\r\n \r\n في الساعة الثامنة مساء، موعد انتهاء التصويت، قررت اللجنة المركزية للانتخابات مد فترة التصويت للسماح للناخبين داخل وخارج مراكز التصويت بالادلاء بأصواتهم. \r\n وحصلت مسودة الدستور على تأييد 51.2% من الأصوات، وهو ما اعطى للزعماء الصرب سببا وجيها للتحدث عن تصويت يحظى بالثقة الشعبية، ولاستخدام نتائجه بأنفع الوسائل الممكنة. \r\n وكان رئيس الوزراء الصربي فويسلاف كوستونيتشا كرر مرارا ان الدستور الجديد سيمكن بلاده من الانضمام للاتحاد الاوروبي، خاصة ان الدستور في مادته الاولى يقرر ان صربيا دولة تقوم على القيم الاوروبية. \r\n ان مسودة الدستور الجديد تلغي عقوبة الاعدام، وتعلن حظرا على الاستنساخ البشري، وتحتوى على بنود أخرى تتوافق مع معايير الاتحاد الاوروبي، ولكن المشكلة ان التعاون الصربي مع الاتحاد الاوروبي ربما يتعرض للخطر في المستقبل المنظور بسبب مساندة الاتحاد الاوروبي لمحكمة لاهاي الدولية ليوغسلافيا السابقة التي تريد محاكمة الزعيم الصربي البوسني الجنرال راتكو ملاديتش والذي يقال ان السلطات الصربية تخفيه. \r\n وبما ان العديد من دول الاتحاد الاوروبي يريدون منح كوسوفو الاستقلال عن طريق اقناع بلغراد بالسماح للاقليم بالانسحاب مقابل ضم صربيا بعد ذلك الى الاتحاد، فإن الموافقة على الدستور الصربي الجديد لن تؤثر في موقف هذه الدول. \r\n ولقد رغب المسئولون في بلغراد في ان يتم تمرير الدستور بأسرع ما يمكن لأن مقدمته تنص على ان كوسوفو جزء من صربيا، وحصل واضعو الدستور على فرصتهم كاملة عن عمد خشية ان يكون رفضه في الاستفتاء دليلا على ان معظم الناخبين لا يؤيدون استمرار الصراع من اجل كوسوفو، وان بلغراد ربما تفقد ورقة رابحة ومهمة للغاية في محادثاتها حول وضع كوسوفو وخلال المناقشات في مجلس الامن الدولي. \r\n وحيث ان هذا السيناريو لم يتم، فبوسع بلغراد الآن ان تقول ان الاستفتاء على الدستور تعامل ايضا مع قضية الاحتفاظ بكوسوفو جزءا من صربيا؛ فضلا عن ذلك، يمكنها القول بأن أي محاولات لمنح كوسوفو استقلالها فيه خرق لإرادة دولة ذات سيادة، تم التعبير عنها بوسائل ديمقراطية. \r\n ان الاستفتاء على الدستور اكد على وضع الائتلاف الصربي الحاكم حول كوسوفو، ويمهد الطريق لانتخابات برلمانية مبكرة. ومن الناحية الموضوعية، يريد الائتلاف الحاكم عقد هذه الانتخابات قبل ان التوصل إلى وضع نهائي لاقليم كوسوفو. وربما تحلق حظوظ الحزب الصربي الراديكالي القومي في السماء لو ان المجتمع الدولي اعترف باستقلال كوسوفو سواء وفقا للشرعية أو بالامر الواقع. \r\n السياسيون والدبلوماسيون الغربيون من جانبهم لا يخفون عزمهم على تسوية مسألة كوسوفو اواخر العام الحالي، ومن ثم فإن على السلطات الصربية ان تعزز نجاحها المتواضع قبل ان يحدث ذلك، وبوسع المرء ان يفترض ان الوسطاء الدوليون سوف يحاولون الآن ابطاء وتيرة عملية الوضع النهائي لكوسوفو بحيث يسمحون للسلطات الصربية بالاستعداد للانتخابات. \r\n ان الجمهوريات التي اعلنت استقلالها في الاراضي السوفيتية السابقة والدول التي انشقت عنها تراقب الوضع في كوسوفو عن كثب. ومن غير المرجح ان يستخدم زعماء جورجيا ومولدوفا النتائج الجذابة في ظاهرها للاستفتاء على الدستور الصربي بشأن كوسوفو في تعاملاتهم مع ابخازيا واوسيتيا الجنوبية وترانسدنستر. فلقد كشف الاستفتاء الصربي مرة أخرى ان مواقف صرب وألبان كوسوفو متباعدة بعد المشرقين. \r\n لقد ادلى اكثر من 96% من صرب كوسوفو في بريزرن وبيتش بأصواتهم في الاستفتاء بينما تجاهل الالبان الاقتراع ولم يكلفوا انفسهم عناء التصويت ضد مسودة الدستور الصربي، الامر الذي قدم ذريعة أخرى للمناقشات حول انقسام محتمل لاقليم كوسوفو إلى قطاعين احدهما صربي واخر الباني. على ان جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق التي اعلنت استقلالها لن توافق على تطبيق نفس السيناريو على اراضيها. \r\n بيوتر اسكندروف* \r\n \r\n * عضو معهد الدراسات السلافية بالاكاديمية الروسية للعلوم \r\n * خدمة ام سي تي خاص ب(الوطن)