وقد أبدت بكين ترحيبا حارا بتشافيز بعد أن توطدت عرى الصلة بين بلاده والصين ضمن اتفاقيات هامة في النفط والتعدين والاتصالات السلكية واللاسلكية التي تم وضعها موضع التنفيذ. إلا أن الصين لن تنزلق إلى الحركة العدائية الموجهة ضد الولاياتالمتحدة والتي يأتي تشافيز في طليعتها ، فهناك الكثير الذي يمكن أن تخسره بكين إذا اتخذت موقفا مضادا بالفعل للأميركيين. \r\n وخلال الشهر الماضي كان تشافيز يجوب العالم محاولا أن يوجد صفا - أو هكذا يأمل أن يفعل - من الحلفاء في حرب العصابات التي يدعو إليها لمجابهة الولاياتالمتحدة. وهو في ذلك يروج لسعي فنزويلا إلى الحصول على مقعد دائم في مجلس الامن وهي الخطوة التي أعلنت الصين تبنيها لها الخميس الماضي. \r\n وفي روسيا باع الرئيس فلاديمير بوتين لفنزويلا أسلحة ومصانع مرخص لها لإنتاج بنادق الكلاشينكوف في فنزويلا على الرغم من المعارضة القوية التي أبدتها واشنطن. كما وقع تشافيز في إيران على عدد من الاتفاقيات الهامة المرتبطة بالنفط. \r\n ويبدي أعضاء الكونغرس والقادة العسكريون في هاواي قلقا واضحا ازاء تنامي علاقات فنزويلا مع روسياوايران وكذا مع تلك الروابط بين تشافيز والصين. \r\n وقبل عدة أشهر عندما كان الرئيس الصيني هو جينتاو يقوم بزيارة لواشنطن شاركت فنزويلا مع كل من ايران والصين في مناورات عسكرية لقيادة الهادئ وذلك في مكاشفة أمام الولاياتالمتحدة. \r\n بيد أنه من غير المحتمل ان تكرس زيارة تشافيز للصين للتخطيط لهجوم عسكري ضد الولاياتالمتحدة ، والراجح انها ستركز على الاستثمارات الصينية في نفط فنزويلا. فتشافيز المدفوع بتوجهاته السياسية عاقد العزم على اضعاف الولاياتالمتحدة وذلك في جانب منه عن طريق منعها من الوصول إلى احتياطات النفط في فنزويلا. الا أنه وحتى الآن فالولايت المتحدة ما تزال تمثل السوق الرئيسي للنفط الفنزويلي ومن ثم فعلى تشافيز أن يجد مشتريا آخر بديلا. \r\n ودائما ما يردد تشافيز ان فنزويلا سوف تزود الصين في المستقبل ب 20% من احتياجاتها من النفط. فإذا ارتفع اجمالي الواردات الصينية من النفط إلى 7 ملايين برميل يوميا خلال العقد القادم كما هو محتمل فسوف يرفع ذلك من صادرات فنزويلا النفطية للصين إلى 1.4 مليون برميل وهو ما يناهز حجم مبيعات كراكاس للولايات المتحدة في الوقت الحالي. \r\n وما تزال هناك عقبات كؤود أمام طموحات تشافيز لتحقيق اهدافه في تصدير النفط ومن ذلك عدم كفاية الانتاج ونقص ناقلات ومصافي النفط بالاضافة إلى طرق المواصلات الطويلة للغاية وغير الجيدة. \r\n وقد ارتفعت حجم الاستثمارات الصينية في فنزويلا ، حيث ترى بكين في تشافيز فرصة وخطرا في نفس الوقت. فاستيراد النفط من فنزويلا من شانه أن ينوع مصادر النفط الذي تستورده الصين. كما أن بكين قلقة من الهيمنة الأميركية على الساحة الدولية ومن ثم فازدهار فنزويلا وصديقاتها من دول أميركا اللاتينية سوف يقف في وجه القوة الاميركية وهو ما تأمله الصين. \r\n والواقع فإن نجاح تشافيز في نشر حالة من عدم الاستقرار في ربوع الاميركيتين سوف يزيد من تعقيد الأمور أمام الصين لتنفيذ اتفاقيات للتجارة والاستثمارات وغيرها من الاتفاقيات مع ضمان سلامة وكفاءة توصيل النفط وموارد طبيعية اخرى من منتجيها في أميركا اللاتينية إلى الصين. وبالنسبة لبكين فلا شئ يفوق في أهميته ضمان وصول تلك الموارد الضرورية لاستمرار عجلة النمو المحلي. \r\n وكان تشافيز قد حاول في السابق أن يجذب الصين في صفه لمواجهة الولاياتالمتحدة إلا أن محاولاته باءت بالفشل. ومنذ ذلك الحين أصبحت معظم النشاطات الصينية في فنزويلا إلى حد كبير ما يمكن توقعه من دولة كبيرة تشهد دخولا سريعا إلى العصر الحديث وتسعى للتغلب على 150 عاما من الفشل وتخطط لأخذ دورها كقوة عظمى في عالم اليوم. وعلى الرغم من العرض المؤثر الذي يؤديه تشافيز إلا أنه ربما لا يحقق نتائج جوهرية في رحلته تلك أيضا. \r\n \r\n ويليام راتليف \r\n باحث في معهد هوفر بجامعة ستانفورد \r\n خدمة لوس انجلوس تايمز وواشنطن بوست خاص ب (الوطن) \r\n