\r\n وتواجه بريطانيا وكنداوهولندا حالة من القرارات الحاسمة, حول ما اذا كانت ستجدد التزاماتها في منطقة تتصاعد فيها اعمال العنف, وتتولى فيها القوات الهولندية المشاركة قيادة قوات التحالف, التي تقاتل المقاومة المتزايدة من جانب قوات طالبان والقاعدة. \r\n \r\n ويأتي الجدل المستحكم في اوروبا بينما يتوقع للفوضى, التي تطغى على الحزب الليبرالي الديمقراطي في اليابان, بعد استقالة رئيس الوزراء سينزو أبي, ان تقطع او تنهي مشاركة القوة البحرية اليابانية, المستمرة في افغانستان منذ ست سنوات. ويذكر في هذا الشأن, انه على حكومة طوكيو الاعتداد بمصادقة برلمانية على تمديد مهمة القوات هناك بعد الاول من تشرين الثاني المقبل. \r\n \r\n وفي هذا الخصوص ايضا, قال سيكوفان فان دير مير, خبير الشؤون الامنية في \"معهد هولندا للعلاقات الدولية\", بأن \"الحكومة الهولندية تواجه اتخاذ قرار صعب للغاية, بشأن التوصية بتمديد مهمة القوات او انهائها كما هو مخطط, ذلك ان عدد الدول الراغبة في تقديم المساعدة العسكرية في جنوبافغانستان ضئيل للغاية. فالمانيا تقول انها راغبة في تقديم المساعدة, لكن ليس في منطقة الجنوب الخطرة, علما بان الهولنديين ملتزمون بالمشاركة بألفين من القوات حتى عام .2008 \r\n \r\n وطلب جاب دي هوب شيفر, أمين عام الناتو, الى المانيا مؤخرا, ان تعيد نشر قواتها, البالغ عددها 3200 جندي, من شمالي افغانستان الى جنوبه. غير ان الائتلاف الحاكم من المحافظين في حكومة المستشارة انجيلا ميركل, ومن الديمقراطيين الاجتماعيين رفض هذا الطلب قائلا ان القوات الالمانية تقوم بمهمة كبيرة منذ مدة. \r\n \r\n تتمركز القوات الالمانية في ولاية قندوس الآمنة نسبيا, وتضطلع بمهمة في غاية الدقة والحزم. وقد اقترح وزير الدفاع الالماني مؤخرا, فرانز-جوزيف يونغ, ان يساعد الجنود الالمان في تدريب الجيش الافغاني في الجنوب, مع معارضة بعض قوى الائتلاف الحكومي لانتشار القوات الالمانية في الجنوب الافغاني, ودعوة بعض قوى المعارضة الى سحب جميع القوات الالمانية من افغانستان. \r\n \r\n وفي هولندا, أرجأت الحكومة اجراء مناقشة برلمانية, هذا الخريف, حول اسهامها في قوات التحالف, لان موضوع نشر القوات الهولندية في افغانستان ينطوي على حساسية سياسية كبيرة. وقال فان دير مير إن \"هذا الامر اصبح مسألة في غاية التعقيد. فالجنود الهولنديون أُرسلوا بداية لدعم سياسة اعادة اعمار افغانستان واحلال الاستقرار فيها, لكن انتهى بهم المطاف في مهمة قتالية خطيرة, والتي لم تكن في الحقيقة مهمة الناتو بأي شكل من الاشكال. اذ يفترض في الناتو ان يكون عامل استقرار\". \r\n \r\n ويساور القلق كلا من الهولنديين والناتو, من حيث انه حتى لو قررت الحكومة الهولندية الابقاء على قواتها في الجنوب الافغاني, لكن بعدد مقلص منها, فإن التحالف سيقع تحت ضغط شديد للبحث عن دولة اخرى تقبل بتولي قيادة القوات هناك. ويعمل الجنرال راي هينولت, رئيس اللجنة العسكرية للناتو, وهو كندي, باحثا عن دولة اخرى عضو في الناتو, كبديل لهولندا, قائدة القوات هناك. \r\n \r\n واثناء زيارة قام بها هينولت لاستراليا, في الفترة الاخيرة, طلب الى وزير الدفاع بريندن نيلسون ان كانت حكومة بلاده تقبل-وهي المؤيد القوي للحرب على الارهاب التي تقودها الولاياتالمتحدة-ان تتولى مهمة قيادة قوات التحالف. فرفض نيلسون. وفي هذا الخصوص, قال هينولت, \"حتى اللحظة, فهمت بكل وضوح ان استراليا تفضل ان تتعاون مع دولة رئيسة, وخاصة ان تكون دولة عضو في الناتو, كي تستمر في مهمتها في افغانستان\". ويذكر هنا ان لاستراليا قوات في افغانستان تعد 1000 جندي, وهو عدد يفوق قوات اي دولة مشاركة ليست عضوا في الناتو. \r\n \r\n وعلى حكومة الاقلية المحافظة في كندا ان تقرر, في غضون الاسابيع المقبلة, ان كانت ستبقي على مهمة القوات في افغانستان جزءا من برنامجها. فمن المفترض لقواتها, البالغ عددها 2500 جندي, ان تبقى هناك حتى عام .2009 \r\n \r\n وقال السفير الكندي لدى المانيا, مؤخرا, ان قوات الناتو, البالغ عددها 30.000 جندي, معظمها خارج اطار العمل في الجنوب, والقوات الامريكية البالغ عددها 10000 جندي, انما هي قليلة جدا \"ومن الطبيعي ان نرحب ان وافقت المانيا وغيرها من الدول على ارسال المزيد من القوات\". \r\n \r\n وبريطانيا, التي قلصت حجم قواتها في العراق, قد ضاعفتها في افغانستان من 3300 جندي الى 5800 وعبر رئيس الحكومة البريطانية غوردون براون علنا عن دعمه القوي لوجود بريطاني اكبر في افغانستان, شريطة توافر دعم اكبر من جانب الناتو. وحسب بعض محللي الشؤون الامنية, فان ذلك غير مرجح. اذ قالت كلارا أو دونيل, خبيرة شؤون الدفاع لدى \"مركز الاصلاح الاوروبي\" في لندن, لطالما يعاني الناتو من نقص في القوات والمعدات. والآن, ومع الجدل الدائر حول مستقبل مشاركة الهولنديين والكنديين, اضافة الى القيود التي تفرضها دول اخرى, فان عدد القوات سيكون اقل على الارجح\". \r\n \r\n وقد اعلنت حكومة كوريا الجنوبية, من جانبها الشهر الماضي, انها ستسحب قواتها ذات ال 200 جندي, العاملة مع القوات الامريكية في افغانستان, في اعقاب اخذ 23 متطوعا من بلادها رهائن على ايدي طالبان. \r\n \r\n وفي ايطاليا, حازت حكومة رئيس الوزراء رومانو برودي على ثقة البرلمان بشق الانفس, عندما تمسكت المعارضة بسحب جميع القوات الايطالية من افغانستان. لكن برودي نجا بالتصويت في البرلمان, والقوات الايطالية ما زالت باقية هناك. \r\n \r\n ولا ترغب البلدان الاوروبية الكبرى الاخرى, بما فيها ايطاليا واسبانيا, في ارسال قواتها الى جنوبافغانستان, قائلة ان قرارات انتشارها لا تسمح بذلك وقال دي هوب شيفر, انه \"لا يعتقد ان الامور ستتغير في اي وقت قريب. مضيفا بانه \"ان كانت افغانستان هي اكبر مهمة للناتو, فعلى الدول الاعضاء فيه ان تفي بالتزاماتها\".0 \r\n \r\n \r\n