يتوخى المنتدى هدف التبيان بصورة جلية لإمكانيات قطاع الطاقة الروسي واستعداده للتعاون الشامل في مصلحة تنمية الاقتصاد العالمي، خاصة وأن العديد من بلدان العالم يواجه مشكلة الشح في موارد الطاقة، وحتى روسيا لا تستثنى من ذلك، حيث أن التطور الصناعي واحتياجات السكان المتنامية تحمل على البحث المكثف عن مخرج من الوضع الناشئ. ولا يحق لنا أن نترك الطاقة الذرية في طي النسيان، علماً أن إمكانياتها لا حدود لها. \r\n \r\n \r\n منذ أوائل الألفية الجديدة أعطت روسيا الأولوية لتطوير الطاقة الذرية، فوضعت برنامجاً واسع النطاق لبناء المحطات الكهروذرية يقتضي بناء 26 وحدة ذرية لتوليد الطاقة الكهربائية. وتعتزم الدولة تخصيص اعتمادات غير مسبوقة لهذه الأغراض تزيد على 30 مليار دولار، إلى جانب مساهمة رأس المال الخاص. ويفتح قطاع الطاقة الذرية الروسي أبوابه على مصراعيها أمام التعاون مع الشركات الوطنية والأجنبية. \r\n \r\n \r\n وفي كلمته للمؤتمر أكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي، أن روسيا تلعب دوراً رئيسياً في ضمان أمن الطاقة العالمي، وأنها تلعب وستواصل لعب دور رئيسي في مسائل التصدي للتحديات العالمية لأمن الطاقة، ومراقبة تنفيذ نظام منع انتشار الأسلحة النووية، ومواجهة الإرهاب النووي. \r\n \r\n \r\n ما قاله البرادعي في كلمته ليس مجاملة بل هو الواقع، فروسيا هي التي نادت منذ عامين وما زالت تنادي بديمقراطية الطاقة الذرية وتوفيرها لكافة شعوب العالم، وهي التي اقترحت تأسيس مشروع بنك دولي للوقود النووي المخصب يخضع لإشراف الأممالمتحدة، وأبدت استعدادها لدعم هذا البنك، خاصة وأنها المنتج الأول في العالم لليورانيوم وتملك وحدها أكثر من 20% من السوق العالمية لليورانيوم، وهي المصدر الأول لليورانيوم للولايات المتحدة الأميركية وغيرها من الدول الكبيرة. \r\n \r\n \r\n ورغم أن إمكانيات روسيا في هذا المجال كبيرة وأكبر من غيرها بكثير، إلا أنها في هذا المؤتمر نادت بتجنيب أسواق الطاقة الذرية الصراعات والحروب التي عانى منها العالم بسبب النفط، وتنادي روسيا بحق جميع دول العالم في امتلاك الطاقة الذرية كل بحسب حاجته، ولهذا طرحت روسيا في المؤتمر مشاريع للمحطات الكهروذرية ذات القدرة الصغيرة والمتوسطة، من 6 ميغاواط إلى 40 ميغاواط، وإلى 300 ميغاواط. \r\n \r\n \r\n وتكدست لدى قطاع الطاقة الروسي خبرة غنية تمتد إلى خمسين عاماً لتشغيل المحطات الكهروذرية الصغيرة الطاقة التي يسهل توحيدها وتشغيلها المنسق، سواء على البر أو على وسائط النقل البحرية الذاتية الحركة التي تستطيع جلبها إلى أي نقطة من الكرة الأرضية. وتتمتع روسيا أيضاً بتجربة فريدة في بناء وتشغيل المفاعلات العاملة على النيوترونات »السريعة«، التي تستهلك كمية أقل من الوقود وتخفض خطورته على نحو جذري. \r\n \r\n \r\n وتبنت الحكومة الروسية برنامجاً خاصاً لتطوير مختلف نماذج المفاعلات العاملة على النيوترونات السريعة. مع العلم أن هذا النوع من المفاعلات يساعد على تثبيت نظام عدم الانتشار، لأن وقوده لا يصلح لأي استخدام عسكري (بسبب احتراق البلوتونيوم أثناء التفاعل النووي). \r\n \r\n \r\n وقد خرج الحضور الأجنبي في المؤتمر بفكرة أساسية مفادها أن روسيا تتمتع بتجربة محترمة في مجال استخدام الطاقة الذرية، وهي مستعدة لتكريسها للتعاون الدولي في هذا المجال، فقط على الآخرين مساعدتها وعدم إعاقتها في مساعيها لدمقرطة الطاقة الذرية وتوصيلها لكل من يحتاجها من شعوب العالم. وهذا في الحقيقة ليس أمراً مثالياً، بل هو ضرورة أساسية لمواجهة أزمة الطاقة العالمية، التي ستصيب الكبار قبل الصغار. \r\n \r\n \r\n كاتب ومحلل سياسي روسي \r\n \r\n