\r\n لقد نقلت الشركات متعددة الجنسيات مصانعها إلى الصين ودول أخرى في محاولة منها للهرب من قوانين محلية مختلفة ومن بينها تشريعات وأنظمة بيئية تتطلب ضمان ان تكون مصانعها في الخارج تتوافق مع التشريعات الدولية المتعلقة بتخفيف انبعاثات الكربون. \r\n ومن ثم فإن عملية نقل الصناعات من الولاياتالمتحدة والدول الصناعية الأخرى هي السبب الذي جعل الصين تصبح اكبر دولة في العالم تنبعث منها الغازات المسببة للاحتباس الحراري، وأدى التوسع الصناعي في الصين إلى زيادة منشآت الطاقة التي تعمل بالفحم الأمر الذي خلف زيادة في انبعاثات ثاني اكسيد الكربون. \r\n ان المقاطعة الشاملة للبضائع الصينية في واقع الأمر تضر بالشعب الصيني اكثر من الشركات المتهربة من تشريعات الحد من التلوث التي نقلت منشآتها الصناعية إلى الصين إذ لا يزال اكثر سكان الصين يعيشون في مناطق ريفية ولا يسهمون في الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري، وقليل من الصينيين يملكون سيارات مقارنة بالولاياتالمتحدة التي تنتشر فيها البيوت متعددة السيارات. ببساطة العقوبات الشاملة على الصين غير مجدية وستضر بأناس أبرياء. \r\n لقد كان من الأفضل للحكومة الأميركية ان تشجع تأسيس صناعات خضراء تبيع خدمات ومنتجات مفيدة بيئيا للصين لمساعدة هذه الدولة الصناعية الناشئة على التكيف مع الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري. \r\n وحتى الآن كانت ولاية كاليفورنيا هي الرائدة في مجال تطوير التكنولوجيا الخضراء فيما تواصل إدارة بوش تتلكأ في هذا المجال. \r\n ولا يجب ان ننسى ان الصين صادقت على بروتوكول كيوتو الخاص بتقليل انبعاثات الغازات ولكن من دون تفويضات بنسبة التقليل المستهدفة. \r\n ولقد تحدث الرئيس الصيني هو جنتاو مؤيدا لكفاية الطاقة في الصين وانشاء حضارة بيئية، ولكن بسبب رفض إدارة بوش تقدم الركب في عملية التغير المناخي ورفضها لمعاهدة كيوتو، لم تشعر الصين والمكسيك ودول أخرى صناعية ناشئة بأنها مضطرة للعمل بشكل حاسم للحد من الانبعاثات. \r\n علاوة على ذلك، اشارت الصين باستمرار إلى الرفض الأميركي لمعاهدة كيوتو للدفاع عن قرارها بعدم الالتزام بحدود انبعاثات الغازات، ولا يستطيع المرء تجاهل اليد الخفية للشركات الأميركية ومتعددة الجنسيات الأخرى كونها المهندس الرئيسي وراء عدم الالتزام الصيني. وإذا كانت بعض الشركات متعددة الجنسيات تزعم أنها ملتزمة بالحد من انبعاثات الغازات في الداخل، فإنها لا تؤيد ذلك عندما يكون الحديث حول مصانعها في الصين. \r\n هناك أيضا شبح أن المحافظين الجدد الذين لا يعنيهم التغير المناخي العالمي ربما يستخدمون المقاطعة الخضراء للصين لأغراض سياسية خالصة. ولا يخفي مخططو المحافظين الجدد رغبتهم في كبح النفوذ الصيني على المسرح الدولي. \r\n ولقد اظهر علماء الصين في القمة الأخيرة حول التغير المناخي في بالي رغبتهم في مناقشة سقف الانبعاثات، ويرى هؤلاء العلماء كيف ان انبعاثات الغازات تتصاعد في الغلاف الجوي فتدمر العديد من المحميات الطبيعية الصينية ومن بينها مناطق زراعية مهمة. \r\n لكن طالما ان ثاني اكبر دولة مسببة لانبعاثات الغازات وهي الولاياتالمتحدة تتلكأ في الحد من انبعاثاتها فإن الصين لن تكون مضطرة لاتخاذ تحرك. ان إشراك الصين في قضايا البيئة وليس المقاطعة الاقتصادية للمنتجات الصينية هو الحل الوحيد القابل للتطبيق للتعامل مع شبح التغير المناخي العالمي. \r\n \r\n واين مادسن \r\n كاتب بصحيفة اونلاين جورنال الالكترونية \r\n خدمة ام سي تي خاص ب(الوطن) \r\n