\r\n لماذا إذن يقوم شخص على إنهاء حياته، بما يخالف معتقداته الدينية؟ وألقت الإجابة العار على الولاياتالمتحدة وحلفائها، في مقدمتهم بريطانيا. \r\n \r\n \r\n وقد مضى على وجود الأشخاص البالغ عددهم 460 رجلاً في خليج غوانتانامو أكثر من أربع سنوات. و تم اتهام عشرة منهم فقط بارتكاب جرائم. ولم يمثل أي منهم أمام محكمة. لا يُسمح للمعتقلين بزيارة من جانب العائلة والأصدقاء ولا بالتحدث إليهم. وقد عانى كثيرون الأمرين من الإساءات الخطيرة إليهم. \r\n \r\n \r\n ومعظمهم تم سجنهم على أساس شائعات، والأدلة ضدهم لا يعتمد عليها بالمرة، بحيث أن أي محكمة جنائية ستبادر باستبعادها. ومع ذلك تقول الولاياتالمتحدة إن بإمكانها سجن هؤلاء الرجال مدى الحياة. \r\n \r\n \r\n هل يمكن للمرء أن يتخيل نفسه في هذا المناخ، وقد قيل له إنه لن تسنح له فرصة المثول أمام محكمة ولا الإدلاء بدلوه في الجدل الدائر. ماذا سيفعل إن لم يلق آذاناً صاغية، في حال جرى الحكم عليه بأربع سنوات من دون ارتكاب أي جريمة؟ هل يمكن للمرء أن يتخيل مقدار اليأس الذي يصل إليه المعتقلون؟ \r\n \r\n \r\n لم يعرف إلا القليل عن هؤلاء الأشخاص الثلاثة. \r\n \r\n \r\n لقد كانوا في المعسكر رقم 1 وهو منطقة تخضع لعمليات أمن قصوى، حيث يُمنع المعتقلون حتى من استخدام الورق الصحي في دورات المياه. ولكننا لا نعرف قصة هؤلاء الموتى. لدى معظم المعتقلين في غوانتانامو محامون يدافعون عن حقهم في محاكمة عادلة،على عكس هؤلاء الموتى الثلاثة. \r\n \r\n \r\n فقد رفضت الولاياتالمتحدة في مايو الماضي حتى إعلان هويات المعتقلين في غوانتانامو. ولكن قبل قيامها أخيراً بكشف أسماء الجميع هناك، أقرت إدارة بوش مشروع قانون يقضي بمنع رفع دعاوى قضائية من قبل المعتقلين يحمل قضايا المعتقلين في غوانتانامو. مما يعني أننا عرفنا هويات المعتقلين أخيراً، ولكن لا يسعنا القيام بأي شيء لمساعدتهم قانونياً. \r\n \r\n \r\n والرجال الذين أقدموا على الانتحار وجدوا أنفسهم في هذه الحفرة السوداء من دون ملجأ قانوني لهم. لديهم فقط مشهد لحياة في سجن، في عزلة عن الناس، حيث لا عائلة، لا أصدقاء، لاشيء البتة. ما جعلهم يقدمون على الانتحار. \r\n \r\n \r\n ما الذي نحن بإزائه الآن؟ أعلن الرئيس بوش أخيراً أنه يريد إغلاق معتقل غوانتانامو، وإجراء محاكمات للمعتقلين هناك . حسناً، فلتجر هذه المحاكمات على الفور. فقد أتيحت للولايات المتحدة أربع سنوات لجمع أدلة تدين المعتقلين. وبالتأكيد فإن هذه المدة تكفي لإثبات الذنب. \r\n \r\n \r\n والآن آن الأوان لأن نري العالم الأدلة. كما قالت هارييت هارمان وزيرة الدولة للشؤون الدستورية أخيراً، يجب الكشف عن حقائق غوانتانامو لعرضها أو إغلاقه. هل ستقوم بريطانيا بما يلزم لجعل هذا الأمر حقيقة؟ \r\n \r\n \r\n لأن هذا الأمر يتعلق بما هو أكثر من مصير 460 شخصاً، إنه يتعلق بما إذا كانت الولاياتالمتحدة وحلفاؤها سيقودون العالم بالقدوة الديمقراطية، أو بما إذا كانوا سيكتفون بمجرد الحديث عن حقوق الإنسان والمجتمعات المنفتحة، بينما يشوهون تلك الأفكار بأفعالهم. \r\n \r\n \r\n إذا ارتكب المعتقلون في غوانتانامو (والمعتقلات الأميركية حول العالم، شأن المعتقل الذي يقع في قاعدة باغرام الجوية في أفغانستان، حيث يوجد 600 يتعذبون في المعتقل التوأم لغوانتانامو) خطأً، فعاقبوهم مهما كلف الأمر. ولكن إن لم يرتكبوا أي خطأ، فإنه يتعين إطلاق سراحهم. \r\n \r\n \r\n كان محمد القرني، وهو موكلي الذي أرجئ تقديمه للمحاكمة، يبلغ من العمر 14 عاماً فقط عندما تم القبض عليه في مسجد بباكستان. وعندما دخل معتقل غوانتانامو كان يبلغ من العمر 15 عاما فقط. \r\n \r\n \r\n وقد حاول هذا العام الانتحار مرتين بالفعل، مرة شنقاً، ومرة بقطع شرايين معصمه. فلنتضرع بالدعاء ليكون هناك تحرك من جانب الولاياتالمتحدة لتحقيق العدل - قبل أن يقوم محمد- وهو فتى صغير بحق- أو أي شخص آخر في غوانتانامو بالإقدام على الانتحار. \r\n \r\n \r\n عن «غارديان» \r\n \r\n