\r\n يصرح مسؤولو الادارة علنا بانهم سيظلون ملتزمين برئيس الوزراء نوري المالكي, هذا بالرغم من ان حكومته المنتخبة فشلت في تحقيق اي من الخطوات الهامة نحو المصالحة الوطنية, بعد مرور سنة عليها في الحكم, والمقصود بالخطوات الهامة \"العلاقات\" التشريعية البارزة التي يسعى اليها المسؤولون الامريكيون. \r\n \r\n ومع ذلك, يعترف بعض المسؤولين الامريكيين سرا, بان الضجة القائمة في الكونغرس, للمطالبة بايجاد طريقة اخرى للمعالجة, ستزداد حدة خلال الاشهر المقبلة ان لم يتم احراز تقدم في اخماد العنف الطائفي, واشراك المزيد من الاقلية السنية في الحكومة, والتوزيع العادل للموارد النفطية للبلاد. \r\n \r\n قال احد المسؤولين الامريكيين, طلب عدم ذكر اسمه, ان التدخل هو الاغراء الابدي لدى الامريكيين, وكلما اقتربنا من السقوط, ولم تتحقق هذه العلامات البارزة.. سيتعاظم الميل الى فكرة بانه في حالة تغيير الشخص, سنتمكن من العودة الى المسار الاصلي\".. \r\n \r\n وبرغم تعهد المسؤولين الامريكيين بعدم التدخل في شؤون الحكومة التي اوجدوها, الا انهم جعلوا نفوذهم وتأثيرهم يعطي ثمارا باستمرار, بما في ذلك اختيار المالكي رئيسا للوزراء اوائل عام ,2006 وفي كانون الثاني من هذا العام, اخذ كبار المسؤولين الامريكيين بعين الاعتبار اقتراح محاولة اعادة ترتيب اوضاع النظام السياسي القائم على التكتلات السياسية, باقامة ائتلاف معتدل جديد. \r\n \r\n وبامكان الامريكيين تحريك عملية اجراء تغيير من خلال قنوات ديبلوماسية واسعة, كما انهم قادرون على استعمال نفوذهم لدى جماعات وقيادات عراقية اخرى لاعادة تنظيم النظام السياسي في بغداد, فواشنطن قد تشجع على التصويت بعدم الثقة بحكومة المالكي في البرلمان, مثلا, وبعدها تعمل بهدوء على اقامة ائتلاف جديد لاختيار رئيس جديد للوزراء وفق اهواء الائتلاف الجديد, يقول محللون. \r\n \r\n تتوافر القناعة لدى الكثيرين من العراقيين, ولدى العرب في الدول المجاورة, بان هذه الخطوة الامريكية وتطبيقها هي مسألة وقت ليس الا, اخذا بالاعتبار الشلل السياسي في بغداد, ومن دلالات هذه التوقعات المتنامية, وجود تنظيمين سياسيين عراقيين يحاولان الحصول على الدعم الامريكي كبديل للحكومة الحالية, حسب ما يقول مسؤولون امريكيون. \r\n \r\n فيسعى حزب بقيادة الرئيس السابق للحكومة الانتقالية, اياد علاوي, الذي يحظى بتأييد ضمني من السعودية ومصر ودول الخليج, يسعى الى حشد حلفاء له داخل العراق, وفي واشنطن ايضا, على ذمة مسؤولين اميركيين, وبأمل ان يتحقق هذا الدعم حاول حلفاء علاوي من البلدان المجاورة, تنظيم حضوره المؤتمر الخاص بالعراق, والذي انعقد بمنتجع شرم الشيخ في مصر اوائل الشهر الجاري. غير انه تم التخلي عن هذه الخطة, اذ هدد المالكي برفض المشاركة فيه, ان كان من سيخلفه في رئاسة الحكومة مستقبلا حاضرا في المؤتمر. \r\n \r\n في الوقت ذاته, هناك الحزب المعروف منذ وقت طويل باسم المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق, وهو اكبر تنظيم شيعي, الذي اخذ يغير صورته كي يبدو منسجما اكثر مع الخط العام السائد, واكثر قبولا, قال مسؤولون امريكيون ومن اشارات هذا التغيير ان اعلن هذا الحزب مؤخرا باسقاط كلمة \"الثورة\" من اسمه, واصبح يعرف الان باسم \"المجلس الاسلامي العراقي الاعلى\". \r\n \r\n اما في الولاياتالمتحدة, يتعرض البيت الابيض لضغط الحزبين المتزايد في مجلسي الكونغرس. وعلى الرغم من ان الجمهوريين في الكونغرس كانوا راغبين عن انتقاد استراتيجية الرئيس بوش حول نشر القوات الامريكية الاضافية في العراق, فانهم عبروا عن كدرهم من حكومة المالكي, فقال زعيم الاقلية في مجلس الشيوخ, السيناتور ميتش ماك كونيل, \"على الحكومة العراقية ان تفهم بان الوقت يضيع في انجاز مهمتها\". \r\n \r\n وهناك زعماء عراقيون اخرون يحظون باعجاب مسؤولين من داخل الادارة الامريكية. فلعلاوي انصار يدافعون عنه في ال \"سي.آي.إيه\" ووزارة الخارجية, وغالبا ما اتهمت حكومته الانتقالية, التي تشكلت بضغط امريكي شديد, اتهمت بالفساد, وفقدت شعبيتها بين السنة والشيعة على حد سواء, بسبب تأييده للحملة العسكرية الامريكية على النجف والفلوجة, ولما ترشح العلاوي في انتخابات ,2005 طالب بعض المسؤولين في الادارة بذل جهد خاص لانجاح برنامجه, وقد اسقط هذه الفكرة كبار المسؤولين فيها وبالنتيجة, حصلت قائمته على 14 بالمئة من الاصوات. \r\n \r\n ونائب الرئيس العراقي عادل عبدالمهدي, وعضو المجلس الاسلامي العراقي الاعلى يتمتع بتأييد واشنطن, بمن فيها ميغان اوسوليفان, احد المعاونين في مجلس الامن القومي, والتي استقالت مؤخرا من وظيفتها كمشرفة على متابعة سياسة البيت الابيض حول العراق. \r\n \r\n ومنذ كانون الثاني المنصرم, وعندما رفضت الادارة اقتراح محاولة تشكيل ائتلاف جديد للحكم في العراق, اتخذ العديد من المسؤولين موقف الحذر الشديد. اذ كانوا يخشون ان يؤدي الضغط الامريكي الى عزل العراقيين, والى نسف ادعاءات بوش بتدعيم الديمقراطية, لكن دون نتائج ملموسة, وفي هذا الشأن, يحذر محللون اجانب من التدخل, ويشككون في قيمة اية قيادة جديدة خلال فترة وجود ازمة, فيقول دانيال بليتكا, نائب رئيس معهد انتربرايز الامريكي, \"سيظل الاغراء قائما بصورة دائمة لمحاولة اعادة ترتيب اوضاع الحكومة العراقية.. لكن المؤسسات هي الاهم من الناحية الجوهرية, اما الشخص, فليس معيار النجاح, \"وقال الان لايبسون, رئيس مركز هنري ستيمسون في واشنطن, ان المالكي تلك \"الشخصية الشعبية الجاذبية المتميزة, لكنه ما من ضمانة هناك باننا سنحصل على ما نريد ان نحن اجرينا تغييرا في الاطراف\". \r\n \r\n يتمثل الاسلوب الراهن للولايات المتحدة في محاولة الضغط على حكومة المالكي ومداهنتها, بغاية اتخاذ خطوات واجراءات رئيسة باتجاه المصالحة السياسية.. وتشتمل اهداف الولاياتالمتحدة على اقرار قانون يقضي بتوزيع العائدات النفطية بين الجماعات العرقية والطائفية, وقانون اخر يتيح لمن كانوا ذات يوم اعضاء في حزب البعث المحظور بالعودة الى الحكومة واجهزتها. \r\n \r\n وفي الفترة الاخيرة, قام عدد من المسؤولين الامريكيين, بمن فيهم نائب الرئيس ديك تشيني, بزيارة المالكي, وقد جمع تشيني المسؤولين العراقيين في سفارته ببغداد, وقال لهم: \"بكل صراحة, عليكم القيام بعمل ما\" كما يستذكر ذلك محمود عثمان, عضو البرلمان, واضاف تشيني محذرا, \"ان لم تقدموا شيئا, فلن نستطيع الدفاع عنكم\". \r\n \r\n حتى الان, لم تتمخض الاستراتيجية الامريكية الا عن نتائج ضئيلة, ففي شهر شباط الفائت, اعلن المسؤولون الامريكيون ان اقرار قانون النفط اصبح قاب قوسين. لكن التقدم في هذه العملية توقف منذ ذلك التاريخ, وفي مقابلة هاتفية جرت مؤخرا, صعق مسؤول امريكي في بغداد الديبلوماسيين الموجودين في مقر وزارة الخارجية بواشنطن بتقريره المتجهم عن قانون النفط. فسأله احد ديبلوماسيي واشنطن دون تفكير, وماذا تعني؟ لطالما زعمنا اننا نجحنا في تحقيق ذلك, والرئيس يتفاخر بذلك\" كما قال احد الحاضرين. \r\n \r\n وفي احدى المحاولات المحدودة للتدخل, طرح مسؤولون امريكيون اقتراحا لتغيير توزيع السلطة في العراق, ويرى هؤلاء ان يعمل المالكي على القرارات الرئيسية مع مجلس الرئاسة, المؤلف من ثلاثة اشخاص تعتبرهم واشنطن بنائين ومعتدلين, هم: الرئيس جلال الطالباني, كردي, ونائب الرئيس عبدالمهدي, شيعي, ونائب الرئيس طارق الهاشمي, سني, وقد اعترض المالكي على ذلك في البداية, معتبرا الاقتراح تعديا على صلاحياته, لكنه قال بعد ذلك انه منفتح على الفكرة, وقال محللون ان بامكان الامريكيين تشكيل حكومة جديدة من دون ان يتركوا بصمة اصابعهم عليها. كما ان بامكان ادارة بوش ان تمارس ضغطها بهدوء, في اختيار رئيس جديد للحكومة, في حالة سقوط حكومة المالكي بنجاح التصويت بعدم الثقة عليها في البرلمان, فمقتضى احكام البرلمان, تتطلب الدعوة الى طرح الثقة بالحكومة طلبا من 50 عضوا فقط, وتسقط الحكومة ان لم تحظ بتأييد نصف اعضاء البرلمان البالغ عددهم 275 عضوا ويذكر هنا ان كتلة حزب الفضيلة الاسلامية وكتلة مقتدى الصدر انسحبتا من حكومة المالكي الائتلافية, وفي هذا الخصوص, قال جوان كول, الخبير في الشؤون العراقية بجامعة ميتشيغان, ان قرر نواب اخرون التخلي عن المالكي, فمن الصعب عليه النجاح في كسب الثقة بالتصويت\". \r\n \r\n ومع هذا, فان تشكيل حكومة جديدة قد يستغرق اشهرا, وهذا وقت لا تملكه ادارة بوش, كما ان الامل بان يكون رئيس الحكومة الجديد موفقا يستدعي الكثير من التفاؤل, فالامريكيون قدموا رؤساء الحكومات الثلاثة الاولين بالاحتضان نفسه, مبجلين العلاوي والجعفري والمالكي على انهم \"رجالهم القادرون على اتخاذ القرارات الصعبة, والذين يمكن العمل معهم\" كما يقول مسؤولون امريكيون. غير ان الاسلوب كان يتغير في كل حالة بسرعة. \"انه التحمس, ثم التحرر من الوهم\". \r\n