\r\n لقد قمنا بتنظيف وإزالة المخلفات، وبدأنا بتأسيس قوات أمن في الأحياء، وأعادنا بناء المدارس وقتلنا أو أسرنا المسلحين المعادين، سواء من الشيعة أو من السنة. وكانت مهمتنا الأساسية هي حماية الناس. والوحدات الأخرى القتالية فعلت نفس الشيء. \r\n وبهذا المعنى هناك اختلاف بسيط بين ما فعله الجنود الأميركيون المقاتلون في عام 2006 وما يفعلونه الآن في إطار ما يسمى ب\" زيادة القوات \". والتغيير المهم الوحيد هو أنه في إطار استراتيجية زيادة القوات، تم حث ودفع ما يقرب من 100.000 عراقي سني،كثيرون منهم مسلحون سابقون،لوقف مهاجمة الأميركيين ووضعهم على جدول رواتب الحكومة الأميركية كحلفاء ضد \"القاعدة \". \r\n وهذا الأسلوب القائم على دفع مال مقابل التعاون مع أعدائنا السابقين يقلل لا محالة من إسهام الجنود ومشاة البحرية الأميركيين الذين هم على الأرض الآن. وعلى العكس، يكافح الجنود وجنود الصف وصغار الضباط كالملازمين والنقباء بشكل أشد وأقوى لجلب الاستقرار والسلام إلى مجتمع معقد أفزعته سنوات من العنف الوحشي. \r\n وكثير من الحديث يجئ من المحللين الخبراء وضباط الجيش والمرشحين للرئاسة الأميركية الذين يتباهون بنجاح جهد بذله الجنرال ديفيد بيترايوس. وكثير من هؤلاء الأفراد يقارنون نجاح زيادة القوات في عام 2007 بما يرونه فشلا للقوات الأميركية في العراق في عام 2006. \r\n وأحد المؤيدين لزيادة القوات من المحافظين الجدد وهو الكاتب كليفورد ماي كتب يقول إن القوات الأميركية بحلول عام 2006 تخلت كثيرا عن البلد وهجرته و\" انحشرت في قواعد عمليات متقدمة محروسة جيدا\" بينما كان \" الإرهابيون الأجانب يذبحون الأبرياء\" وكانت الحرب الأهلية العراقية تشتعل حولهم. ووصف ضابط كبير كان في الصيف الماضي عضوا في فريق عمل قائد أميركي كبير جدا في العراق، وصف القوات الأميركية في العراق في عام 2006 بأنها \" فئران قواعد العمليات المتقدمة\". وكتب السيناتور جون ماكين، الذي يترشح الآن في الانتخابات الرئاسية الأميركية، كتب في مقالة رأي حديثة يقول إنه قبل زيادة القوات كانت الاستراتيجية الأميركية على أعلى المستويات في العراق \" يُساء إدارتها\". \r\n ولكن الكتيبة المقاتلة التي توليتُ قيادتها في فرقة المشاة الرابعة كانت جزءا من سوء الإدارة هذا المزعوم، أو مما يشير إليه آخرون، ربما النقاد المباشرين أكثر، على أنه فشل. \r\n كان ردي على مثل تلك التصريحات بسيطا وعميقا : فإذا كنتُ قد ركنتُ إلى القواعد العسكرية المتقدمة وإذا كنتُ ورجالي قد هجرنا البلد في عام 2006، إذاً كيف قُتل الجنود الذين كانوا تحت قيادتي؟ وما الذي سأقوله لعائلاتهم الآن؟ \r\n أتذكر إخصائيا طبيا في كتيبتنا، أُصيبت دوريته القتالية بعدة قنابل مزروعة على جانب الطريق، وهو يتحرك تحت نيران عدو محتمل لينقذ حياة رجل عراقي أصيب إصابة خطيرة في الهجوم. وقد مُنح هذا الإخصائي الطبي نوط الشجاعة. وهو قد فهم أن غرضنا الأساسي في العراق هو حماية الناس. \r\n أعرف من الخبرة أن دقة التقارير التي تتباهى بالاختلافات بين طرق ووسائل محاربة الحركة المسلحة في عام 2006 وفي عام 2007 هي بعيدة عن الجودة بألاساس. فلنسلم أنه كان هناك قبل زيادة القوات حوالي 30.000 جندي أميركي أقل ومواقع قتالية تقدمية أميركية أقل في الأحياء العراقية، ولكن إجمالي الطرق والوسائل التي استخدمها الجيش الاميركي على مستوى الوحدات الصغيرة حيث كنتُ أعمل ليست مختلفة عن طرق محاربة الحركة المسلحة المسماة بالجديدة المستخدمة اليوم. \r\n والاختلاف الوحيد هو قرار من قبل كبار القادة الأميركيين في عام 2007 بدفع كميات كبيرة من المال إلى المسلحين السنة لوقف مهاجمة الأميركيين والانضمام إلى القتال ضد \" القاعدة \". وكان مقترنا بهذا القرار قرار آخر من قبل المرجع الشيعي مقتدى الصدر بالامتناع عن مهاجمة قوات التحالف. \r\n إن الانخفاض الدراماتيكي في العنف، ولاسيما تجاه الأميركيين، والذي حدث في بغداد من يونيو عام 2007 إلى يوليو عام 2007 يمكن أن تفسره أساسا هذه الظروف الجديدة. فلو لم تكن تلك الظروف قائمة، لكان العدد المتزايد من الجنود الأميركيين الذين يستخدمون ما يسمى بالطرق الجديدة في محاربة الحركة المسلحة قد استمروا في تكبد خسائر مريعة، ولكان العراق مازال تمزقه مستويات العنف المرتفعة. \r\n ولحسن الحظ فإن الأقل من الأميركيين وقوات التحالف والأقل من العراقيين يُقتلون كل شهر. ربما هذا سيستمر. سينبئنا الوقت. فالعراق مازال مكانا معقدا يصعب معرفة ما فيه. \r\n ولكن يجب أن نسمي الأشياء بمسمياتها ونعترف لماذا انخفض العنف. أن الساسة والمحللين السياسيين يمكن أن يقدموا مقارنات زائفة. \r\n والدوافع السياسية لمثل تلك التوكيدات والتطمينات واضحة. غير أن الجنود الأميركيين الذين حاربوا بشجاعة ونزفوا الدم في العراق في السنوات التي سبقت زيادة القوات أصبحوا ضحايا السياسة الأميركية. نحن نستحق معاملة أكثر عدلا ونزاهة. \r\n \r\n جيان جينتيل \r\n مقدم بالجيش الأميركي قاد كتيبة مقاتلة أميركية في بغداد في عام 2006 \r\n خدمة \" إنترناشيونال هيرالد تريبيون \" - خاص ب\" الوطن \"