\r\n \r\n \r\n \r\n وصفقات الأسلحة هذه تمثل جزءاً من مبيعات \"بازار\" الأسلحة العالمي الذي كانت تهيمن عليه الولاياتالمتحدة الأميركية عادة، والذي يتسم بدرجة عالية من التنافسية، وشهد زيادة كبيرة في قيمة صفقات الأسلحة الموقعة مع دول العالم النامي، والتي وصلت إلى 30,2 مليار دولار عام 2005، وهو ما يشكل زيادة عن العام الذي سبقه والذي بلغت فيه تلك المبيعات 26,4 مليار دولار. \r\n ومبيعات الأسلحة الروسية لإيران، ليست هي الأكبر من حيث القيمة لأن المشترين الرئيسيين لأسلحتها، هما الهند والصين. ولكن هذه الصفقة الهادفة لتعزيز القدرات الدفاعية الجوية لإيران، هي التي تقلق الولاياتالمتحدة بشكل خاص لأن وجود مثل تلك الأسلحة لدى تلك الدولة سيعقد من مهمة مخططي \"البنتاجون\" العسكريين إذا ما اتخذ الرئيس الأميركي قراراً بتوجيه ضربات جوية لمنشآتها النووية. \r\n وكانت إدارة بوش قد تعهدت بحل دبلوماسي في التعامل مع طهران، بيد أن ما حدث هو أنه في الوقت الذي كان دبلوماسيو الأممالمتحدة يتجادلون بشأن العقوبات المحتملة ضد طهران بسبب طموحاتها النووية، فإن الدبلوماسيين الروس أعربوا عن عدم رغبتهم في التصويت لصالح إصدار نظام عقوبات شديد الصرامة ضد إيران، وهو ما يرجع جزئياً إلى علاقات موسكو التجارية واسعة النطاق مع طهران. \r\n ويشعر مخططو البنتاجون بالقلق أيضاً بسبب مبيعات الأسلحة الروسية للصين. وعلى الرغم من أن الصين قد انضمت إلى الولاياتالمتحدة في الضغط من أجل استئناف المحادثات السداسية، التي تهدف إلى وضع نهاية لبرنامج الأسلحة النووية لكوريا الشمالية، خصوصاً بعد التجربة النووية التي أجرتها الأخيرة مؤخراً، فإن موضوع تايوان يظل مع ذلك من الموضوعات الملتهبة بين بكين وواشنطن. \r\n علاوة على ذلك، فإن زيادة قدرة الصين على إعادة تزويد طائراتها وقاذفاتها بالوقود جواً، ستمكن تلك الطائرات والقاذفات من الطيران لمسافة أبعد عندما تنطلق من قواعدها المختلفة في الصين، وهو ما سيضطر بحرية الولاياتالمتحدة إلى تغطية مساحة أكبر في البحر إذا ما تم استدعاؤها للتعامل مع أزمة قد تنشب في مضيق تايوان. \r\n والتفاصيل المتعلقة بصفقات معينة من صفقات الأسلحة التي تمت العام الماضي، متضمنة في الدراسة السنوية التي أجرتها إدارة الأبحاث في الكونجرس، والتي يعتبرها الخبراء من أكمل الدراسات من الناحية الإحصائية علاوة على أنها متاحة للاطلاع (غير سرية) حيث تم توزيع نسخ منها على أعضاء الكونجرس يوم الجمعة الماضي. \r\n ومن ضمن عمليات بيع الأسلحة الأخرى التي ورد ذكرها في الدراسة، تلك التي قامت بها دولة لم تذكر الدراسة اسمها تحديداً -وإن كان مسؤولون في \"البنتاجون\" وغيرهم من مسؤولي الإدارة يقولون إنها كوريا الشمالية– شحنت 4 صواريخ باليستية إلى دول أخرى خلال السنوات الأربع التي انتهت 2005، وهي الدولة الوحيدة التي قامت بذلك. ومن المعروف أن بيع تلك الأسلحة محظور بموجب الاتفاقيات الدولية الرامية للتحكم في تجارة الصواريخ الباليستية. \r\n وعقوبات الأممالمتحدة التي تم تمريرها ضد كوريا الشمالية في وقت مبكر من هذا الشهر، أضافت حظراً جديداً على تجارة أو نقل الصواريخ الباليستية وأجزاء الصواريخ من وإلى كوريا الشمالية. \r\n وتقرير الكونجرس المعنون ب\"تحويلات الأسلحة التقليدية إلى الدول النامية\"، يحتوي على معلومات أخرى بشأن تجارة الأسلحة منها أن اتفاقيات بيع الأسلحة الروسية لدول العالم النامي قد وصلت إلى 7 مليارات دولار عام 2005، وهو ما يزيد عن قيمتها في العام الذي سبقها 2004 حيث بلغت 5,4 مليار دولار. وهذا المبلغ يتجاوز إجمالي قيمة مبيعات الأسلحة الأميركية للعالم النامي للمرة الأولى منذ انهيار الاتحاد السوفييتي. \r\n وجاءت فرنسا بحسب التقرير في المركز الثاني بمبيعات قيمتها 6,3 مليار دولار، في حين تقهقرت الولاياتالمتحدة إلى المركز الثالث بمبيعات قيمتها 6,2 مليار دولار. \r\n وتأتي الهند على رأس قائمة الدول المشترية للأسلحة عالمياً حيث تبلغ تلك المشتريات 5,4 مليار دولار وتليها المملكة العربية السعودية بقيمة 3,4 مليار دولار وبعدها الصين 2,8 مليار دولار. وبلغت قيمة جميع صفقات ومبيعات الأسلحة سواء للعالم النامي أو العالم المتقدم 44,2 مليار دولار عام 2005. \r\n وتناول التقرير مبيعات الأسلحة الروسية بمزيد من التفصيل، فقال إن مبيعات روسيا لعام 2005 تضمنت بيع 29 صاروخاً من طراز إس إيه- 15 \"جونتليت\" (سطح– أرض) إلى إيران كما تضمنت صفقة لتطوير القاذفات الإيرانية من طراز إس.يو- 24 وتطوير مقاتلات الميج 29 ودبابات القتال من طراز تي- 72. \r\n وقد وردت فقرة في التقرير عبرت عن مدى القلق الأميركي من تلك المبيعات جاء فيها: \"لفترة من الوقت في منتصف التسعينيات من القرن الماضي وافقت الحكومة الروسية على عدم القيام ببيع أسلحة متقدمة للحكومة الإيرانية ولكن الحكومة الروسية قامت بعد ذلك بالتخلي عن التزامها بذلك. ونظراً لأن الولاياتالمتحدة تزيد في الوقت الراهن من درجة اهتمامها وتركيزها على الجهود الإيرانية الرامية إلى زيادة قدرتها النووية وقدراتها في مجال الأسلحة التقليدية، فإن عمليات بيع الأسلحة إلى إيران بالذات تشكل مصدراً للقلق الشديد بالنسبة للولايات المتحدة. \r\n \r\n ينشر بترتيب خاص مع خدمة \"نيويورك تايمز\" \r\n