\r\n اذا لم يكن الامر من اجل بوتين ، فان نائب الرئيس ومؤيديه يرون ان واشنطن يمكنها ان تدفع نحو حل اكثر تشددا حول ايران من خلال مجلس الأمن الدولي ، وسوف تسمح روسيا للشركات الاميركية بالوصول الكامل لقطاع الطاقة بها من اجل استخراج المزيد من النفط والغاز لتسويقه بأسعار اقل ، وسوف تصبح موسكو اكثر تكيفا مع الخيارات الاميركية في عدد من القضايا. \r\n واذا كان هذا صحيحا ، فاننا نقلل من حجم المخاطر الناجمة عن مقدار الدعم الهائل الذي سيحصل عليه بوتين من توجهه الى آسيا. من بين السكان البالغة اعمارهم بين 18 24 عاما ، الذين ساندوا القوات المترجلة في الثورات الملونة في كل من جورجيا وأوكرانيا ، فان ادارة بوتين تحظى بنحو 57% من نسبة القبول ، اي بنسبة اعلى مرتين من القبول الذي تحظى به ادارة بوش من تلك الفئة العمرية في الولاياتالمتحدة. ثلاثة ارباع الروس قيل ان دخلهم زاد بشكل ملحوظ العام الماضي ، وهناك إثارة لحالات عدم الرضا ملحوظة بدرجة كبيرة من الفساد والبيروقراطية المتحاملة التي تتسم بعدم الكفاءة ، ولكن هناك رغبة ضئيلة في الاطاحة الجذرية بنظام يراه الكثيرون قد أعاد الاستقرار والرخاء لروسيا عقب انهيار الاتحاد السوفيتي في التسعينيات. \r\n وهل روسيا الأكثر ديمقراطية ستكون أكثر قابلية للانقياد لمصالح الولاياتالمتحدة ؟ تشير استطلاعات الرأي الى ان أكثر من 60% من الروس يرون الولاياتالمتحدة لها تأثير سلبي في العالم، أكثر من النصف يرون ان الولاياتالمتحدة ليست ودودة مع روسيا. ورغم ان العديد من الاميركيين يحاولون طمأنة أنفسهم بالخداع ان هذه الارقام لابد من وزنها لصالح الأكبر سنا من خلال الحرب الباردة، فالحقيقة هي ان الصغار من صفوة خريجي الجامعات في موسكو وسان بطرسبرغ، وهي المدن الأكثر ثراء والأكثر تحررا في روسيا، تعد معقل الشعور بالعداء للولايات المتحدة في الدولة. \r\n وماذا عن موقف روسيا تجاه إيران ؟ تشير الدراسات الى أنه بهامش 1 الى 2، يعتقد الروس ان الفوائد الاقتصادية من بيع السلاح لايران تفوق بكثير الاحتفاظ بعلاقات طيبة مع الولاياتالمتحدة. وان أكثر من 60% لا يشاركون في وجهة النظر بأن ايران تعرض أمن روسيا للخطر، وان أكثر من 80% يوافقون على الاقتراح القائل بأن ايران قد أثارت حفيظة أميركا ليس بسبب ان طهران تمثل تهديدا كبيرا للسلام والأمن العالمي ولكن لأن ايران تسبب إحباطا لطموحات أميركا التوسعية في المنطقة. \r\n لا يوجد مقترح من هذه المقترحات بأن الجماهير الروسية تريد الانضمام الى تحالف بقيادة الولاياتالمتحدة بنية مواجهة الفقهاء الايرانيين، إذا لم يكون الطغاة المستبدون يقمعون إرادة الشعب. وبدلا من ذلك، فإن أي حكومة روسية مستعدة للمساندة والمشاركة في أي عمل عسكري ضد ايران لابد لها من تحدي الرأي العام، وليس النتائج المتعلقة بالأمر. \r\n في الحقيقة، من الصعب ان ندرك أيا من قرارات بوتين الخارجية خلال السنوات الاخيرة الماضية والتي كانت ستصدر خلاف ذلك، إذا كانت من حكومة روسية أكثر ديمقراطية. 89% من الشعب، على سبيل المثال، يعارضون أي مشاركة للقوات الروسية في التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة ضد العراق. \r\n ربما ان نائب الرئيس الاميركي وآخرون قد تحيروا من خضوع روسيا للولايات المتحدة خلال التسعينيات كدليل على ان روسيا الديمقراطية ستكون أكثر طواعية لاميركا، ولكن روسيا قد اذعنت للغرب أيضا في العديد من القضايا، بداية من توسعة الناتو وحتى التدخل في البلقان، بسبب ضعفها، وليس ليبراليتها. \r\n روسيا التي كانت معتمدة تماما على عطاءات ومنح صندوق النقد الدولي عام 1996 مختلفة تماما عن روسيا اليوم، حيث يبلغ احتياطي روسيا من العملة 225 مليار دولار وصندوق الاستقرار الذي يوجد به 60 مليار دولار في البنك. \r\n المشاركة في القيم الديمقراطية يمكن ان تعزز العلاقات، ولكنه لا يمكن ان يحل محل المصالح المشتركة. وإذا لم تستطع إدارة بوش إيجاد أرضية مشتركة مع بوتين، فمن الصعب ان تكون روسيا شريكا أكثر ديمقراطية للولايات المتحدة. \r\n \r\n نيكولاس جيفوسديف \r\n محرر بصحيفة ناشونال انترست \r\n خدمة لوس أنجلوس تايمز خاص ب (الوطن)