وقد حدث بعض التقدم في مواجهة التحديات المشتركة، ولكن يبقى هناك فجوة استراتيجية حقيقية بين الولاياتالمتحدة والدول الأوروبية فيما يتعلق ببعض القضايا الأساسية. \r\n وهذه الهوة المستمرة بين الولاياتالمتحدة والدول الأوروبية تنعكس في الخطاب الأخير لمدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، مايكل هايدين الذي توقع خلاله تزايد الهوة بين أوروبا والولاياتالمتحدة فيما يتعلق بكيفية التعامل مع التهديدات الأمنية بما في ذلك قضايا الإرهاب. وبينما يتفق المسؤولون الأميركيون والأوروبيون على إلحاح التهديد الإرهابي، وهناك إختلاف أساسي حول الطريقة المثلى لمواجهة التهديد الإرهابي. \r\n وتنظر الولاياتالمتحدة إلى الحرب على الإرهاب على أنها حرب عالمية. وفي المقابل، تنظر الدول الأوروبية إلى التهديد الإرهابي على أنه مشكلة في تطبيق القانون. وقال هايدين: \"إنهم يميلون إلى عدم النظر إلى الإرهاب وفقما نفعل، على أنه يمثل تحدياً دولياً مؤثراً. وإذا فعلوا ذلك، فإننا سوف نختلف كثيراً حول الطرق الفعالة والمناسبة لتقييم هذه القضية .... لكي نتمكن من مواجهتها\". \r\n وقد تكون رحلة بوش إلى أوروبا إلى جانب رحلته إلى اليابان في شهر يوليو لحضور قمة الدول الثماني الكبرى عوامل محفزة يمكن أن تساهم في التوصل إلى إجماع مع الحلفاء حول طبيعة التحديات والخطر الذي نواجهه. ولكن هذا يعتمد على بدء الرئيس بوش لحوار حول ما يمكن أن تفعله الولاياتالمتحدة وحلفائها بشكل مشترك لمواجهة هذه التحديات. \r\n ومن الواضح أن هذا الحوار يجب أن يتناول الإرهاب: إذاً كيف يمكن أن تنسق الولاياتالمتحدة عن قرب وتدعم استراتيجيات مكافحة الإرهاب ذات الصلة؟ وكيف يمكن أن نتبادل المعلومات الاستخباراتية بشكل أكثر فعالية، لكي لا يتم التوصل إلى الإستنتاجات بناء على الشبهات السرية بدلاً من التوجه العلمي؟ وتمتلك الولاياتالمتحدة قدرات استخباراتية قوية في مجال تكنولوجيا الإشارات والإتصالات، وتمتلك بعض الدول الأوروبية أيضاً إستخبارات سياسية جيدة: فهل نمارس التعاون المشترك بشكل جيد وفعال؟ وسوف يسمح التعاون في مجال مكافحة الإرهاب، بما في ذلك تبادل المعلومات والتدريب المشترك والعمليات وبرامج مكافحة الفساد وإستهداف مصادر التمويل الإرهابي لنا بالنجاح بدون إستخدام الخطط القمعية لأن الوحشية والقمع يولد الإرهاب ولا يساهم في القضاء عليه. \r\n ولكن الحوار يجب أن يتناول أيضاً تحدي الطاقة، الغائب بشكل مثير للريبة عن أجندة القمة الأميركية الأوروبية في هذا التوقيت. وكما ذكر خبير الطاقة دانيال يرجين في مقال بجريدة فاينانشال تايمز بقوله: \"تأخذنا أسعار النفط في هذا المستوى إلى عالم جديد، و\"نقطة فاصلة\" والسؤال الذي يطرح نفسه لا يدور فقط حول إلى أي مدى يمكن أن ترتفع أسعار النفط، ولكنه يتعلق أيضاً بردة الفعل المستقبلية إزاء الإرتفاعات القياسية في أسعار النفط. \r\n وفي الوقت الذي يدفع فيه الأوروبيون مبالغ أكير للحصول على إمدادات النفط، يعاين المواطنون الأميركيون والأوروبيون صدمة قاسية في محطات تعبئة الوقود. والآن حان وقت التعاون والتنسيق الأكبر حول أجندة البحث القابلة للتجديد، على مستوى كل من الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي وبين الشركات من أجل تسريع تطوير الجيل القادم من الوقود الحيوي. ويجب أن تناقش الولاياتالمتحدة مع الدول الأوروبية إمكانية دعم جهود الإندماج في مجال الوقود الحيوي أو تطوير الإيثانول المستخرج من مادة السليولوز. \r\n وتخلق الطاقة إمكانية للتنافس والصراع، ولكنها تخلق أيضاً إمكانية للتعاون. وبعد أزمة النفط الأولى في عقد السبعينيات من القرن الماضي، إتخذت وكالة الطاقة الدولية خطوات تجاه تنسيق سياسات الطاقة في الولاياتالمتحدة والدول الأوروبية واليابان. وقد حان الوقت لبناء مثل هذا التعاون وظهور دول أوروبية قادرة على التحدث بصوت واحد بخصوص الطاقة. وسوف تشير جهود الإندماج والموارد إلى الدول المنتجة للنفط بأن الطريق الحر لمسيرة إرتفاع أسعار النفط الباهظة يمكن أن تتوقف. \r\n وخلال العامين القادمين، سوف يحتفل إئتلاف الولاياتالمتحدة مع أوروبا واليابان واللاعبين الأساسيين في الشراكة الأميركية مع العالم بذكريات هامة. وسوف يصادف العام الحالي الاحتفالات بالذكرى السنوية الخمسين للتوقيع على إتفاقية التعاون الأميركي والياباني المشترك في مجال الأمن. وقد وقف التوقيع على ميثاق حلف الناتو القاضي بإندماج الولاياتالمتحدة مع الدول الأوروبية في مجال الدفاع والأمن في وقت غير محدد خلف هذا الغرض المشترك المحدد. وقد ألزمت المعاهدة الأميركية اليابانيةالولاياتالمتحدة بمواجهة أي هجوم مسلح على اليابان ووفرت الأساس لكي يصبح عدو الأمس حليفاً حساساً للولايات المتحدة في دول الشرق الأقصى. \r\n واليوم، لا تشعر الولاياتالمتحدة وأوروبا واليابان بالقلق إزاء الدفاع الإقليمي الذاتي فحسب، ولكن قضيتي الإرهاب وأمن الطاقة تهددان الإستقرار العالمي. وسوف يعزز التعاون والتنسيق في كلتا الجبهتين من ثقة العالم في الأوقات الحساسة. \r\n \r\n مارك برزيزنيسكي \r\n محامي وناشط دولي عمل في مجلس الأمن الدولي إبان فترة حكم إدارة الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون. \r\n خدمة إنترناشيونال هيرالد تريبيون، خاص ب (الوطن) \r\n