وقد زاد من حدة الاهتمام بهذا الموضوع وصول اثنين من الاكاديميين الامريكيين البارزين الى اسرائيل هما ستيفن والت, الاستاذ في جامعة هارفارد, وجون مير شايمر, الاستاذ في جامعة شيكاغو, وهما مؤلفا كتاب \"اللوبي الاسرائيلي والسياسة الخارجية الامريكية\" الذي اثار وما يزال يثير ضجة كبيرة بين من يؤيد ما جاء فيه من آراء وبين من يعارضها. \r\n \r\n وقد وصل الاثنان كضيفين على غوش شالوم \"معسكر السلام\" وهي جماعة يسارية يرئسها الناشط الاسرائيلي يوري أفنيري. \r\n \r\n وبعد وصولهما الى اسرائيل تلقى الاثنان دعوة من عدد من الاكاديميين للتحدث في الجامعة العبرية. وخلال حديثهما في الجامعة دعا الاستاذان البارزان امريكا الى انهاء \"علاقتها الخاصة مع اسرائيل ومعاملتها كبلد عادي\". \r\n \r\n في الاوساط المؤيدة لاسرائيل, يعتبر كتاب والت وميرشايمر, الى جانب كتاب \"سلام أم فصل عنصري\" للرئيس الامريكي السابق جيمي كارتر, هجوما على دعامة مهمة من دعامات السياسة الخارجية الامريكية, ويقول منتقدو كتاب \"اللوبي الاسرائيلي\" بأنه محمل بنبرة معادية للسامية وانه يصور اللوبي المساند لاسرائيل في الولاياتالمتحدة بصورة الجماعة ذات النفوذ الذي لا يحد والتي تلحق الضرر بالمصالح الامريكية والدولية. لكن المؤلفين, اثناء وجودهما في اسرائيل, قالا ان كلماتهما قد أسيء فهمها وتفسيرها. \r\n \r\n قال ستيفن والت \"ان تقديم الدعم غير المشروط لاسرائيل لا يزيد من شعبية الولاياتالمتحدة حول العالم, كما انه لا يجعل الامريكيين في الوطن اكثر أمنا\". واكد والت ان دور اسرائيل كدولة ديمقراطية لا يشكل سببا كافيا يبرر الدعم السياسي والمالي القوي الذي تتلقاه. واضاف يقول: \"هناك الكثير من الديمقراطيات الاخرى في العالم, لكن أيا منها لا تتلقى مثل هذا المستوى من الدعم, ومن دون اي ضوابط\". \r\n \r\n كما اعرب ستيفن والت عن رأيه بان \"هذه السياسات الامريكية مضللة. وهي ليست مفيدة للولايات المتحدة كما انها لم تكن مفيدة لاسرائيل, ولن تكون مفيدة للشرق الاوسط ككل\". \r\n \r\n خلال جلسة الحديث التي جرت في الجامعة العبرية اتهم مير شايمر اسرائيل واللوبي الاسرائيلي, الذي قال عنه انه ليس يهوديا لانه يضم الكثير من الصهاينة المسيحيين والانجيليين, بمحاولة دفع امريكا الى اتخاذ موقف عسكري ضد ايران. \r\n \r\n وقال مير شايمر: \"هناك دولة واحدة تمارس الضغط على امريكا من اجل مهاجمة ايران. وهذه الدولة هي اسرائيل\". كما قال ان \"أيباك (اللجنة الامريكية الاسرائيلية للشؤون العامة) تضغط بشدة بشأن الهجوم على ايران, وما من لوبي آخر في امريكا يقوم بالشيء نفسه\". \r\n \r\n واذا وضعنا جانبا ما قاله والت ومير شايمر داخل الجامعة العبرية او خارجها, فان زيارتهما الى اسرائيل وحدها تشكل موضوعا للخلاف حيث يتساءل عدد من الاكاديميين الاسرائيليين كما اذا كانت دعوتهما امرا سليما منذ البداية, علما بان الجامعة العبرية لم تعلن عن المحاضرة بشكل واسع ولم تخصص للمحاضرين سوى قاعة متواضعة لم تكن مقاعدها كافية لاستيعاب اعداد الطلاب والاساتذة الذين جاءوا للاستماع الى والت وميرشايمر. \r\n \r\n وتتزامن زيارة الاستاذين مع تصاعد وتيرة الانتقادات التي يتناول بها الساسة والمحللون الاسرائيليون العلاقة بين الولاياتالمتحدة والدولة اليهودية. \r\n \r\n بعد الزيارة التي قام بها الرئيس الامريكي جورج بوش الى اسرائيل الشهر الماضي, ابدى بعض المعلقين قلقهم من ان يؤدي الدعم غير المشروط الذي منح لاسرائيل بمناسبة احتفالها بالذكرى الستين لتأسيسها الى تغبيش حدود السيادة الاسرائيلية والى اضعاف قدرة واشنطن على المطالبة بلعب دور \"الوسيط النزيه\" في النزاع الاسرائيلي- الفلسطيني. \r\n \r\n كما تم التعبير عن تحفظات اضافية حول العلاقة بقيام رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت بتلقي ما يزيد على 150 الف دولار من احد مؤيديه الامريكيين, الامر الذي يثير تساؤلات عميقة حول تأثير المانحين الامريكيين على الساسة الاسرائليين. \r\n \r\n يقول يوري افنيري, رئيس جماعة غوش شالوم التي وجهت الدعوة لوالت وميرشايمر, ان الحكومة الاسرائيلية سعيدة بوجود ادارة امريكية شديدة الدعم لاسرائيل. في حين يأمل انصار معسكر السلام الاسرائيلي ان تأتي انتخابات تشرين الثاني الامريكية بتغيير في السياسة الامريكية. وهم يعلقون امالهم بذلك على المرشح الديمقراطي باراك اوباما. ويقول افنيري ان دعاة السلام الاسرائيليين قد افزعتهم التصريحات التي ادلى بها السناتور اوباما في مؤتمر ايباك في مطلع الشهر الحالي. \r\n \r\n ويوضح افنيري ان سبب ذلك الفزع هو \"ان اول شيء قام به اوباما بعد اطمئنانه الى الحصول على ترشيح حزبه هو الذهاب الى ايباك لالقاء كلمة تعتبر فضائحية بقدر تعلق الامر بقضية السلام. فقد قال ان القدس هي العاصمة الابدية لاسرائيل وانها لا يمكن ان تقسم. ولكن من دون تقسيم القدس لن يكون هناك سلام مع الفلسطينيين. \r\n \r\n ويضيف افنيري قائلا: \"ان ما يظهر من هذا ان اوباما يعتقد بانه لا يمكن ان ينتخب رئيسا من دون دعم ايباك. وهذا يظهر لنا, بدوره, خطورة الدور الذي تلعبه ايباك\".0 \r\n