\r\n ربما يكون وضع اميركا وبريطانيا في العراق ليس بافضل من ذلك، فبكافة المقاييس اختارت اميركا البلد الخطأ لغزوه. فالتهديد الاكبر للشرق الأوسط يأتي من ايران وليس من العراق. فتصفية نظام صدام حسين قوى من النظام الديني الحاكم في طهران وشجعه على التسريع في تنفيذ برامجه النووية. فاذا ما كان التعامل مع ايران وحلفائها المتطرفين صعباً اليوم، فانه سيكون مستحيلاً اذا ما سلحت طهران نفسها بالقنابل النووية. \r\n \r\n لكن نشر العملية الديمقراطية في الشرق الاوسط هي فكرة بوش الكبرى لكسب «الحرب على الارهاب». فمن وجهة نظره فان اعطاء العرب والمسلمين الحق في اختيار حكوماتهم سيعني الكف عن توجيه الاحقاد والكراهية تجاه الغرب ومصالحه في المنطقة. \r\n \r\n والحقيقة ان الكثيرين ممن اعطوا هذا الحق صوتوا لصالح المتطرفين فالعراق الآن في يد الاحزاب الدينية وزادت نسبة التصويت لحزب الله في لبنان، وفاز الاخوان المسلمون بنسبة كبيرة من مقاعد البرلمان المصري بالرغم من المضايقات الكثيرة والتي لا حصر لها التي مارستها السلطات الرسمية ضدهم. اما الطامة الكبرى فكانت فوز حماس في الانتخابات البرلمانية التي جرت في الضفة الغربية وقطاع غزة.عليه عادت اميركا واسرائيل الان لاستخدام القوة. فتحقيق النجاح ضد حزب الله هو شيء مهم، ولكن من الصعب رؤية قدرة اسرائيل على تحقيق «نصر واضح» على هذا الحزب في لبنان.بما يكون بامكان اسرائيل تدمير ما يكفي من صواريخ حزب الله وحتى قتل بعض كبار المسؤولين فيه المختبئين في ملاجئهم المحصنة في الضواحي الجنوبيةلبيروت من اجل اضعاف الحزب ولكن ذلك لن ينهي المشكلة. ويبدي القادة العسكريون الاسرائيليون الثقة بامكانية تحقيق النجاح المطلوب من خلال الحملة العسكرية وذلك اذا ما اعطوا الوقت الكافي. \r\n \r\n الوقت سيكون عنصر ضغط على الاسرائيليين ولن يكون لصالحهم بل ضدهم. فالانتقادات الدولية تعتبر هامة حتى الآن تجاه استهداف اسرائيل للمدنيين اللبنانيين، ولكن هذه الاحتجاجات والانتقادات ستزداد حدتها وترتفع نبرتها مع توالي حدوث الخسائر في اوساط هؤلاء المدنيين وستحول هذه المغامرة العسكرية الاسرائيلية إلى كارثة سياسية. \r\n \r\n ومع مرور الوقت فإن حزب الله الضعيف سيتمكن من اعادة تنظيم صفوفه وتجميع قواته ليبدأ جولة عنف جديدة. \r\n \r\n قوة التدخل الدولية التي دعا إليها رئيس الوزراء البريطاني بلير ستكون اما غير فعالة على غرار قوة يونيفيل أو ان تدخل في مواجهة مع حزب الله وتخاطر بالتالي بان تستهدف وتواجه نفس الهجمات التي اجبرت اسرائيل على الخروج من لبنان. \r\n \r\n ربما أفضل فرصة للنجاح تتمثل في السياسة والاخذ بالدبلوماسية ولكن ذلك سيستغرق بالتأكيد بعض الوقت. \r\n \r\n بعض السياسيين اللبنانيين اتهموا حزب الله بجر البلاد إلى حرب لا داعي لها من خلال مهاجمة اسرائيل خلف الحدود الدولية التي رسمتها الاممالمتحدة. مهمة العالم بالنسبة لهم تتمثل في تقويتهم وتقوية حكومة بيروت لفرض سيطرتها على جنوب البلاد ونزع سلاح حزب الله الذي ينظرون إليه على أنه يشكل دولة داخل دولة. ان هناك حاجة لبذل جهد دولي حقيقي من اجل حل النزاع الفلسطيني - الاسرائيلي والذي شكل على مر الزمان وقوداً لتغذية التطرف في اماكن اخرى كثيرة.عم على العالم ان يطالب اسرائيل بالتخلي عن الاراضي المحتلة والعمل في نفس الوقت على افهام الفلسطينيين بانهم سيكونون مسؤولين عن منع وصول الانتحاريين والصواريخ إلى اسرائيل على لعالم ان يعمل على دفع اسرائيل للتراجع إلى حدود دولية معترف بها من اجل السلام، وسيكون السلام ممكناً اذا ما تم احترام قدسية هذه الحدود. وهذا هو لب المشكلة في غزة وفي لبنان. \r\n