\r\n الدراسة كشفت عن تدهور صورة الولاياتالمتحدة في العالم من جديد. فإذا سُجلت في بريطانيا 56 في المئة من الآراء الإيجابية حول الولاياتالمتحدة، فينبغي مقارنة هذا الرقم مع نسبة 83 في المئة التي سُجلت في 2002. أما في فرنسا، فقد مثلت الآراء الإيجابية 39 في المئة؛ و37 في المئة في ألمانيا، و23 في المئة فقط في أسبانيا. أما في تركيا، فلا تتعدى الآراء الإيجابية 12 في المئة علماً بأنها كانت تبلغ 52 في المئة سنة 2000. اللافت أن نيجيريا وحدها شهدت تحسناً لصورة الولاياتالمتحدة بين مواطنيها، حيث سُجل معدل 26 في المئة من الآراء الإيجابية. وإذا كان المسيحيون في هذا البلد الإفريقي يقولون إنهم يشعرون بأنهم قريبون من واشنطن، فإن المسلمين يختلفون معهم. من جهة أخرى، يحافظ الأميركيون على علاقات جيدة مع اليابان (63 في المئة)، والهند (56 في المئة). وقد تبين أن صورة الولاياتالمتحدة في الصين هي أقل سوءاً مما قد نعتقد، حيث سُجلت 47 في المئة من الآراء الإيجابية، غير أنها لم تتعد 30 في المئة في كل من إندونيسيا ومصر، و27 في المئة في باكستان. \r\n \r\n ورداً على سؤال \"هل تعتبر امتلاكَ إيران لأسلحة نووية أمراً خطيرا؟\"، لوحظ شبه إجماع على ذلك، حيث تراوحت الأجوبة بالإيجاب ما بين 97 في المئة في ألمانيا، و92 في المئة في فرنسا، و82 في المئة في روسيا، و92 في المئة في الولاياتالمتحدة، و52 في مئة في الصين، و15 في المئة فقط في باكستان. \r\n \r\n وقد أظهرت الدراسة أيضاً أن العديد من دول العالم تنظر إلى الوجود العسكري الأميركي في العراق باعتباره الخطر الرئيسي الذي يهدد السلم العالمي، حتى في حال مقارنته مع مواضيع أخرى تشغل بال الرأي العام الدولي من قبيل امتلاك إيران لأسلحة نووية، والوضع في شبه الجزيرة الكورية، والنزاع الفلسطيني- الإسرائيلي. ذلك أن 41 في المئة ممن شملهم استطلاع الرأي في بريطانيا، على سبيل المثال، يعتقدون أن الخطر الحقيقي بالنسبة للسلم العالمي يكمن في الحضور العسكري الأميركي في العراق، مقابل 34 في المئة فقط ممن يعتقدون أنه يكمن في امتلاك إيران المحتمل لأسلحة نووية. أما في البلدان الإسلامية، فالنتائج قاطعة، حيث يشعر 14 في المئة من المصريين فقط بالخوف من إيران، في حين يخشى 56 في المئة منهم الولاياتالمتحدة. أما في تركيا، فالرقمان هما 16 في المئة و60 في المئة على التوالي. بل حتى في اليابان، لوحظ تساوٍ بين الحالتين حيث المعدل 29 في المئة. \r\n \r\n والواقع أن أغلبية الأوروبيين يعتقدون أيضاً أن الحرب في العراق جعلت العالم أخطر، كما هو الحال بالنسبة ل76 في المئة من الفرنسيين، و68 في المئة من الأسبان، و66 في المئة من الألمان، و60 في المئة من البريطانيين. بل حتى الحليف الياباني بات يفكر بالطريقة نفسها حيث سُجل معدل 61 في المئة. والملفت أن الهنود وحدهم هم من يعتقدون أن العالم غدا أكثر أمناً بعد حرب العراق، حيث وصل المعدل إلى 41 في المئة من المستجوبين، مقابل 32 في المئة ممن يعتقدون العكس. وبالتالي، فيبدو أن حديث جورج بوش وتوني بلير الدائم، الذي يفيد بأن العالم أضحى أكثر أمناً بعد إسقاط نظام صدام حسين، لم يقنع الرأي العام. ومما لاشك فيه أن حرب العراق ستظل تجثم بثقلها على صورة الولاياتالمتحدة في العالم. \r\n \r\n الدراسة أظهرت أيضاً أن الدول الأوروبية أعادت توجيه تعاطفها في اتجاه إسرائيل، وذلك على خلفية انتخاب حركة المقاومة الإسلامية \"حماس\" على رأس الحكومة الفلسطينية. وفي هذا السياق، يقول الأميركيون إنهم يشعرون بالتعاطف مع إسرائيل بمعدل 48 في المئة، مقابل 13 في المئة مع الفلسطينيين. وفي ألمانيا، يتعاطف 37 في المئة مع الإسرائيليين و18 في المئة منهم مع الفلسطينيين؛ أما في فرنسا، فما زال الفرنسيون يتعاطفون مع الفلسطينيين حيث سُجل 32 في المئة، مقابل 9 في المئة فقط ممن يفضلون إسرائيل. \r\n \r\n وعليه، يمكننا أن نلاحظ تدنياً كبيراً وواضحاً في تأييد الرأي العام الأوروبي للفلسطينيين. وبالمقابل، فقد تحسنت صورة إسرائيل، التي كان يُشار إليها بالبنان حتى عهد قريب باعتبارها المسؤول الرئيسي عن عدم حل النزاع. والواقع أن ثمة عاملين رئيسيين يفسران هذا التحول في المواقف، حيث تجني إسرائيل اليوم ثمار انسحابها من قطاع غزة، والذي قدمته وسائل الإعلام الغربية في ما يشبه الإجماع على أنه خطوة تاريخية على درب السلام. ثم إن وصول \"حماس\" إلى السلطة ساهم في تراجع مشاعر تضامن الأوروبيين مع الفلسطينيين. هذا مع أنه من المعلوم أن السياسة أحادية الجانب التي يتبناها الإسرائيليون، الذين أعرضوا عن التفاوض مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، حتى في إطار الانسحاب من غزة، هي التي كانت من بين أسباب فوز \"حماس\" في الانتخابات التشريعية الفلسطينية. \r\n \r\n إلى ذلك، وفي وقت يزداد فيه تحسن صورة فرنسا في الولاياتالمتحدة ب52 في المئة من الآراء الإيجابية (مقابل 46 في المئة العام الماضي)، يلاحَظ تدهور في صورتها في البلدان الإسلامية، حيث لا تتعدى 18 في المئة في تركيا (مقابل 30 في المئة العام الماضي)، والذي مما لاشك فيه أن له علاقة بالجدل الدائر في فرنسا حول ترشح تركيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، و25 في المئة في باكستان، و46 في المئة في الأردن، و60 في المئة في مصر. أما في أسبانيا، فقد انتقلت من 74 في المئة في 2005 إلى 66 في المئة هذا العام. \r\n \r\n