أولا وقبل كل شىء، أصبحنا نتفهم بشكل أفضل وتوحدنا لمواجهة تهديد الإرهاب الانتقالي. وعلى الرغم من أن عدونا يتغير بشكل مستمر ويحتفظ بتهديده المميت، يحرص موظفونا ومحللونا على مراقبة تقدم تنظيم القاعدة وحلفائها الأيديولوجيين. وفي الوقت الحالي، أصبحت أجهزة الاستخبارات الأميركية تمتلك عدداً كبيراً من الخبراء والمحللين البارزين في مجال مكافحة الارهاب، يدرسون كافة أنواع المعلومات الاستخباراتية، ويركزون على التهديدات الارهابية. وبسبب سعينا لتعزيز خبراتنا ونظرتنا التحليلية، نسعى أيضاً لتخصيص مزيد من الموارد لدعم جمع المعلومات الاستخباراتية الهامة عن الأهداف التي تسبب مخاطر أساسية. ومن المؤشرات الهامة لفعاليتنا في هذا الجانب هو نجاحنا في اعتقال أو قتل معظم قادة تنظيم القاعدة المتهمين بالتخطيط لهجمات 11 سبتمبر. \r\n وثانياً، نحن نعرف أن المعلومات الاستخباراتية تؤتي ثماراً محدودة إذا لم تطلع الأجهزة والمؤسسات المحتاجة لها على هذه المعلومات في الوقت المناسب. وخلال الخمسة أعوام الماضية، حققنا تقدماً كبيراً في تعطيل مصادر المعلومات قي تنظيم القاعدة، ما أدى إلى حدوث نتائج ملموسة. \r\n وبدون وجود المعلومات الاستخباراتية الصحيحة لدى الأشخاص المناسبين، لم تكن قوات التحالف في العراق لتنجح في تحديد مكان تواجد أبو مصعب الزرقاوي، الذي حصد أرواح عدد كبير من العراقيين وأفراد قوات التحالف، وقتله. \r\n وفي الآونة الأخيرة، حققت أجهزة الاستخبارات البريطانية نجاحاً كبيراً وملحوظاً في تمكين الهيئات التنفيذية البريطانية من إحباط مؤامرة تفجير بعض الرحلات الجوية خلال الشهر الماضي. ويرجع الفضل كله في منع حدوث هذه المؤامرة إلى السلطات البريطانية، ولكن لا يمكن أن نغفل دور تبادل المعلومات الاستخباراتية بين السلطات الأميركية والباكستانية والبريطانية في منع حدوث هذه المؤامرة. \r\n وهناك أمثلة ملموسة على كيفية تغيرنا وتغير الطريقة التي نؤدي بها المهام الاستخباراتية. ونحن نواصل دعم المركز الوطني لمكافحة الارهاب، الذي يجمع بين 28 خلية استخباراتية مختلفة. وبالاضافة إلى ذلك، أنشأنا فرع الأمن الوطني بمكتب التحقيق الفيدرالي، ووسعنا وربطنا بين القدرات الاستخباراتية للمكتب وقدرات مكافحة الارهاب والاستخبارات المضادة. وفي عام 2005 ، كان بإمكان عدد لا يتعدى المئات من موظفي مكتب التحقيق الفيدرالي الاطلاع على مصادر المعلومات عالية السرية بالمركز الوطني لمكافحة الارهاب، ولكن هذا العدد تخطى الألف موظف في الوقت الحالي. \r\n وفي نفس الوقت، رسمنا خطة لدمج وكالات الاستخبارات الفيدرالية الاقليمية، بالإضافة إلى أكثر من 100 قوة من قوات مكافحة الارهاب المشتركة في شبكة وطنية تهدف إلى ضمان وصول المعلومات الاستخباراتية الهامة إلى الجهات المعنية في الوقت المناسب. ورغم أن تبادل المعلومات بين الوكالات والحلفاء هي عملية مطلوبة، من المهم جداً مواجهة التحديات الانتقالية. \r\n ونحن أيضاً متيقظون بشكل أكبر من أي وقت مضى فيما يتعلق بالتهديد الذي قد ينتج عن وقوع أسلحة الدمار الشامل في أيدي الارهابيين. وقد دمجنا المركز الوطني لمكافحة الاهاب مع المركز الوطني لمكافحة إنتشار أسلحة الدمار الشامل والذي تم إنشاؤه مؤخراً. وقد عملنا عن قرب مع مكتب التحقيق الفيدرالي من أجل إنشاء قسم لمكافحة إنتشار أسلحة الدمار الشامل في المكتب الفيدرالي لضمان أن الجهود المحلية التي نبذلها لمكافحة الارهاب تتضمن خبراء في أسلحة الدمار الشامل. وقد أنشأنا (صندوق أسلحة الدمار الشامل) لجمع وتحليل المعلومات الاستخبارتية، ومشاريع العلوم والتقنية. \r\n وبالطبع، واصلنا تطوير جهودنا ضد التحديات التقليدية الاضافية، وعززنا من تركيزنا على برامج إنتاج أسلحة الدمار الشامل في كوريا الشمالية وإيران على وجه الخصوص. وقد اختبر اطلاق كوريا الشمالية مؤخراً لصاروخ واسع المدى درجة كفاءة المجتمع الاستخباراتي. وقد تأكدنا من أن وكالات الاستخبارات المدنية والعسكرية، زودت المسئولين السياسيين بالمعلومات الاستخباراتية التي يحتاجونها في صياغة استجابة دبلوماسية مناسبة بالتعاون مع شركائنا الدوليين. \r\n وهذا أمر جيد، ولكن ما زال بإمكاننا التوصل لأداء أفضل. ونحن نعلم هذا لأننا انتهينا بالفعل من مراجعة الدروس الواسعة المستخلصة من المعلومات الاستخباراتية من أجل معرفة أوجه القصور التي يمكن أن نحسنها. ولن نسمح لأنفسنا بالتورط في الفشل مرة أخرى؛ ويتيح لنا النجاح فرصة جديدة للاستعداد بشكل أفضل لمواجهة التحدي المقبل الذي سيأتي بالتأكيد. \r\n وفي العقود التي سبقت هجمات 11 سبتمبر، تم تشكيل المجتمع الاستخباراتي الأميركي للتركيز على التهديدات الكبرى التي كانت موجودة إبان حقبة الحرب الباردة. ونحن نعيش الآن في حقبة مختلفة، ونواجه مجموعة مختلفة تماماً من التحديات التي تخطت حدودنا. وقد حددت لجنة التحقيق في هجمات 11 سبتمبر ولجنة روب- سيلبرمان، هذه التحديات الجديدة بالتفصيل. وقدمت هذه اللجان أيضاً رؤية عن المجتمع الاستخباراتي في القرن الحادي والعشرين طبقناها بشكل كامل. ونحن نضع النقاط فوق الحروف على المستوى الوطني والدولي من خلال الربط بين تحليلات مكافحة الإراهاب داخل المجتمع الاستخباراتي وإزالة الحواجز البيروقراطية عن عملية تبادل المعلومات. وهذا نظام طويل. ولكن الشعب الأميركي يجب أن يتفهم مكونات وعناصر المجتمع الاستخباراتي الوطني، ويتفهم أننا نعمل معاً بطرق لم يكن يمكن تخيلها قبل هجمات 11 سبتمبر. \r\n ومن خلال تركيز جديد وتقنيات أفضل، تجمع أجهزة الاستخبارات الأميركية مزيداً من المعلومات، وتحللها بدقة أكبر وتتبادلها بشكل أوسع. والمعلومات الاستخباراتية ليست هي الحل والعلاج الوحيد، ولكن هناك طرق لضمان قوة إسهام الأجهزة الاستخباراتية في الأمن القومي للولايات المتحدة، والمساعدة في التغلب على أعدائنا قبل أن يلحقوا المزيد من الضرر بنا. \r\n \r\n جون نيوغروبونتي \r\n مدير الاستخبارات الأميركية. \r\n خدمة واشنطن بوست خاص ب(الوطن) \r\n \r\n