا ستقوم من مقاطعة كالينينغراد بالتشويش الكترونيا على مواقع المنظومة الأميركية المضادة للصواريخ في أوروبا، ووصف ميدفيديف هذه الإجراءات بالاضطرارية، قائلا إن روسيا أكدت لواشنطن مرارا رغبتها بالتعاون الإيجابي للتصدي للتهديدات المشتركة. وأضاف أن تأكيدات روسيا لم تلق أذنا صاغية «للأسف الشديد». \r\n \r\n \r\n وتعتبر منظومة صواريخ «اسكندر» صنفا عالي الدقة من السلاح حيث يستطيع تدمير الأهداف على مسافة 300 كلم. وتنتقل هذه المنظومة إلى الحالة القتالية خلال دقيقة واحدة، وتتحدد دقتها في إصابة الهدف بدائرة نصف قطرها 30 مترا. ويحمل صاروخ منظومة «اسكندر» البالغ وزنه 3 أطنان عبوة تحتوي على 400 كغم من مادة «تي أن تي». \r\n \r\n \r\n وتستخدم في صنع الصاروخ تكنولوجيا «ستيلث». كما يعد اعتراض هذا الصاروخ مهمة مستحيلة نظراً لقدرته على المناورة على مستويين من أجل تجنب الصواريخ المضادة. \r\n \r\n \r\n مازالت واشنطن تكرر بأن القصد من إنشاء هذه المنظومة يتمثل في حماية أميركا وأوروبا من صواريخ من الممكن أن تطلقها إيران أو كوريا الشمالية، في حين أكد خبراء عسكريون في واشنطن أن إيران وكوريا ليس لديهما صواريخ تهدد أوروبا وأميركا وليس في نيتهما تصنيعها، وهذا ما تقوله موسكو. \r\n \r\n \r\n قرارات الرئيس الروسي أثارت القلق والتوتر الشديد في واشنطن وأوروبا وفي قيادة حلف الناتو التي تعلم مدى خطورة وجود أسلحة روسية من هذا المستوى في قلب أوروبا، وقال المتحدث باسم حلف شمال الأطلسي (الناتو) روبرت بشيل إن ما جاء على لسان الرئيس الروسي ميدفيديف أثار قلق الحلف. \r\n \r\n \r\n وأضاف أن خطوات من هذا القبيل لا تساعد على تحسين العلاقات بين الناتو وروسيا. واعتبر وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير إعلان نصب صواريخ «اسكندر» في منطقة كالينينغراد بمثابة «الإشارة غير المناسبة في الوقت غير المناسب». \r\n \r\n \r\n وكما هو معلوم فإن برلمانيي بولندا وجمهورية التشيك لم يصادقوا على اتفاق نصب صواريخ اعتراضية أميركية ورادار أميركي في الأراضي البولندية والتشيكية بعد. ويتوقع المراقبون أن يزيد إعلان الرئيس الروسي نفور الأوروبيين من منظومة الدرع الصاروخية الأميركية. الموقف الروسي المعارض لمشروع الدرع الصاروخية الأميركية أخاف الأوروبيين. \r\n \r\n \r\n هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية أكدت استعداد القوات المسلحة الروسية لتنفيذ قرار رئيس الدولة بشأن نشر منظومات «اسكندر» الصاروخية في منطقة كالينينغراد في أي وقت. \r\n \r\n \r\n من جانبه أكد رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشنكو استعداد بلاده لنشر منظومة الصواريخ الروسية «اسكندر» على أراضيها، وقال لوكاشينكو انه في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق حول هذا الموضوع «فسنشتري منظومة اسكندر من روسيا ونضعها على أراضينا. هذا التصعيد يعني أن الأوضاع الأمنية في القارة الأوروبية لن تكون هادئة في المستقبل وأن الأوروبيين مقبلون على فترة من التصعيد العسكري قد تفرض عليهم أعباء جديدة مالية وأمنية لا طاقة لهم بها. \r\n \r\n \r\n محلل سياسي روسي \r\n \r\n \r\n \r\n