جيري هكمس وزير الدفاع الفنلندي تخلى عن تحفظ بلاده التقليدي في عدم التعرض بالنقد لروسيا باعتبارها الجارة الكبرى التي يحسب لها ألف حساب ولفت الانظار الى روسيا ومواقفها الجديدة. \r\n \r\n عادت روسيا لتثير القلق في العقلية الأوروبية وتبخرت كل تلك الآمال باحتواء روسيا عقب انهيار الاتحاد السوفياتي. \r\n \r\n الرئيس الأميركي بوش ليست له مواقف ثابتة تجاه روسيا فقد سمح لها بالتدخل في إيران والعمل على حمايتها من أية عقوبات دولية كما سمح لها بالتلويح باستخدام حق الفيتو ضد أي قرار تتخذه الأممالمتحدة للاعتراف باستقلال اقليم كوسوفا أما الدول التي تشعر بالتهديد الروسي فهي الدول الاسكندنافية التي تعتبر نفسها أنها تتعرض حاليا لحملة تخويف من روسيا. \r\n \r\n النرويج تشعر بالقلق أكثر من غيرها وورد ذلك واضحا على لسان قائد الأركان فيها وذلك بسبب التوجه الروسي للبحث عن النفط والغاز في المنطقة القطبية وما يخيف النرويح أكثر هو أنها لا تتوقع الحصول على الكثير من المساعدة من الناتو إذا ما تفجر «نزاع خطير» ونقل عن الجنرال سفير ديزن قوله إنه لا يوجد حاليا أي خطر بنشوب حرب ولكن يوجد بالتأكيد «مناطق رمادية». \r\n \r\n في السويد استقال وزير الدفاع المحافظ بسبب الخطط الحكومية لتخفيف نفقات الدفاع ووصف ذلك بأنه لا يمكن «التسامح تجاهه» هناك أناس في السويد رفعوا أصواتهم بضرورة انضمام بلادهم لحلف الناتو مما يعني التخلي عن الحياد الذي اخذت به السويد لعقود طويلة خلال الشهور الخمسة الماضية، أقدمت طائرات حربية روسية على اختراق المجال الجوي النرويجي 18 مرة مما دفع بالنرويج لإرسال طائراتها. \r\n \r\n الغرب يحاول الآن التعامل بتعقل مع روسيا تجنبا لإثارتها حيث لم تعد روسيا ذلك البلد المنهار اقتصاديا وعسكريا الذي عرفه الغرب أيام يلتسين، بل هي بلد يمتلك الآن اقتصادا قويا وجيشا لا يستهان به على كافة المستويات. وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن موافقة إدارة بوش على تأخير مطالبة الأممالمتحدة بالإسراع في فرض عقوبات على إيران جاء «كتنازل» لألمانيا وروسيا والصين. وذكر أحد الخبراء ان فنلندا تواجه اليوم تحديات أمنية ثلاثة وهي ذلك البلد الذي بقي آمنا طوال العقود الماضية، وهذه التحديات الثلاثة هي «روسيا وروسيا وروسيا» لا أحد يتوقع قيام روسيا بتهديد أمن فنلندا مباشرة ولكن ليس بوسع أحد أن ينفي أن هناك توترا في الأجواء. المعروف عن فنلندا أنها تتجنب إثارة غضب الدب الروسي وظهر ذلك جليا خلال فترة الحرب الباردة. روسيا تسعى الآن لفرض احترامها على الجميع وفي مقدمتهم الدول المجاورة لها، التهديد الروسي لا يقتصر على الدول الاسكندنافية بل يمتد ليصل إلى الدول الأكبر. الرئيس بوش يتجنب إغضاب روسيا أيضا ولا يريد أن يضيف وجود علاقات سيئة مع روسيا إلى قائمة فشله الطويلة في أماكن أخرى كثيرة في العالم. \r\n \r\n هل بإمكان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لعب دورا في هذا المجال؟، ساركوزي يريد لفرنسا أن تقود أوروبا وهو دون شك تحدث بصراحة إلى الكرملين من أجل تصفية الأجواء لصالح أوروبا.. كل أوروبا. \r\n \r\n روسيا تقول ان البرنامج النووي الإيراني ذو طبيعة سلمية وليس هناك أحد في الغرب يحاول تكذيب موسكو بل يريدون التأكد من ذلك. \r\n \r\n إن موسكو على ما يبدو تعمل حاليا على إلزام جيرانها الصمت تماما كما كان عليه الوضع خلال الحقبة السوفياتية، وإلا فإنه سيتوجب عليها تحمل غضب الدب الروسي. \r\n