\r\n النقطة الثانية أنه وعلى خلاف ما يمكن أن يوحيه تباين الرأي العام واختلافه حول العراق وبعض القضايا الأخرى الا ان السجل الفعلي للتحالفات الأميركية مع الاتحاد الاوروبي في مجمله ومع دول بعينها وذلك في وقوف تلك الأطراف الى جانب الولاياتالمتحدة في حربها ضد الإرهاب هو سجل جيد. \r\n النقطة الثالثة سواء إذا ما كان هذا الطرف أو ذاك يوافق على غزو العراق الذي قادته الولاياتالمتحدة أو لا يوافق ، فالموقف الحالي المتأزم الذي تعيشه بغداد هو حقيقة شاخصة تتطلب تعاونا دوليا لتقليص التهديد والعنف السياسي على المدى القريب والمتوسط ، والمساعدة في تحريك عجلة الصادرات العراقية الى الدول الاخرى. وهذا هو الطريق الذي يجب أن تسير فيه الأمور بصرف النظر عما قد يتمخض عن حالة الجدال المحتدم حول مسألة أسلحة الدمار الشامل وما إذا كان قد كشف عنها منذ الغزو وهذا موضوع آخر. \r\n وعلى ضوء تلك العلاقات الهامة فإنني أعتقد ان محاولات وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد للتفريق بين اوروبا القديمة والجديدة خلال اللحظات التي شهدت توترات على شاطئ الأطلسي قبل ثلاث سنوات قد صبت البنزين على النار، وأعني بها نار الغضب الأوروبي التي كانت متأججة في ذلك الحين وكانوا على حق في التعبير عن هذا الغضب. \r\n كان ينبغي أن تدفن فكرة الفصل بين أوروبا مع سقوط جدار برلين الذي كان يقسم ألمانيا ومع انتهاء الحرب الباردة وانهيار الاتحاد السوفيتي ، ولم يكن هناك من مبرر منطقي او مكسب وراء محاولة إعادة إحياء فكرة الانقسام بين أوروبا الشرقية وأوروبا الغربية مرة ثانية. \r\n وأكثر من ذلك فإن دول اوروبا القديمة مثل فرنساوألمانيا هي دول حليفة بقوة مع دول اوروبا الجديدة مثل المجر وبولندا في الاتحاد الاوروبي. كما أن الطرفين لديهما قوات مشتركة لأغراض دفاعية في الناتو. ودول أخرى مثل تركيا ورومانيا التي تشكل جزءا من الناتو وتسعى للحصول على عضوية الاتحاد الاوروبي. وهناك أسباب قوية بالطبع تدفع هذه الدول لمحاولة الانضمام وتتمثل في تلك الآمال العريضة بتحقيق الرخاء والازدهار المعيشي والامن الذي يمكن أن توفره لهم عضويتهم في هذه التجمعات القوية. \r\n وفي مجال الحرب على الارهاب أظهرت اوروبا خبرة ورؤية بعيدة وإن كانت قد اكتسبتها لسوء الحظ من تجارب مؤلمة. ففي فرنسا واسبانيا والمملكة المتحدة قامت منظمات مختلفة بتنفيذ هجمات إرهابية بشكل متكرر خلال العقد الماضي. وهذه المنظمات تكونت في الداخل كما انضمت اليها عناصر من الخارج. \r\n والاتحاد الاوروبي ككيان موحد يقدر حجم المشكلة ومن ثم فالحرب على الارهاب تحتل قائمة أولوياته منذ أحداث 11 سبتمبر. ومن بين الأشياء المفيدة أن الاتحاد قد وضع سياسات معينة معيارية تتعلق بتسليم المتهمين وتعريف المجموعات الارهابية وتحديد العقوبات. \r\n وقد سمعت بعض المتخصصين في مكافحة الارهاب والاستخبارات من الولاياتالمتحدة ومن دول أخرى يمتدحون كثيرا تلك الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة في الاستخبارات وقوات تنفيذ القانون والمراقبة على عمليات تمويل الإرهاب وبناء دفاعات مشتركة أمام التهديدات المحتملة. \r\n والواقع أنه لولا ذلك التعاون المتين بين طرفي الأطلسي منذ هجمات 11 سبتمبر لانتهت كثير من المؤامرات الإرهابية نهايات مأساوية. ومن باب الضرورة فنحن لا نعرف من ذلك سوى حالات معينة فقط. اما القصة الكاملة لنجاح الحرب على الإرهاب فربما تظل في طي الكتمان الى الأبد. \r\n \r\n \r\n *مساعد خاص لرئيس مؤسسة غلوبال بيرسبيكتيف وأستاذ بجامعة سنترال فلوريدا \r\n خدمة كيه ار تي خاص ب (الوطن) \r\n جون بيرشيا