سعى أولمرت للحلول على دعم بوش للحل الاحادي الجانب، ولكن سيكون من الافضل ان يصر بوش على الحل الثاني وهو حل المفاوضات، لقد انتخب أولمرت بعد شارون الذي يغط الآن في غيبوبة عميقة مستمرة لم يفق منها أبدا، انه مجرد ظل لشارون احتل منصبه وحزبه ومفهومه. الآن يعمل أولمرت على اكمال بناء جدار العزل بين الإسرائيليين والفلسطينيين ويسعى لإعادة ما سبق ان فعله شارون في غزة وهو الانسحاب وسيعمل على سحب الجيش والمستوطنين من بعض المواقع في الضفة الغربية. \r\n \r\n ما الذي يتوجب على الولاياتالمتحدة فعله؟ \r\n \r\n من الضروري ان تعود الولاياتالمتحدة للاخذ ببعض الأساسيات التي لا غنى عنها. لعقود لعبت واشنطن دور «الوسيط» في الشرق الأوسط وكانت الجهود الأخيرة التي بذلت طرح حل الدوليين، ليس من الضروري ان يكون الفلسطينيون والإسرائيليون اصدقاء بل كل ما يحتاجونه هو التعايش السلمي. \r\n \r\n بالرغم من ذلك سمح بوش لشارون بالاخذ بالمفهوم الاحادي الجانب بالرغم من اخذ الولاياتالمتحدة بخريطة الطريق بالتنسيق مع الاممالمتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا. ونجد ان بوش لم يبذل اي جهد حقيقي لرفع تلك الخريطة نحو التنفيذ مما اعطى الانطباع بعدم حيادية الولاياتالمتحدة مما أثار المشاعر المعادية لها في الشرق الاوسط. \r\n \r\n لقد تجاهلت اسرائيل ياسر عرفات إلى أن رحل ثم جاءت الانتخابات لتزيح حركة «فتح» عن قمة هرم السلطة الفلسطينية وتتولى حماس. والآن قطعت المساعدات عن الشعب الفلسطيني والمطلوب هو رأس حماس أو الاعتراف باسرائيل والتخلي عن العنف. \r\n \r\n وهناك سؤال يطرح نفسه بقوة في هذا السياق وهو: لماذا لا تتعاون اسرائيل مع رئيس السلطة الحالي محمود عباس؟ فهو ليس عضواً في حماس وهو ينادي منذ فترة طويلة باجراء مفاوضات سلام مع اسرائيل. \r\n \r\n الآن تعيش المناطق الفلسطينية اجواء مشحونة واصبح هناك حديث عن احتمال نشوب حرب اهلية. وعلى بوش ان يحض اولمرت على ايجاد الطرق المناسبة لدعم عباس. \r\n \r\n مضى اولمرت بصورة طفيفة في هذا الاتجاه حيث حرر 11 مليون دولار من اصل 220 مليون دولار «تحتفظ بها اسرائيل لحساب السلطة وهي عائدات ضريبية تخص رام الله لكن يجب ان يطلب من اولمرت الافراج عن باقي المبالغ واجراء مفاوضات مع عباس. \r\n \r\n ان اسرائيل تندفع الآن في اتجاه اكمال جدار الفصل وما نخشاه هو ان يتحول هذا الجدار لحدود دائمة مما سيكرس العداء للولايات المتحدة ولمصالحها. \r\n \r\n استطلاعات الرأي تظهر ان الفلسطينيين والاسرائيليين يفضلون التسوية لكن اولمرت يريد الاخذ بالمفهوم احادي الجانب. ان على بوش ان يفرمل هذه الفكرة وان يعيد للدور الأميركي نزاهته. \r\n \r\n لقد اتسم رد فعل قادة حماس بالتشكك في تهديد الرئيس عباس بالدعوة لاجراء استفتاء على المقترح الخاص بقبول فكرة اقامة دولة فلسطينية في حدود ما قبل 1967 الى جانب اسرائيل. وقد رفضت حماس الاعتراف بحق اسرائيل في الوجود وتصر على أن كل فلسطين هي ارض اسلامية وهبها الله للمسلمين الذين ليس بوسعهم التنازل عنها او بيعها. ولكن مقترح عباس فاجأ حماس واحرجها. \r\n \r\n فمن خلال وقوفه مع السجناء الذين يحتفظون بوضع مميز داخل المجتمع الفلسطيني فان عباس يأمل في دفع حماس اما لتغيير موقفها بما يخفف من الحصار الاقتصادي المفروض على السلطة الفلسطينية او تأكيد موقفه كمفاوض وحيد للفلسطينيين كرئيس لمنظمة التحرير الفلسطينية التي تهيمن عليها فتح.عندما اعلن المقترح الذي كتبه مروان البرغوثي ووقع عليه احد كبار سجناء حماس، سارع عباس الى الاعلان عن قبوله به قائلا «انني اقر موقف هؤلاء الابطال» في الوقت الذي قال المتحدث باسم حماس ان المشروع يتضمن اعترافا ضمنيا باسرائيل. \r\n \r\n وتواجه حماس معضلة حقيقية كما يقول روني شاكير الصحفي في يديعوت احرنوت فيقول نعم سيعني خيانة مبادئها وقول لا يعني وقوفها في وجه الرأي العام الفلسطيني الذي يدعم اقامة دولة فلسطينية على اراضي ما قبل 1967 الى جانب دولة اسرائيل. والنتيجة كما يقول شاكير هي اقامة حكومة وحدة وطنية في فتح بشكل يترك المجال لعباس لاجراء مفاوضات وهي على الاغلب لن تؤدي إلى اي شيء في الوقت الذي تستمر قبضة حماس على السلطة والحكومة وتتمتع بمزايا ترك الحصار ودعم الشارع بينما تستمر بالتمسك بثوابتها. \r\n \r\n وقال هنية رئيس الوزراء الفلسطيني في غزة ان «الاستفتاء ليس بديلا للبرنامج السياسي للحكومة الذي وافق عليه البرلمان»، وقال ان الحكومة ستتمسك بذلك البرنامج وأصر على «اننا لن نعترف بشرعية الاحتلال ولن نستنكر المقاومة ولن نعترف بالاتفاقيات غير العادلة». \r\n \r\n في مقابل هذا الرفض، فان كل ما تقدمه حماس هو الالتزام بهدنة طويلة الاجل مع إسرائيل بمجرد ان تنسحب إلى حدود 1967 بما فيها التخلي عن القدسالشرقية التي ضمتها إسرائيل إليها رسميا، والتخلي ايضا عن المجمعات الاستيطانية الكبرى التي تعتزم إسرائيل الاحتفاظ بها مع إجراء نوع من تبادل الأراضي في أي تسوية نهائية مما يساعد إسرائيل في التخلص من اعداد كبيرة من مواطنيها العرب. \r\n \r\n وصفت إسرائيل وثيقة السجناء بانها أمر داخلي فلسطيني ولكنها اظهرت اعتراضا قويا عليها لاتخاذها كأساس للمفاوضات فالوثيقة لا تعترف بصورة صريحة بحق إسرائيل في الوجود وتصر على حق العودة للاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي غادروها في عام 1948، كما انها تدعم حق المقاومة ضد إسرائيل في الأراضي التي احتلتها في عام 1967 بمعنى السماح بمهاجمة المستوطنين والجيش الإسرائيلي هناك. \r\n \r\n لقد أبلغ أولمرت الرئيس بوش بخطة احادية الجانب الخاصة بسحب حوالي 70 ألف مستوطن إسرائيلي من الضفة الغربية وتوطينهم خلف جدار العزل ومع ذلك فإن تلك الخطة ستسمح لإسرائيل باستمرار احتلالها لأكثر من نصف الضفة الغربية مع بقاء 75 ألف مستوطن فيها، إضافة إلى 200 ألف مستوطن في شرق القدس يقيمون جميعا في مستوطنات يعتبرها العالم في معظمه غير شرعية، كذلك ترغب إسرائيل في الاحتفاظ بوجود عسكري في وادي الأردن داخل الضفة الغربية. \r\n \r\n حجر الزاوية ومربط الفرس هو التصرف الإسرائيلي أحادي الجانب حيث يعني تقرير اسرائيل لكل شيء دون أي مشاركة من الفلسطينيين. \r\n \r\n إلى حد ما وضع الفلسطينيون أنفسهم في مأزق بانتخابهم حماس لإدارة حكومتهم وترفض إدارة بوش اعطاء الشرعية لحركة تدعو لتدمير اسرائيل، ولكن على بوش ألا يعاقب الشعب الفلسطيني من خلال اقراره للحل أحادي الجانب الذي تقترحه إسرائيل وفعل ذلك يعني معاقبتهم على ممارستهم لحقهم الديمقراطي في التصويت.مقترح أولمرت له وجهان: الوجه الأول جميل، حيث سيتم سحب الجنود والمستوطنين الإسرائيليين من مناطق واسعة من الضفة الغربية وهو هدف سام في حد ذاته وينتظره الجميع بتلهف، المشكلة في الوجه الآخر وهو الاحتفاظ بالعديد من المجمعات الاستيطانية المقامة على الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية، فهذا يعتبر وصفة لكارثة. \r\n \r\n أي شخص ينظر إلى خريطة اسرائيل وخريطة الضفة الغربية وقطاع غزة سيرى مدى صعوبة إقامة الدولة الفلسطينية، وحتى لو تمت إقامة دولة فلسطينية على كامل الضفة الغربية وقطاع غزة فإن ذلك يعني أنها ستتشكل من جزأين تفصل بينهما اسرائيل. \r\n \r\n في خطابه الذي ألقاه أمام الكونغرس قال أولمرت ان اسرائيل ترغب في إجراء مفاوضات مع السلطة الفلسطينية، وأضاف انه وخلال سنوات قليلة يمكن للفلسطينيين ان يعيشوا في دولة فلسطينية تقام جنبا إلى جنب مع دولة اسرائيل في سلام وأمن. \r\n \r\n اننا نرغب أيضا في رؤية ذلك يتحقق ونأمل أيضا في أن يدرك بوش وأولمرت أنه لن يكون هناك سلام في الشرق الأوسط إذا لم يقم الفلسطينيون دولة لهم قابلة للحياة. \r\n