وميداليات الصين أحرزها رياضيوها، ذكوراً وإناثاً، في الرياضيات الثانوية مثل التصويب بالمسدسات، وحمل الأثقال، والقفز عن المنصات، والقفز في الماء، وألعاب القوى، وكرة مضرب الطاولة (البينغ البونغ) والريشة (بادمينتون). ولكن النصر الصيني ليس تاماً. فالأميركيون تصدروا الحائزين على الميداليات على أنواعها (110 ميداليات من «المعادن» الثلاثة). وبرز رياضيان هما سباح بالتيمور، مايكيل فيلْبس، والعدّاء الجمايكي، أوسين بولت، وتقدما الرياضيين الآخرين، صينيين وغير صينيين. \r\n وعدّاء ال110 أمتار الصيني، ليو شيانغ، اضطره جرح أليم الى الخروج من السباق. وأظهره تلفزيون الصين الرسمي وهو يتلوى ألماً وأسفاً على إنجاز كانت الصين تعول عليه أقوى تعويل. ولم يحل هذا بين المنددين به على الإنترنت وبين الإمعان في تنديدهم وتهمة البطل «السابق» بالخيانة. وأما العملاق الوديع ياو مينغ، فسرعان ما تسلط عليه زملاؤه في فريق «إن بي إي»، وأظهروا نقائص الصين في رياضات الفرق الجماعية. \r\n وينكر روان سايمونز، وهو معلق رياضي بريطاني على محطة تلفزيون الدولة الصينية، أن تكون الصين الأمة الرياضية الأولى. فيقول ان ما تحسنه الصين هو صنع أبطال وفبركتهم. ولكن الصينيين لا يزاولون الرياضة على شاكلة مزاولة الغربيين. فالهواية لا محل لها في إقبال الصينيين على الرياضة. فإذا أظهر صيني فتي موهبة في نشاط من النشاطات، حمل من غير إبطاء على الانصراف الى الرياضة التي برز فيها. ومئات الآلاف من هواة الرياضة الوطنية، كرة الطاولة، لا نوادي تجمعهم، وتتولى رعايتهم أو تنظيم دورات للهواة. فمبتدأ الأمور كلها في الصين هو من فوق، ولا تشذ الرياضة عن السنة هذه. \r\n وكرة القدم هي أكثر الرياضات رواجاً وانتشاراً. ففي الدورة الأولمبية حضر أكثر من مليوني متفرج المباريات. ولعل الحلم الذي يداعب الصينيين سراً هو الفوز يوماً بكأس المونديال. وفي أثناء عطلة آخر الأسبوع يتردد 800 ألف صيني الى ملاعب كرة القدم نظير 1.5 مليون بريطاني. وينبغي أن يبلغ العدد، قياساً على عدد السكان في البلدين، 47 مليون صيني. وقررت رابطة كرة القدم الرسمية في الصين، في 1994، إنشاء 498 نادياً (نظير 30 ألفاً في بريطانيا). وليس في الصين نوادٍ للهواة. ولا تدرك السلطات أن صناعة الأبطال على النحو الذي يحصل في رياضات رفع الأثقال والقفز في الماء وألعاب القوى، لا تصلح في رياضة جماعية مثل كرة القدم. \r\n وميداليات الصين في دورة بكين عامل يؤخر ربما عشرة أعوام إصلاح أنظمة الرياضة. فالصينيون يحسبون أن النهج النخبوي هو خير المناهج. والذين يزاولون لعبة كرة القدم في الصين إنما غايتهم هي الفوز بالبطولة، وليس السرور باللعب والابتهاج به. ولكن الفوز بالبطولة يفترض تذوق متعة اللعب أيام الفتوة. ومعظم الصينيين يدركون أن الناس على قدر من النضوج يخولهم النهوض برياضة الهواة من تلقاء أنفسهم. وهذا على خلاف السلطات الصينية التي تظن الظنون في الروابط والجمعيات المستقلة، وتخشى انقلابها الى بؤر تمرد. \r\n \r\n \r\n عن «لونوفيل أوبسرفاتور» الفرنسية،