\r\n \r\n \r\n لكن لا أحد يستطيع أن يمنع الكونجرس من استخدام قوة التمويل التي يملكها لمنع هجوم أميركي جديد على إيران، لاسيما وأن الرئيس بوش والمحيطين به من \"المحافظين الجدد\" ما فتئوا يقرعون طبول الحرب ضد إيران منذ 2003 عندما أدخل الرئيس بوش إيران ضمن \"محور الشر\" في خطابه. ولعلنا ما زلنا نذكر تعليق أحد المسؤولين البارزين في الإدارة الأميركية لصحيفة \"نيويورك تايمز\" عقب الحرب على العراق الذي نصح فيه إيران بأن تشرع في \"عد الوقت\" الذي ستحين فيه ساعتها. \r\n \r\n وفي خطابه الأخير الذي شرح فيه خطته لرفع عدد الجنود في العراق أطلق بوش تهديدات جديدة ضد إيران. وقد ترافق ذلك مع تعيينه لأدميرال في البحرية كقائد للقيادة الوسطى، ثم إرسال حاملة طائرات ثانية ومعها خبراء في نزع الألغام إلى الخليج العربي لمنع إيران من إغلاق مضيق هرمز في حال اندلاع الصراع. وعلى صدى هذه التطورات أصبحت احتمالات شن ضربة جوية ضد المنشآت النووية الإيرانية في عداد الممكن والمحتمل. وبالطبع ليست إيران بريئة بالنظر إلى ممارساتها الخطيرة والاستفزازية التي تقوم بها مثل دعم جماعات المتمردين في العراق وتزويدهم بمتفجرات متطورة تستخدم لقتل الجنود الأميركيين. كما أن إصرار طهران على المضي قدماً في برنامجها النووي، متحدية مطالبة المجتمع الدولي لها برنامجها تخصيب اليورانيوم يشكل عامل توتر آخر لا يمكن إنكاره، ناهيك عن التصريحات التي أطلقها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بشأن \"الهولوكوست\" وإسرائيل والتي تغذي الشكوك حول نوايا إيران المستقبلية. \r\n \r\n \r\n \r\n ومع ذلك لم تستقم بعد تبريرات شن الحرب على إيران، ما عدا ربما في أذهان الذين يضغطون في هذا الاتجاه منذ سنوات عدة. فإيران مازالت بعيدة بسنوات عدة عن أن تصبح خطراً نووياً، فضلاً عن تجربتنا مع \"الحرب الاستباقية\" في العراق التي لابد أنها علمتنا بعض الدروس المفيدة، ذلك أن خوض حرب أخرى دون الحصول على ترخيص دولي سيزيد من عزلتنا السياسية، وسيرهقنا عسكرياً. تضاف إلى ذلك الأخطار المترتبة عن مهاجمة دولة تفوق في قوتها العراق، مع ما تملكه من إمكانية قطع إمدادات النفط القادمة من مضيق هرمز، فضلاً عن تأجيج الصراع في المنطقة وتعريض قواتنا لهجمات الميلشيات الشيعية الموالية لإيران، ثم التحريض على تنفيذ عمليات إرهابية ضد أهداف أميركية في مختلف مناطق العالم. \r\n \r\n لكن الرعونة وليس الحذر هي ما يميز السياسة الخارجية لإدارة الرئيس بوش، حيث يتبنى الرئيس ونائبه ما يسميانه ب\"السلطة التنفيذية الأحادية\"، محيلين إلى عدم قدرة الكونجرس منع الرئيس الأميركي من الإتيان بما يشاء من أفعال. غير أن قانون سلطات الحرب لعام 1973 الذي صدر في أعقاب كارثة حرب فيتنام ينص صراحة على أن الرئيس قادر فعلاً تحت بعض الظروف الخاصة على تحريك القوات الأميركية لشن معارك، دون نفي ضرورة الحصول على ترخيص من الكونجرس. وهذا القانون يرفضه بوش، حيث أصدر بعد توقيعه قرار الحرب على العراق بياناً يتحدى فيه مقتضيات القانون، مشيراً إلى قدرة الرئيس على شن الحرب باسم الأمة دونما الحاجة إلى تأمين موافقة الكونجرس. ومع الأسف فإنه حتى لو امتثل الرئيس بوش لقانون سلطات الحرب سيظل قادراً على مهاجمة إيران، بحيث يملك تسعين يوماً من الحركة قبل مطالبته بترخيص من الكونجرس \r\n \r\n فما العمل إذن؟ على الكونجرس أن يسارع إلى عقد جلسات استماع حول إيران قبل أن يصدر الرئيس بوش أوامره بمهاجمة منشآتها النووية، أو الترخيص لحلفاء الولاياتالمتحدة بالانخراط في عمل عسكري ضدها، وبالتالي تأجيج أوار الحرب. ورغم تشديد السيناتور \"جوزيف بايدن\"، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، على ضرورة حصول الإدارة الأميركية على موافقة الكونجرس قبل شن أي هجوم على إيران، إلا أنه يتعين على النواب الأميركيين عقد المزيد من جلسات الاستماع وتحذير الإدارة الأميركية من أنه في حال قيامها بعمل عسكري لاستهداف المنشآت النووية الإيرانية في غياب هجوم عسكري وشيك على الولاياتالمتحدة فإن الكونجرس لن يؤيد أبداً تحركاً عسكرياً ضد إيران. وعلى الكونجرس أن يسعى أيضاً، من خلال جلسات الاستماع، إلى سن قانون يمنع تخصيص موازنة لتمويل أية ضربة عسكرية ضد إيران ما لم يكن الكونجرس قد أعطى موافقته بشن الحرب عليها بوضوح. ولسحب إمكانية لجوء بوش إلى حق النقض ضد تمرير القانون يتعين على الكونجرس أن يقرن تمويل الحرب بالموافقة عليها أولاً. وإذا ما أصر بوش على إنكار القيود التي يفرضها القانون بعد مصادقته عليه وقام بشن هجوم دون ترخيص من الكونجرس، فإنه في هذه الحالة يعرض نفسه للمقاضاة. \r\n \r\n وبالطبع قد لا تكون كلمات بوش الحادة تجاه إيران أكثر من محاولة للجم إيران عن الاستمرار في سلوكها غير المسؤول، إلا أن تصرف إدارة الرئيس بوش المخادع والهزيل في حرب العراق يحتم علينا الانتباه وقطع الطريق عليه قبل أن يجر البلاد مجدداً إلى حرب أخرى مدمرة. \r\n \r\n ليونارد ويس \r\n \r\n زميل بارز في \"مركز الأمن والتعاون الدولي\" بجامعة ستانفورد الأميركية \r\n \r\n لاري دايموند \r\n زميل بارز في \"معهد هوفر\" بنفس الجامعة \r\n \r\n ينشر بترتيب خاص مع خدمة \"لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست\" \r\n \r\n