\r\n \r\n \r\n \r\n خلال هذه الزيارة، قامت السيارات المدرعة التابعة لشرطة كوسوفو وحلف شمال الأطلسي (الناتو) بتأمين الطريق الذي سلكه موكب كوستونيتشا عبر الإقليم الخاضع لإدارة \"الناتو\"، تلافياً لرد فعل عنيف قد يُخرج المحادثات حول مطالبة الأغلبية الألبانية في الإقليم بالاستقلال، عن سكوتها. وقد صفق نحو 1000 صربي لقدوم كوستونيتشا إلى دير بلدة غراكانيتشا التي احتضنت الاحتفالات المخلدة لمعركة كوسوفو، وهي المعركة التي دارت رحاها في القرن الرابع عشر بين الجيش الصربي والقوات التركية الغازية، ومنذئذ أصبح يشار إلى هذه المناسبة في التقويم الصربي الأورثودكسي ب\"عيد القديس فيتوس\". \r\n \r\n وقام كوستونيتشا، والذي وجد في استقباله مجموعة من رجال الدين، بجولة في أرجاء ساحة الدير، قبل أن يخاطب جمعا من الحاضرين الذين كانوا يهتفون \"صربيا، صربيا!\"، قائلا لهم: \"ليس ثمة مكان أفضل من هذا المكان لتكرار ما ينبغي على جميع الصرب أن يعرفوه– وهو أن كوسوفو كانت دائماً وستظل جزءاً من صربيا\"، مضيفا قوله: \"والواقع أن لا أحد يوجد على قاعدة صلبة وصادقة في المحادثات حول الوضع النهائي لكوسوفو مثل صربيا\". \r\n \r\n إلى ذلك، اشتبكت قوات مكافحة الشغب، المؤلفة في معظمها من ألبان كوسوفو، مع نشطاء الحركات المطالبة باستقلال الإقليم، وذلك بعد أن حاول الناشطون عرقلة انسياب موكب كوستونيتشا عبر هذا الإقليم الفقير. وتم اعتقال 120 شخصاً في هذه المواجهات. \r\n \r\n وقد وصفت الأممالمتحدة زيارة رئيس الوزراء الصربي إلى كوسوفو ب\"الزيارة الدينية الخاصة\"، غير أنها أثارت حفيظة ألبان الإقليم الذين وصفوها بالاستفزازية. وفي هذا السياق، قالت يولبيانا لاما المتحدثة باسم حكومة كوسوفو \"إن كوستونيتشا استغل الزيارة ليس في إطار ديني، ولكن كاستعراض سياسي\". \r\n \r\n ومما تجدر الإشارة إليه في هذا الإطار أن الولاياتالمتحدة والحكومات الأوروبية الغربية تدفع باتجاه البت هذا العام بخصوص الوضع النهائي لإقليم كوسوفو، وذلك بعد سبع سنوات على القصف الجوي الأطلسي الذي أجبر القوات الصربية على الانسحاب من الإقليم وتولي الأممالمتحدة مسؤولية إدارة شؤونه. ويرجح عدد من الدبلوماسيين أن يحصل الإقليم في نهاية المطاف على شكل من أشكال الاستقلال تحت مراقبة الاتحاد الأوروبي. \r\n \r\n يُذكر أن فويسلاف كوستونيتشا لم يزر الإقليم سوى مرة واحدة منذ أن فقدت صربيا سيطرتها على الإقليم عام 1999، عقب تدخل قوات \"الناتو\" لوقف عمليات قتل المدنيين الألبان في حرب دامت سنتين بين القوات الصربية والثوار الانفصاليين، ولقي خلالها نحو 10000 ألباني حتفهم. \r\n \r\n ويعتبر يوم الثامن والعشرين من شهر يونيو، بالنسبة للصرب، يوماً حافلاً بالدلالات التاريخية والرمزية، ذلك أن هزيمتهم عام 1389 شمال العاصمة بريشتينا مهدت ل500 عام من الحكم العثماني، كما يعتبر يوماً بالغ الأهمية بالنسبة لمطالبة صربيا بإقليم كوسوفو باعتباره مهداً لدولتهم، والمكان الذي حاول فيه المسيحيون الصرب الأورثوذكس عبثاً، صدّ تقدم الأتراك العثمانيين. \r\n \r\n ومما يجدر ذكره أن سلوبودان ميلوزيفيتش، الرجل القوي سابقاً في صربيا، أجج المشاعر قبل سبع عشرة سنة بالضبط حين ألقى خطابا أمام 500000 شخص بموقع المعركة، محذراً من معارك مقبلة في كلمة كانت مفعمة بالروح القومية. وفي العقد الذي تلا ذلك الخطاب، تفككت يوغسلافيا بسبب الحروب التي اندلعت في كرواتيا والبوسنة وكوسوفو. وقد توفي ميلوزيفيتش قبل انتهاء مقاضاته في محكمة الجزاء الدولية بلاهاي. \r\n \r\n ومما يذكر أيضاً أن أعداداً كبيرة من صرب كوسوفو غادرت الإقليم منذ عام 1999. غير أن نحو 100000 نسمة منهم ظلوا هناك، وهو ما يعادل حوالي نصف عدد السكان الصرب بالإقليم قبل الحرب. ويعيش هؤلاء اليوم في أحياء معزولة تحت حماية قوات حفظ السلام خوفاً من محاولات الانتقام. \r\n \r\n مات روبينسون \r\n \r\n \r\n مراسل \"واشنطن بوست\" في غراكانيتشا بصربيا \r\n \r\n ينشر بترتيب خاص مع خدمة \"واشنطن بوست ولوس أنجلوس تايمز\" \r\n