\r\n ولإدراك مدى ضلالة هذه التأكيدات، يجب أن يفهم المرء أن \" زيادة القوات \" كانت أكثر من كونها دفعاً بتعزيزات إلى العراق. فالأمر ذو الأهمية الأكبر هو التغيير في الطريقة التي تم بها نشر في العراق بدءا من شهر فبراير عام 2007، عندما أمر الجنرال ديفيد بيترايوس القوات الأميركية بالتموضع مع القوات العراقية في الأحياء والمجاورات السكنية العراقية. وإعادة التموضع هذه كانت قائمةً على عقيدة ومبدأ محاربة الحركة المسلحة المنشور حديثا الذي شدد على حماية السكان والاعتراف بأن السبيل الوحيد لتأمين الناس هو العيش بينهم. \r\n ويقينا، فإن بعض الوحدات القتالية الأميركية قامت بعمليات فعالة لمحاربة الحركة المسلحة قبل زيادة القوات، بما فيها فيلق الفرسان المدرع الثالث بقيادة الكولونيل ماك ماستر في تلعفر في عام 2005، والقوة القتالية في اللواء الأول بقيادة الكولونيل سين ماك فارلاند في الفرقة الأولى المدرعة في الرمادي عام 2006. على أن الأعم هو أن اتجاه التحالف قبل عام 2007 كان مُركزاً على النقل السريع للمسئوليات الأمنية إلى القوات العراقية. وفي الوقت الذي خرج فيه العنف الطائفي عن السيطرة، أصبح جليا على نحو متزايد أن القوات العراقية كانت غير قادرة على منع انتشار العنف. وبحلول خريف عام 2006، كان واضحا أن استراتيجيتنا تفشل، كما جاء في التقييم الذي أعلنه بشجاعة الجنرال كاسي والسفير الأميركي زلماي خليل زاد في مراجعتهما في نهاية العام ل\" خطة الحملة المشتركة \". \r\n إن وصول القوات الأميركية الإضافية إلى العراق أشار إلى قرار مجدد. فزعماء القبائل السنة - وقد ألمحوا إلى المستقبل الكئيب في ظل نظام تسيطر عليه \" القاعدة \" في العراق وخوفهم من التخلي عنهم - كانوا مستعدين للتعاون بقوة مع التحالف. وزيادة القوات لم تنشئ أولى مجالس \" الصحوة \" العشائرية، ولكنها كانت العامل المحفز لتوسعها ونجاحها النهائي. وقد انطلقت ثورة القبائل بعد وصول التعزيزات وفي الوقت الذي كانت تحارب فيه الوحدات القتالية الأميركية والعراقية لجعل الشعب العراقي آمناً. \r\n وعلى مدى الوقت، وفي المناطق التي كانت فيها قوات غير كافية لتوفير الأمن، مد القادة العسكريون الأميركيون عقودا إلى القبائل السنة ( وبعض القبائل الشيعية ) التي تطوعت للتصدي ل\" القاعدة \" في العراق. وهذه المدفوعات ضمنت أن رجال القبائل يمكنهم أن يطعموا عائلاتهم إلى أن يتعافى الاقتصاد وتتحسن الخدمات. وتلى المدفوعات عموما استهلال الثورات القبلية ولم تكن - كما يزعم البعض - سبباً لها. \r\n وفي الوقت الذي أنشئت فيه الوحدات الأميركية مواقع أمامية متقدمة أصغر ودمرت ملاذات آمنة ل\" القاعدة \"، توسعت المنطقة التي تحت سيطرة العراق والتحالف. وتحسن الأمن على نحو دراماتيكي بعد وصول وحدات الزيادة الأخيرة وبدأت القوات متعددة الجنسيات في العراق، تحت قيادة الجنرال راي أوديرنو، بدأت في سلسلة من العمليات التي لا تكل ولا تمل لطرد المسلحين من ملاذاتهم الآمنة التي تحصنوا فيها طويلا. \r\n وأدى الأمن المحسن إلى ثقة عراقية أكبر وقلل الحاجة إلى الميليشيات الشيعية، وإلى القبول بها، تلك الميليشيات التي كانت لوقت طويل جدا تحتفظ بالسيطرة على كثير من الأحياء. وعندما حرض \" جيش المهدي \" وأثار معركة مسلحة في كربلاء في شهر أغسطس من العام الماضي ، أجبر الضغط الجماهيري العام الناشئ مقتدى الصدر على إعلان وقف إطلاق النار من جانب واحد. بدون الظروف الأمنية المُحسنة التي أوجدتها زيادة القوات لما كان قد تم الإعلان عن وقف إطلاق النار هذا، ولما كان قد أمكن ملاحظته، لأن الميليشيا كانت لاتزال هناك حاجة إليها لحماية الطوائف الشيعية من الهجمات الإرهابية. \r\n وعلاوة على ذلك، فإن الزيادة في القوات الأميركية قزمها وصغرها التوسع المتزامن في القوات العراقية إلى أكثر من 140.000 جندي. وعلى مدى الوقت، نمت الوحدات العراقية وأصبحت أكثر قدرة وتولت على نحو متزايد زمام الأمور في توفير الأمن، يدعمها ويساندها مستشارون من التحالف، وقوات برية واستخبارات وقوة جوية. إن العمليات في هذا الربيع في البصرة وبغداد والموصل وأماكن أخرى - بالرغم من أنها ليست سلسة وهينة دائما - قد أظهرت الفعالية المتزايدة للجيش العراقي. وبدون تغيير في الاستراتيجية وقوات إضافية وفرتها عملية زيادة القوات، لكان جهد تحسين قدرات القوات العراقية قد مات في مهده، وابتعله العنف الطائقي الذي مزق العراق بحلول نهاية عام 2006. \r\n إن حرب العراق لم تنته، ولكن مجهودنا الحربي على أساس أكثر رسوخا. وفي النهاية، سيحدد العراقيون - على النحو المناسب - مستقبلهم. لقد أوجدت زيادة القوات الأميركية مساحة ووقتا للتنافس على السلطة والموارد في العراق واعتراك المجال السياسي، مع وجود الكلمات بدلا من القنابل. والنجاح ليس مضمونا، ولكن مثل تلك المحصلة ستكون ضريبة مناسبة لتضحيات الرجال والنساء في القوة متعددة الجنسيات في العراق وجهودهم المستمرة، فضلا عن شركائهم العراقيين، في تغيير مسار حرب كانت خاسرة تقرييبا من أقل من سنتين مضيتا. \r\n \r\n * عمل مع الجنرال ديفيد بيترايوس في العراق من فبراير عام 2007 إلى مايو عام 2008. وهو يشغل كرسي \" جنرال رايموند ماسون \" للتاريخ الحربي بجامعة أوهايو الأميركية ومؤلف كتاب قادم بعنوان \" بغداد في شروق الشمس: حرب قائد لواء في العراق \" \r\n \r\n بيتر منصور* \r\n * خدمة \" لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست \" - خاص ب\" الوطن\" \r\n