\r\n والأفريكوم تعني القيادة الأفريقية للولايات المتحدة والتي أنشأت بموجب أمر رئاسي في فبراير 2007. ولا يبدو من الوضع الظاهري أن الأفريكوم تتشابه مع أي شئ خاص بالقيادات العسكرية الأميركية الأخرى الموزعة جغرافيا مثل الباسكوم ( قيادة المحيط الهادئ) وسنتكوم ( القيادة المركزية) ويوكوم ( القيادة الأوروبية). ولكن خلافا لما هو الحال مع القيادات الأخرى فالأفريكوم تروج على أن مهمتها الرئيسية هي تحقيق الإستقرار. لقد أنشأت تلك القيادة كما قال الرئيس \" لتعزيز الجهود الأميركية لجلب السلام والأمن لشعب افريقيا ولتعزيز الصحة والتعليم والديموقراطية والتنمية الاقتصادية\" \r\n لا يعتقد القارئ انه أخطأ في قراءته. نعم . فمن عجب أن وزارة الدفاع الأميركية أصبحت لها قيادة عسكرية جديدة مكرسة بدرجة أو بأخرى لإرساء السلام والمحبة والتفاهم في افريقيا. فالأفريكوم ستجمع الأفراد العسكريين والموظفين المدنيين من وزارة الخارجية الأميركية والوكالة الاميركية للتنمية الدولية وغيرها من وكالات الولاياتالمتحدة وجل أنشطة العمل الإنساني للولايات المتحدة في افريقيا حيث ستقوم الأفريكوم بتنسيق عمل تلك المؤسسات. \r\n وبالفعل فقد تم نشر عسكريين اميركيين وإيصال مساعدات الى اللاجئين في تشاد وتدريب قوات حفظ السلام الأفريقية ومساعدة المسؤولين العسكريين الكونغوليين في وضع بروتوكولات لملاحقة الجرائم الجنسية. وأيضا تحت اشراف الافريكوم ستقوم الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي بتدريب الأفريقيين على مراقبة صناعة صيد الاسماك لديهم كما تقدم الوكالة الاميركية للتنمية الدولية وجبات طعام في غانا في حين يقوم أفراد البحرية الاميركية بطلاء فصول الدراسة في السنغال فيما تجري عمليات تبادل بين أفراد الجيش والقوات الجوية العاملين في المجال الطبي ونظرائهم في جيبوتي. \r\n فلماذا لا نحب الأفريكوم ؟ الواقع ان المشكلة مع أفريكوم أنها طموحة للغاية الى حد انها تركت كثيرا من المراقبين وقد انتابهم القلق واستحكمت بهم الحيرة. فإنشاء الأفريكوم لا يمثل سوى انعكاسا لإعتراف متأخر طال انتظاره من جانب البيت الأبيض ووزارة الدفاع أن الفقر العالمي والتنمية والديموقراطية وسيادة القانون ينبغي أن ينظر اليها على أنها قضايا أمنية بالنسبة للولايات المتحدة. ففي هذا العام المترابط لا يمكن للقوة العظمى أن تتجاهل الدول الأكثر فقرا وضعفا أو الشعوب البائسة اليائسة. \r\n فعندما تضعف المؤسسات الحاكمة ويتحول الناس الى اليأس من السهولة بمكان أن تتجذر الشبكات الارهابية والاجرامية وكذا فالأمراض الفتاكة أيضا من الممكن وصولها بسهولة الى الجيوب التابعة لنا. كما أن افريقيا تنتج 30% من واردات اليورانيوم في العالم و20% من اجمالي امدادات السوق العالمي من النفط. فإذا ما أدت حالة عدم الاستقرار الى ارباك تلك الواردات فسوف نعاني جميعا. \r\n وتأخذ الأفريكوم على محمل الجد تلك الطبيعة المتداخلة للتهديدات الأمنية الحديثة وتسجيب لذلك بالسعي الى دمج الجانبين الحازم واللين للقوة الأميركية. فمن خلال الأفريكوم يعمل الجنود والدبلوماسيون والأطباء والمعلمين وأفراد الشرطة والمهندسين معا لتعزيز الهدف الاميركي بتحقيق الاستقرار في أفريقيا. \r\n ولكن وعلى الرغم من ذلك التوجه المبتكر فإنها تحمل الصوت المألوف لجرسها وهو صوت لا يبعث على الاطمئنان لدى كثير من الآذان الأفريقية فهو شئ يذكر الكثير من الأفريقيين بالأيام السيئة القديمة للاستعمار عندما كانت القوى الاستعمارية الاوروبية تقوم بدمج قواتها العسكرية والاقتصادية والسياسية والدبلوماسية لفرض الهيمنة والاستغلال على الشعوب الأفريقية ومواردها. \r\n فتعزيز السلام والديموقراطية والتنمية كلها أمور جيدة ولكن الجهود التي تبذلها الولاياتالمتحدة ربما تكون اكثر استساغة لو لم تكن القفازات المخملية التي تقدم المعونة الخارجية تغطي تلك القبضة الحديدية للآلة الحربية المقاتلة الأشد فتكا في العالم. ويعتقد المتشككون أن إنشاء الأفريكوم يوحي بأن التدافع على افريقيا لم ينته بعد ولكنه يدخل مرحلة جديدة فحسب تسعى فيها الولاياتالمتحدة الى المحافظة على أفريقيا مستقرة ولكن وفق الشروط الأميركية. \r\n وذلك هو السبب أن البيت الابيض قد وجد نفسه في موقف المدافع عن الافريكوم مع حرص بوش على تجنب ذكرها خلال معظم جولته.إلا أنه ومع نهاية تلك الجولة قالها بوش : أريد أن أبدد فكرة أن اميركا قد بدأت فجأة تجلب شتى قدراتها العسكرية الى افريقيا. وهذا ببساطة غير حقيقي. \r\n بالطبع هو كذلك. \r\n \r\n روزا بروكس \r\n أستاذة بمركز القانون بجامعة جورج تاون \r\n خدمة لوس انجلوس تايمز وواشنطن بوست خاص بالوطن