\r\n ويقول مستشار الأمن الوطني السابق انه لم يختر بعد المرشح الذي يمكنه طبقا لكتابه وهو بعنوان «الفرصة الثانية» تقديم وقف تدهور البلاد كقوة عظمى. ولكن التركيز على ضرورة تغيير السياسة الخارجية الأميركية، فإن وصفته تبدو مجهزة خصيصا لسناتور من الينوي. وفي كل عبارة وإشارة، يقول اوباما للعالم الغاضب «القوا نظرة جديدة. أمثل دولة مختلفة عن تلك التي تعتقدون انكم تعرفونها». \r\n \r\n واوباما محدود للغاية كرئيس للسياسة الخارجية، بسبب افتقاره الشامل للخبرة. وهذا هو الجانب الآخر لاعتبارك وجها جديدا غير مقيد بالماضي. ومن الصعب معرفة وجهات نظر اوباما في القضية الرئيسية، فيما عدا العراق. ولذا فلنركز على بريجنسكي، استاذ السياسة الخارجية وليس التلميذ المحتمل. \r\n \r\n اولا مديح بريجنسكي: اذا كان هناك محلل في مجال السياسة الخارجية الذي كسب الاحترام اليوم، فهو هذا الخبير المخضرم البالغ من العمر 78 سنة من عهد كارتر. كان بريجنسكي محقا بخصوص العراق، وحذر في وقت مبكر وبشدة من أخطار الغزو الأميركي عندما كان العديد من محللي السياسة الخارجية ومن بينهم كاتب هذا السطور يؤيدون بدرجات مختلفة قرار بوش بدخول الحرب. \r\n \r\n ودفع بريجنسكي ثمنا لصراحته فقد تم استبعاده من بعض الدوائر المقربة التي يحضرها مستشارو الأمن الوطني السابقون الذين لم يثيروا ضجة. وفي هذا المجال فإن وضعه كشخصية من الخارج افاده افادة كبيرة (بينما اثبت وضع هنري كيسنجر المقرب من السلطة انه عقبة بالنسبة لوزير الخارجية السابق). ولذا يجب علينا في مجال السياسة الخارجية الاستماع بطريقة حذرة لما يقوله بريجنسكي. \r\n \r\n وكتاب «الفرصة الثانية» معد كتحليل لكيفية فشل آخر ثلاثة رؤساء اميركيين في خلق قوة عظمى اميركية حقيقية بعد انتهاء الحرب الباردة. ويحتوي الكتاب على بعض التحليل المهم حول جورج بوش الاب وبيل كلينتون. فبوش الأب «مدير عظيم للازمات، ولكن ليست لديه رؤية استراتيجية، الذي نجح نجاحا كبيرا في تلطيف انهيار الامبراطورية السوفياتية، ولكنه فشل في الاستفادة من الفرص التي خلقتها سياسته. اما كلينتون فقد كان «الرمز المثالي لأميركا القوية ولكن الطيبة»، ولكنه كان واقعا تحت سيطرة رؤيته للعولمة الحتمية. \r\n \r\n ولكن هذا مجرد تلطيف ان تركيز بريجنسكي الحقيقي هو «القيادة الكارثية» للرئيس الحالي، ويعرف مشاهدو برامج الحوار التلفزيونية آراء بريجنسكي، ولكنه يقدمها في الكتاب بلهجة متشددة: الحرب في العراق «تسببت في اضرار بوضع أميركا العالمي»، وكانت «كارثة جيوسياسية» و«وزادت التهديدات الإرهابية ضد الولاياتالمتحدة. وطبقا لرأي بريجنسكي فإن ما يدفع رئاسة بوش حتى الآن خارج الخط، هو مزيج من تفاؤل مشرق «لنهاية التاريخ» بخصوص قدرة أميركا على فرض قيمها مع كآبة صدام الحضارات بخصوص التهديد، الذي يمثل العدو المسلم. \r\n \r\n والجزء الأكثر اثارة في كتاب بريجنسكي هو ما أصفه بأنه مانيفستو أوباما (لا يسميها اوباما بهذا الاسم، ولكن لا اعتقد انه سيعترض على هذا الوصف). ويوضح بريجنسكي ان العالم اليوم يتعرض الى صحوة سياسية عالمية، وهي واضحة في اشكال راديكالية مختلفة من العراق الى اندونيسيا، ومن بوليفيا الى التبت. وعلى الرغم من أن أميركا ركزت مفهومها على ما يريده الناس (الديموقراطية والثروة الناجمة عن حرية التجارة والأسواق المفتوحة)، إلا ان بريجنسكي يشير الى توجه آخر: الكرامة. \r\n \r\n وأوضح برجنسكي ان «الرغبة العالمية للكرامة الانسانية هي التحدي الرئيسي المتأصل في ظاهرة الصحوة السياسية العالمية». وقلقه هو ان أميركا التي اضعفها الانغماس الذاتي في الماديات والنواقص الاجتماعية والجهل العام بخصوص العالم لن يحقق ذلك. ويشير بريجنسكي إلى أن الرئيس القادم سيحتاج الى الاستيعاب المميز لروح العصر في عالم متفاعل، ويحركه وينشطه احساس غامض، ولكنه منتشر بالظلم في الظروف الانسانية». هل هذا الشخص هو باراك اوباما؟ من الصعب معرفة ذلك. الرجل لا يزال صفحة خالية. ولكن بريجنسكي وصفه تحدى قيادة اميركا المستقبلية بوضوح غير عادي. ويحذر بريجنسكي من انه اذا لم نختر زعيما بهذه الصفات، فإننا سنفقد فرصتنا الثانية وربما الأخيرة. ما هو رد أوباما والمرشحين في الأحزاب الأخرى على الاختبار الذي يضعه البروفيسور المخضرم في جامعة كولومبيا؟ هذا هو الاختبار الذي اتمنى رؤيته. \r\n \r\n \r\n * خدمة «كتاب واشنطن بوست» \r\n