\r\n فقد عبّرت جمهورية تشيكيا وبولندا و-اعتباراً من الجمعة- بريطانيا عن رغبتها في احتضان أجزاء من الدرع، وذلك بالرغم من ازدياد المعارضة الروسية للمخطط، في حين آثرت دول أخرى معروفة بمناوءتها للفكرة لزوم الصمت. أما الدافع، فهو المخاوف من إيران نووية. \r\n \r\n وفي هذا الإطار، يرى \"تيم ويليامز\"، المحلل الأوروبي المختص في شؤون الأمن ب\"معهد دراسات الأمن والدفاع\" في لندن:\"كل هذه التطورات سببها إيران\"، مضيفاً \"ذلك أن الحكومات ترى أن الصواريخ الإيرانية تستطيع الوصول إلى أوروبا، وهكذا أصبح الأوروبيون فجأة قلقين جداً من التهديد التي تطرحه الصواريخ الباليستية. وبالتالي، فهم مضطرون اليوم للبحث عن دفاعات صاروخية\". \r\n \r\n وكانت بعض وسائل الإعلام الإيرانية أفادت يوم الأحد أن طهران قامت بإطلاق صاروخ في الفضاء، وهو ما أذكى التكهنات بأن إيران باتت قريبة من اكتساب القدرات التكنولوجية لإطلاق صواريخ عابرة للقارات. إلا أن الخبر، الذي نقل تصريحات عن رئيس \"مركز البحث الفضائي\" الإيراني، سرعان ما نفاه نائبه في وقت لاحق. وإضافة إلى ذلك، فقد كان كلام الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد واضحاً وصريحاً حين شبّه برنامج بلاده النووي، في أفق اجتماع مجلس الأمن الدولي اليوم لتباحث الموضوع، بقطار لا فرامل له. \r\n \r\n وترغب الولاياتالمتحدة، التي ترى أن من شأن درع أوروبي اعتراض الصواريخ الباليستية التي قد تطلقها \"دول مارقة\"، أن تنشئ محطة رادار في جمهورية تشيكيا وقاعدة مماثلة تتوفر على 10 صواريخ اعتراضية في بولندا المجاورة. ولهذا الغرض، أبلغت الولاياتالمتحدة الشهر الماضي الحكومتين التشيكية والبولندية رسمياً بخصوص موضوع احتضان الدرع. \r\n \r\n ومنذ ذلك الوقت، تلاحقت التطورات بسرعة؛ حيث التقى رئيس الوزراء التشيكي \"ميريك توبولانيك\" قبل نحو أسبوع مع نظيره البولندي \"جاروسلاف كاتشينسكي\" في وارسو، وأعلن أن الزعيمين يتوقعان المضي قدماً في تنفيذ المخطط. ويوم الجمعة، أكدت بريطانيا أن رئيس الوزراء البريطاني توني بلير يخوض محادثات مع الولاياتالمتحدة بخصوص وضع أنظمة دفاع مضادة للصواريخ الباليستية في تشيكيا في إطار الدرع. هذا، ومن المرتقب أن يسافر الرئيس التشيكي \"فويسلاف كلاوس\" الشهر المقبل إلى واشنطن قصد مناقشة الموضوع مع نائب الرئيس الأميركي \"ديك تشيني\". كما يدرس الرئيس بوش حالياً فكرة القيام بزيارة إلى بولندا، وجمهورية تشيكيا الصيف المقبل. \r\n \r\n ومما يجدر ذكره في هذا السياق أن قاعدتين اثنتين– واحدة في ألاسكا والأخرى في كاليفورنيا، يُعتقد أنهما تضمان 13 صاروخاً و3 صواريخ على التوالي- هما اللتان تشكلان درع الصواريخ الدفاعية الأميركية. غير أن المنتقدين يرون أن جدوى تكنولوجيا الدفاع الصاروخي ما زالت غير أكيدة. \r\n \r\n والحال أن الرئيس بوش جعل من الدرع الصاروخي أحد أولوياته، حيث رصد 18.5 مليار دولار للبرنامج إلى غاية 2009. كما أفادت وسائل الإعلام التشيكية أن الولاياتالمتحدة تعتزم رصد 118 مليون دولار لإنشاء قاعدة في أوروبا الوسطى هذا العام. وفي هذا الإطار، يقول \"ويليامز\" إن الولاياتالمتحدة ترغب في التحرك بسرعة بخصوص هذا الموضوع لأنها أنفقت أموالا طائلة على البرنامج، وترغب في إظهار تقدم ما على هذا المستوى\". ويقضي المخطط ببناء القاعدة ومحطة الرادار العام المقبل، ويرتقب أن تنتهي أشغال ربط محطات الدرع بنهاية 2012. \r\n \r\n حتى الآن، تعد روسيا أكبر مناوئ للمخطط؛ بل إن جنرالاً روسيا ذهب إلى حد تهديد التشيكيين والبولنديين مؤخراً بضربة صاروخية في المستقبل. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال في وقت سابق من هذا الشهر في ميونيخ إن من شأن درع الصواريخ أن يغرق العالم في سباق جديد للتسلح، وإن الولاياتالمتحدة وأوروبا وروسيا باتت على حافة حرب باردة جديدة. أما \"أليكسي فيدوتوف\"، سفير موسكو في براغ، فيرى \"أن الدرع المقترح خطير للغاية على اعتبار أنه ينسف التوازن الاستراتيجي الذي يوجد اليوم في أوروبا\". \r\n \r\n ولئن كانت ألمانيا قد لامت الولاياتالمتحدة عدم قيامها بإبلاغ روسيا بشأن مخططاتها القاضية ببناء قاعدة لأنظمة الدفاع المضادة للصواريخ الباليستية في بولندا، فإنها بدت أيضاً مؤيدة نوعا ما للولايات المتحدة، حيث دعت إلى مناقشة جادة للمقترح من دون احتجاجات و\"تلميحات معادية للولايات المتحدة\". أما فرنسا، التي تعد من أكبر المعارضين في أوروبا للدفاع الصاروخي، فقد لزمت الصمت حيال الموضوع، وكذلك فعلت الدنمارك والسويد– وهما دولتان عُرفتا برفضهما لمخططات أميركية سابقة للدفاع الصاروخي. \r\n \r\n واللافت أن الولاياتالمتحدة تمضي قدماً في مخططها خارج إطار \"الناتو\"، الذي مازال مقترحُه الرامي لتدشين درعِه الصاروخي الخاص به متعثراً بعد سنوات من دراسات الجدوى. والحال أن بعض الخبراء يرون أن \"الناتو\" نفسه هو الذي يتحمل قسطاً من المسؤولية عن اعتراض روسيا الشديد على بناء قاعدة أميركية للصواريخ في أوروبا؛ حيث راقبت موسكو، منذ انهيار الشيوعية، توسع \"الناتو\" إلى حدودها الغربية، ضاماً بذلك معظم الدول التي كانت تشكل الكتلة الشرقية السابقة. \r\n \r\n وفي هذا السياق، يقول \"إيفان سافرانشوك\"، مدير فرع \"معهد الأمن العالمي\" في موسكو: \"ثمة لحظة يتذكر خلالها المرء فجأة كل الأشياء السلبية التي كانت تحدث خلال إحدى الفترات. يتأملها المرء، فيرى سلسلة من المؤشرات السلبية، ولا يمكنه أن يتجاهلها\". \r\n \r\n \r\n جيفري وايت \r\n \r\n مراسل \"كريستيان ساينس مونيتور\" في براغ- جمهورية تشيكيا \r\n \r\n ينشر بترتيب خاص مع خدمة \"كريستيان ساينس مونيتور\". \r\n \r\n